(1)
ها قد عادت الي صوتي نبرته الغاضبة .. و لا يستفز هذه النبرة أكثر من تاجري الدين الأفاقين
الذين يستخدمون الرب للسيطرة علي البسطاء و كأنهم يملكون مفاتيح الجنة ..
فـ يلملمون أصوات البسطاء و يكدسونها في صناديق انتخابية بعينها أو في استفتاء شعبي بعينه ..
بل و يأمرون اصحاب هذا الدين بقتل اصحاب الدين الاخر و أصحاب هذا المذهب بقتل اصحاب المذهب الاخر
و يقولون الرب أمر ..
الرب يمهلهم لأنه الصبور .. أما انا فلا .. سأتحدث عنهم و عن قبحهم ..
عن سياراتهم الفارهة و ارصدتهم البنكية الفاحشة ..
فـ ليكفوا عن تكفير الاخرين فانا لا اجد من هو أشد منهم كفرا ..
فـ لقد عَلِموا الحق و عَلَّموا الباطل .. فانتجوا اجيالا من المخابيل.
(2)
ساحدثكم عن قوى الطبيعة .. هل سبق أن وقفتم امام منظر طبيعي خلاب
لدرجة أن اصابكم الفزع من هول جماله ..
فـ شعرتم أن شيء ما بداخلكم أدرك مدى ضاّلتكم .. و أصبحتم ترون الامور بمنظور اوسع ..
فـ ادركتم ان ما يفعله المفترسون بفرائسهم لن يضير الكون في شيء
و ان موت 50 مليون بشري - في الحرب العالمية الثانية - لم يؤخر تروس الساعة الكونية ولو ثانية واحدة ..
الأمر يبدو و كأننا مستعمرة بشرية تنمو بسرعة هائلة على سطح كرة صغيرة تتطير إثر إنفجار عظيم في فضاء بلا حدود .. لم أكن (داروينيا) من قبل و لم تَرُق لي فكرة ان أصلي كان قردا ..
و لكنني اشعر حقا ان ثمة قرابة بيننا - نحن البشر - و البكتريا.
(3)
الكتابة هي اعظم اكتشاف بعد النار .. و لهذا عنها سأتحدث
فـ بها وَثَّق الفراعنة تاريخهم .. و كتب العلماء علومهم
و الكتابة هي السلاح الأشد فتكا
فـ مكتوب واحد قد يشعل حربا .. او ينقذ جيشا
قد يوثق عقدا .. او يلغي بندا
قد يشغل قلبا .. او يقتل عشقا
فـ انتبهوا لما تكتبوه و ما تقرأوه
و اعلموا أن من الحروف لبنات تبني شخصياتكم
فـ انتقوها..
ومنها رصاصات تسعى لتسكن رؤوسكم
فـ اتقوها..
(4)
عن الفرعون أتحدث .. يحتمي بجيشه .. لأنه أضعف من كلمة حق واحدة ..
يسمعها فـ تحمر عيناه و أذناه و ينفجر غضبا .. فيكمم الافواه و يفتح السجون .
و يحاول الحجر على الافكار فـ هو لا يعرف أن الافكار لا تُسجن و تنتشر كالعدوى ..
يعتمد على منابره المضللة و على مدارسه التي لا تُنتج الا الجهلة ..
يبتسم مستهترا في مؤتمراته الشبابية لأنه لا يعرف أن بين هؤلاء الشباب قد يكون موسى واقفا بعصاته السحرية
و انه قد يغرق يوما في قناته الوهمية ..
(5)
عن اقدام الشعب أتحدث .. تُجيد الركل و بقوة .. فلا تديروا ظهوركم له
فريد 31/5/2017