منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هذه أمتي
الموضوع: هذه أمتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2018, 08:17 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي هذه أمتي


كعادتها الشمس .. تسكب على وجوهنا طبق حساء حار ، النوافذ تولد عمياء ، الأعمدة صرخات أبرياء تجأر بالشكوى لرب السماء ، كل مساء يزورنا القمر ، نُجلسه في الصالون الأسود ، هو دوماً يقول عنا : العرب مثل الصفر .. قيمته حيث يضعونه ، مثل علبة مجوهرات فراغة ، تتبجح كل حين .. تتباهى .. أليس يوضع في داخلي الذهب ؟!

الأعلام أمٌ مزورة ، ترضعنا أحاديث ملفقة وحكايات خادعة ، ولأننا أبناء بررة ، نتلبس ما تقول ونتخاصم فيه ، نجزم أن السبخات تنبت الريحان ، وأن الحكام رجال صالحين .
ولأن داخلنا حطام ، نفرح بالانتصارات المزيفة ، نصفق للكتبة المأجورين ، هم صنعوا منا ألعاب إلكترونية ، بضغط إزرار يمكن أن نُسقط الطائرات ونهزم الأعداء ، لنعلم بعد حين أن كل انتصاراتنا مبرمجة .

هذا زمن الأنبياء .. الإنسان عاد يسكنه الظلام ، أبرهة قادم بجيشه ليهدم الأنوار ، فرعون ينادي أنا ربكم الأعلى ويستعبد العباد ، اليهود يمارسون سحر القنوات ، قانون الجسد يملأ الأمكنة ، والغرائز تتكشف بلا خجل ، الخمر والميسر في الطرقات ، تتناسل الدروب وسلمان هناك بلا درب ، هذا زمن الهجرة ، ولكن .. إلى أين المسير ؟ !

تمر الأيام وداخلنا مهزوم ، فأهل أوربة عقولهم من ذهب وعقولنا نحاس ، لغتهم زهور معطرة تفوح من أفواههم ولغتنا أشواك ، أطفالهم علماء وأطفالنا رعاع ، آه يا زمن .. أود لو أُطفئ الأنوار وأظل أبكي شهراً ، أو أجمع كيساً من الحصى وأقذف به البناية آخر الشارع ، لا أدري ما الفائدة ، لكن هكذا أشعر الآن .

ثقافة الإسفنج أضعفتنا ، هو طيب وكسول ، لا يملأ حجرات الهواء التي فيه بنفسه ، يحب الخفة والغناء ، ويسمح للآخرين أن يحقنوه بما يحبون ، شامنا يسير بيننا بلا رأس ، منذ زمن ما عدتُ أسمع صرخته ، يبدو أنه يأس منا ، فنحن أخوة أنذال ، لكم الله يا أهل الشام .. ما أكثر صلواتكم ، أقلها فرائض وأكثرها جنائز .

نحن جيل بلا زمن ، في كتاب التاريخ لن نجد فصلاً يتحدث عنا ، لعلهم يضعوننا في الفهرس ضمن ( أقوام مرّ ذكرهم عرضاً ) ، نحن جيل الخداع والزيف ، نتواصى بالصبر .. سيذكر التاريخ أننا تواصينا بالذل والمهانة ، نحن جيل البالونات المنفوخة والطبول الفارغة . حين أتذكر جيلنا .. أتذكرك يا سلمى .. سألتك يوماً عن تاريخ ميلادك .. ضحكتِ .. قلتِ : عام النكسة ، ورددت في داخلي .. الله لطيف بعباده .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس