رُؤَاكِ وَهَذا المَدَى الأزْرَقُ
يَلُوْحُ سَنَاهُ لِمَنْ يَعْشَقُ
ترَكْتُ وَرَائِيْ جَزائِرَ تِيْهٍ
تَرَاهَا عُيُوْنِي فَلا تَرْمُقُ
وَذَا سِنْدَبَادُ بَدَا مُغْرَمًا
وَثوْبُ الحِكَايةِ لا يَخْلَقُ
وَأَجْنِحَةُ الرِّيْحِ طوْعَ يَدِيْ
وَخَلْفِي دَيَاجِيْرُهَا تنْطِقُ
وغَنَّيْتُ لِلْمَوْجِ حتَّى انْتَشَى
قصَائِدَ سَارَ بهَا المَشْرقُ
وَسِرْتُ شِمَالاً وَسِرْتُ جَنُوْبًا
فأصْغى لهَا الحُوْتُ إذ تُطْلَقُ
كَتبْتُ على المَاءِ أُحْجِيَةً
وَمَنْ رَامَ أَسْرَارَهَا يَغْرَقُ
وأَسْرَابُ طيْرٍ تَحُوْمُ بِقُرْبي
وَلِلنُّوْنِ تحْتِيْ مَدًى أَعْمَقُ
فَتَحْتُ حُصُوْنَ الخَيَالِ بهَا
إذا هُوَ عَنْك بَدَا يُغْلَقُ
وَقَالُوا الصَّبَابَةُ دَاءٌ بهِ
تَضِيْعُ المَشَاعِرُ أوْ تُسْرَقُ
فقُلْتُ لَهُمْ إنَّنِيْ عَاشِقٌ
وَهَذِي الشُّمُوْسُ بَدَتْ تُشْرِقُ
وَلا خَيْرَ فِي مُهْجَةٍ لمْ تَذُبْ
وَلا خَيْرَ فِي الحُبِّ لا يَصْدقُ
للشاعر عبدالإله المالك