كانت هناك ... قابعة على ( صوفا ) متهالكة ... التمرغ في الوحدة أهلكَ مادّتها ...
الخيارات كلها متاحة و مباحة لتبتاع أريكة أخرى ... أو سرير محشو بأشياء حقيقية من صنع الواقع ...
لكن معضلتها .. الرغبة المنحسِرة ...
ليست المشكلة في إصبع يشير إلى هذا الاختيار أو ذاك ..
المشكلة أن الأصابع كلها عالقة هناك ... في جيب سترته .. التي رتبتها لرحلته الأخيرة .. حين لم تستطع إخراج يديها من جيوبه ...
فرحل بها ...
و بقيت هنا .. على ( الصوفا ) المتهالكة .. بلا رغبات ..
تمشي على خطى الذكرى ... لا تفكر بالعودة .. و لا المضي ..
لا تفكر بالاتجاهات ..
تمشي فقط حتى لا تفقد قدميها القدرة على الوقوف ... على الانتصاب بلا خوف
عندما وصلت بها الرغبة .. حدود الاستماتة ... لم تأبه لكل التحذيرات المدونة على الأرصفة ..
الجنة التي وُعِدت بها أخفت ملامح الطريق ... و بددت كل علامات الطريق ... فلم تلق بالاً لحقيقة أن للطريق نهاية قادمة لا ريب ..
لكن القلوب و الوعود أقوى من النهايات ...
هذا ما كانت تعتقد به .. أو وعدها به ..