منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ليلة منذورة للريح (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38984)

عبدالرحيم فرغلي 03-20-2018 12:09 AM

ليلة منذورة للريح
 
11:30 كحقيبة قديمة أجلس قبالة الشاشة ، ينتفخ الوقت بمقاطع مدهشة ، أخشى أن أصحو يوماً فلا أجد شيئاً يستحق الدهشة ، استند على جدار ينسكب من الأعلى كعصير متجمد يلتصق بظهري ، النافذة تحتشم عن الضوء بستارة قاتمة ، وثُريا تتدلى من حنجرة السقف كلهاة ملتهبة ، الأرائك تبدو ذكريات أناس ماتوا من زمن أو قصص سخيفة من صفحة واحدة ، اللمبة مشنوقة على الحائط وأعجب كيف تتنفس بهذه القوة ، أخيراً نجحتُ في انتزاع نفسي من مشهد رائع ، شعرتُ بلذة النصر وكأني قطعة لحم فرت من يد آكلها .

1:00 التقطتُ كتاباً يستلقي بهدوء على الطاولة كحبة تمر شهية ، بعض القراءة انتحار ، تمشي بقدميك إلى قاتل يأخذ أنفاسك بحروفه ، وبعضها تناسخ أرواح ، تتلبسك روح كاتب جبار وكأنها ولدت معك ، عند القراءة يذوب المكان وتبتكر السطور أمكنتها وشخوصها ، فهناك تجلس فتاة قبالة حبيبها وغضبه يتناثر في الهواء كشظايا حارقة ، توقفتُ عن القراءة ... شعرتُ بحرير ناعم يخترق جسدي ، جفوني تداعبها كهرباء رقيقة ، الأثاث هلامي لا يستقر .. ليست هناك فكرة تكتمل في رأسي ، أذهب لنوم أكرهه لكنه مثل أشياء كثيرة في حياتنا .. نكرهها لكننا ننقاد إليها بضعف .

1:30 السقف الأبيض كذاكرة مصاب بالزهايمر .. يتمدد بلا تفاصيل ، الضوء الخافت يهمس لي بقصة الباب الموارب ، على حين غرة .. تُشرق سلمى .. يولد صباح بلا صلاة ، وجه سلمى كما هو .. لا يكبر .. يتجدد كأوراق الليمون في حديقة بيتي ، أظنه يوماً ما سيكون عنواناً لمحاضرة رائعة عن ( كيف تعيش سعيداً ) أو ( كيف تزرع الأمل ) ، وجه سلمى اسطورة له رائحة لا يعرف وصفها غير قلبي .
يغادرني النوم وأعود كأني استيقظت لتوي ، أفٍ لكِ يا سلمى ، تأتين في ذات الموعد ككذبة شهية ، كعنب أحمر يُقدم عند ارتفاع السُكري ، الصباح ينتظرني بالعمل ، لعلك تحسبيني أقف أمام مديري أعتذر .. أقول له : إن وبختني سأدعو عليك بلعنة الحب .

2:15 غادرتُ سريري كعدو مطرود ، هناك رسالة من سلمى لا أمل قراءتها ، كتبت لي فيها :ـ
فراقنا سيأتي فالربيع لا يدوم ، ستبقى لنا تفاصيل حبنا الصغيرة .. مكعب السكر الذي أُذيبه في كأسك ونشرب معاً حلاوة المكان ، جنونك وأنت تحسب نبرات صوتي على أصابعك وتقول سأعمل منها { نوتة موسيقية } ، الزهرة المرسومة على فستاني وتُجزم أنها طفلة تُضحكها الملائكة ، المرة الوحيدة التي أمسكت بيدي ووبختك بنظرة قاسية ، الرجل الذي ظن أننا زوجين ودعا لنا بالذرية الصالحة ، العطر الذي أهديتني إياه وقلت لي : لا تضعي منه حين لقاءنا .. أريد عطر أنفاسك وروحك ، تفاصيل حبنا ستعيش معك .. هي اللعنة التي أبعثها عليك إن حاولت نسياني .

أردت أن أكمل حتى الصباح وخشيت الإطالة 

رشا عرابي 03-20-2018 12:30 AM

قُبيل الوُلوج للنص بـ هنيهة، أيقنتُ أنني سأكون أمام
مقطوعة أصيلة عملاقة اللحن عميقة الأثر
إسم الكاتب كان كفيلٌ بـ توطيد هذا اليقين

أستاذي الذي أُجلُّ وأحترم ،
اختيار التسلسل الزمني أو الوقتي جعلنا نلمس
لحظة هجمة التفاصيل المذكورة

ثم إن الدهشة كل الدهشة في توصيف ذلك
الجدار واللمبة المشنوقة رغم ارتكابها جرم التنفس
والمقاعد التي تحتفظ بالحكايات .....

