منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - زفرة التأويل .
الموضوع: زفرة التأويل .
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2018, 09:05 AM   #1
عبدالله مصالحة
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله مصالحة

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 21731

عبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعةعبدالله مصالحة لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي زفرة التأويل .


مازلت كالأنا التي لا أستطيع أن أرسمها بالكلمات , الحيرة مضرب للتائه فيها, والشَّكوى مريضة الايجاد , وكلّ شيء يهرول إلى منفاه الأخير .

أصحو على استنفارٍ من أرضّ شوَّهت ما بقي لي من أفكار , استعيذ بالله من الظّنون الخائبة وأسند ظهر العناء على حافَّة النسيان , وأمضي ودمعي الكتوم نافلة أستحضرها من كلّ جانب , أصبحت أوتار الحياة تتناغم في سلبي الرداء الوحيد للإنسانيَّة , ودوران العقل لا تستحضره الأشياء المنطقيَّة , فالتيه المطبق الذي يحضرني يشغلني عن تأدية الحياة كما يجب , وأشغله عن حمل الضَّغائن لهذا الكوكب الجريء في لفظي عن المسار الصَّحيح , ودائما ً ما يخونني الكلام الذي يعقب التَّضحية , ويتصدَّر الصمت موقف الجبين , وأعتلي ذات الغيم الرقيق الذي يبشّرني بأمل قد يجيء , لولا أنَّ خِلد البشريّ محاطٌ بهالة الإله الرَّحيم لهلكت منّا الصَّيغ جمعاء .

في الحب تراني هائما ً, ضعيفا ً متورِّد الأوجان , بسمتي خجلى من ترداد شيء يفوق طاقة الأمل ويرسيني على شاطيء مغيَّب , مع الحبّ أيقنت كيف أصبح التغافل عن المضيّ رمزا ً مكنونا ً , كيف أصبحت شجيرات اللّيل نضرة أكثر كمدى مقمر يحدوه عناقيد تأتي من حيث لا أحتسب رواءً ودواء , فعندما يختلط نبضك بنهر يغسل درنه المتراكم تكون الطّفولة تطرق الأبواب المفرحة بزعمٍ لبديع يقترب ويشعل شمعة الأوان , وعند عينيّ حبيبتي تستقلّ الأمكنة وتحضر روحها أرضا ً وغمام , ولا أتلقَّفني من السّقوط في الجنون اللَّذيذ , ولا أدريني مبصرا ً كسابق العهد , حتّى أن وجهها يعزف على تعب صدري نوتات ملوَّنة تكشط سخيمة السَّواد , وتعيدني آخرا ً مجدَّدا ً كالجنين بغية النَّطق الجديد .

عند تلكم الشَّذرات التي تسوقني هوسا ً , أخلط الماضي بحاضره , وأزفر أنفاسا ً مضطربة , يبتلعها مضمون الهذيان , تسائلني الأروقة ذات حلم : هل كان نجمك خائبا ً يوم ابتعت من الخلاص صكّ غفران .؟
ما كان لي من إجابة تدرّ الدمعة كما يستقيم الحال , كان جوفي ملطّخا ً بكدماتٍ تستحي منها فراشات الدَّهر , مغسولة رفوف نبضي من ايّ نتيجة , ومكدَّس فيها الفراغ !

وعند اسطوانة الأحلام التي تدور في خاطري , ثمَّة جزرٌ تصفّق , ثمَّة وعدٌ شفيف لا يُرى إلا من ظاهر الرّموش , أفانين مُرضية تشغل جميع المسام عن الإنحدار في قاع الحقائق , وتلفّ الأحزان كحضن أمّ رؤوم , كحضن حبيبتي حين يغتالني عن أنصاف الأشياء التي لا تكتمل إلا بربيع دفئها , كم من وطنٍ سيتكلًَّمني وروحها الجواب , وكم من ساريات تحمل قامتي عن طين الأنين , ايّ غزوٍ تُحضرينه يا حَظّي الجميل , وهل تتقن معدة الأرض أن تسعِف الحالمين عن التيه كما تفعلين !

دعني يا فراغ الأشياء أكذب على نفسي , اعدّ الأيام بطريقة معاكسة , أنام طويلا ً لما بقي من أنفاس كي لا يستوعبني صدى الصَّراخ مقتولَ مصير .

 

التوقيع

اللهم نصرك الذي وعدت ..

عبدالله مصالحة غير متصل   رد مع اقتباس