[د. فريد ابراهيم]

تسطع الشمس على الثور المغلوب ..

فيغمر وجهه في دلو الماء و يرتدي ربطة عنقه

و يربط نفسه في الساقية و يدور

أوليس هذا هو المطلوب؟؟

أن يعمل من سطوع الشمس إلى الغروب؟؟

و أحيانا يعمل بضع ساعات في الليل من اجل المزيد من الحبوب ..

انه يوما روتينيا ..

لم تعد الحوافر ترفس أحدا ..

لم تعد القرون تنغرس في أي ظهر ..

فطالما انت تعمل -تعمل و فقط- فأنت محبوب ..

اللعنة على هذا الاسلوب ..

كيف استأنسوا هذا الوحش بداخله؟؟

كيف أقنعوه بالرضوخ؟؟

كيف لم يثر إلى الان و هو ثور؟؟

كيف لم يحطم الساقية اللعينة؟؟ أو حتى يديرها بالمقلوب؟؟

بينما يشاهد انعكاس وجهه في الماء

فيلاحظ انهم ثقبوا أذنه و علقوا فيها قرطا رخيصا

و على مؤخرته حفروا اسما مشينا

لم يجد ما يدل على ذكورته

فتساءل : هل ستدلى ضروعي يوما لأصبح الثور الحلوب؟؟

و هل العيب في؟؟

أم في حظيرتي ؟؟

أم زماني هو المعيوب؟؟

أسئلة كثيرة تدور في رأسه السميك ..

و مع أول حفنة من الحبوب .. تذوب

فيأكل ملء فيه

و يحك رأسه في سور الحظيرة الضعيف ..

ولا تأتيه فكرة الهروب!!

فيستلقي على جانبه وسط الروث و يغفو

لتعود الشمس تسطع من جديد

فتجد قرونه مغروسة في الطين

و لسانه يتدلي من فمه

و الذباب يأكل من عينيه النصف مفتوحة

و شحوب ..

أوليس هذا هو المطلوب؟؟

فريد