وسلمى....
سلمى التي لا تهرم
تلك التي أحببناها من خلالك
ورأيناها بـ مقلة حرفك

ليس من السهل تدوين ما أروم قوله في ردّ واحد
للحق،
القراءة الأولى زادٌ للذائقة
وما يليها أنصف للتأمل
غير أنني لا أملك أن أقرأ بلا تعقيب
وإن لم يكن مُنصفا لما أروم قوله

ليت فجر تلك الليلة كان ممتداً
لـ تُطيل ...


زُبدة السّلاف،
أستاذي وأبَتي
لا زلنا منك نتعلم..

نازك 03-20-2018 12:37 AM

؛
؛
في الحقيقة أتيت هنا ولا أدري كيف في حين بحثي عن شيء ما يشبه النسيان أو الهروب
أتيتُ أجترُّ فلول بسمة صنعها لي قبل أن يخلد للبقاء
وكنتُ أُحدّثُني بضرورة اللجوء لمحراب الكتابة علّها تُشفي
وجدت هنا فيضا من العفوية المسترسلة، وكما عهدتهُ_يامُعلمي الجليل_ حرفك السامق يهرول لقلب الصور ليتقولب بها !
وكنتُ ومنذ البدء أبحث عن طيف سلمى ليستقيم المشهد

قراءة على عُجالة
لي عودة بحول الله

سيرين 03-20-2018 01:38 AM

ليلة تعدت الألف بزخم صورها واسطورية وقع تفاصيلها
مواقيت توالت بعفوية السهل الممتنع وترانيم ارهقت الروح في تتبعها المثير حد الادمان
واللهفة بألا تنتهي تلك الليلة المنذورة لوجه " سلمى "
يا له من إنسكاب بليغ الترف ارهق صداه المدى كبريق الانجم
وكان للحرف هنا لون
وصوت ابداعي مختلف طاب له ان يقترن بذريعة الضوء
كاتبنا المتألق بالتفرد والتميز \ عبدالرحيم فرغلي
كان للصمت لذة في شهقة الجمال لا يمله الانتظار فلا تغب
مودتي والياسمين

\..:35:

إيمان محمد ديب طهماز 03-20-2018 06:36 AM

الجميل أستاذنا المميز عبد الرحيم :

ليتك أكملت حتى الصباح

هذا الجمال لا يُمل

و هذه السنفونية حرام أن تتوقف

فرحت والله عندما قرأت العنوان و إذ الموضوع لك يا أستاذنا

هنا تهيأت نفسيا لسبر السماء

للتحليق بين الكواكب

و حلمت بعدد النجوم التي سأقتطفها

و أعود بها في سلال روحي

و تخيلت كيف لي أن أصافح الفمر كنسمات الربيع

قرأت نصّك تحليقا لا تتبعا

و طربت به كعزف منفرد في كلمات سماوية

سلمت الأنامل

و و أورق الغليل

كل الوّد

عبدالرحيم فرغلي 03-20-2018 06:50 AM

ابنتي رشا .. قد أكسبتني شرفا بقولك أبتي
منذ زمن بعيد لم أكن هنا في أبعاد ، أخطأت
بحق نفسي حين ابتعتدت وإن كان الأمر رغما عني ..
طيلة الفترة الماضية والشوق يناديني لهنا .. لكن انشغالي
بكثير من الأمور أوقفني ، أيتها الوفية ،، كيف أنت
، يا رب تكوني بخير ، هو نص بدأت به من شهور طويلة
وتركته ،، أكملته على عجل لأتشرف بكم .. لأكون هنا
بإذن الله مع كل الأوفياء ، تسلمي يا رشا ، في انتظار عودتك والإفادة من تعليقك .

سلام الحربي 03-20-2018 11:55 AM



أستاذنا القدير :عبد الرحيم فرغلي
:
هذه الخاطرة نموذج راقي جدا لمن اراد أن يتعلم فن التاثير

حكاية تفاصيلها شخصك وحالة تأمل عميقة
غرفة واحدة كانت مسرح الحدث
أتخمتنا فيها جمالا
جذبتنا الثواني لنعيشها معك حرفا بحرف

بضوءها ب السقف الأبيض الممل

بكل قهر الذاكرة بحضور سلمى وغيابها

استاذنا الفاضل : عبد الرحيم فرغلي

الحرف حرفك والاتقان صنعتك
لوحة نقشتها بحرفيةوجمال
فلك الشكر البالغ ودمت بخير












عبدالله مصالحة 03-20-2018 01:38 PM

ما انفككتَ تصبّ من اللاوعي في إشتياقك انموذجا ً ورقيا ً ينبس عن هيئتك في الخطاب الذّاتي , تدرك جميع تفاصيلك في الحضور والغياب , وينتقيك الصّدى كقطعة فريدة تعيد تشكيلك عند صحوات اللّيل البهيم , غريبا ً إلا منك حاضرا ً إلا من سلمى .

الاريب : عبدالرحيم فرغلي

ما تزال تقبض على صولجان الدَّهشة الأدبية بتدابير إنسيَّة يشتاق لاستطالتها البيان , شُكرا ً لانَّك الأدب يا صديق .


الساعة الآن 10:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.