تباً لي!، بل سحقاً لي!.. لأنني أحب الجنون، أو بالأصح أمارس الجنونأقتنيت قيثارة جديدة في حين إني لا أتقن العزف.. لا علم لي بمراتب الوتر، ولا أعرف أين يقع منها ذلك الوتر الرَّخيم!.. ما أشبه قيثارتي بتلك العذراء، وما أشبهني بغرٍّ لا يعرف كيف تُفضُّ البكارة.. لا بد إنها غاضبة مني!، ولكن لا بأس، فوجودها بجانبي، وفي وحدتي جمال في حد ذاته، وصمتها الخجول يزيدها في ناظريَّ جمالا فوق جمال، إلا إنها أيضاً تشبه امرأة جميلة إن مالت برمشيها نحو الوجنتين غضاضة أرتني كيف تُجَنِّح اليمامة فوق الحقول، وإن عضَّت شفتها توعداً رسمت لي البرد على زهر الأقاح بعد المطر.