جوع .
لقلبه الذي لا زال يحاسب النَّسيم على أنفاس قنَّطته من الزَّوال, تذكرة وعد وحزمة غياب ! ما بقي من عمره رغوة شفافة ترى كلَّ الأشياء على مهل , ينصب قامة فوق الأخرى , ويستعيذ كثيرا ً من الأحلام الثمينة التي تخاطب سوءة نفسه حين يخالط السقوف , كانت مدرارات السنين بشحوبها في مخاض العدم , يستلقي النّاجون من أفكاره على شاطيء جاف الأجوبة , وخيول الغيم تسحب الدَّمعات إلى موانئ مفزعة , إلا أنَّ فراشة السلام تضحك على الخرافات بين عينيه حين يطيش في جبينه أمدا ً بعيدا , على مدار الوقت المحروم من اللهاث المتبقي حين سطوٍ وحدويّ يمكث , يبرهن لكلّ الطّرقات كهالة ممشاه وهو يضرب الأرض بقوّة السنبلة المغروسة في أديم ماطر , كم كانت روحه صعبة التبيان , حين يتحايل عليه اللّيل ليناظر أقمارا ً لا محسوسة تنجيه من صبحه اللَّدود الجافي .. كتب على سدرة منتهاه بلاغا ً : أنّ كلّ الأشياء التي عجنت في طريقه إلى الآخرة دُفنت في قرطاس مكلوم , وسيقت مع الرّياح تخاطب الأزل بوعيد لا يأتي حينه إلا معجزة ! هل كان سطو حاضره غائبا ً حين اندرج من سنديانة أمله إلى شوك الغربة .؟ كم بعيدة سوءة الأمانيّ المنتظرة على القارعة , على المخاطبات المسائية لعينيه حين تصطلي نار وجومه , لاخوفٌ يحيك مطالبه ولا أنسجة لمداليل ريقه تستعيد كماليَّته , أجوفٌ إلا من إله , يترتَّب على موسيقى هادئة وتبعثره حفنات شوق , في الحنين مدرسة خاوية المقاعد , ترسمه الألواح حافيا ً يرتدي معطف هربه , يساوم الرَّحيل في كل روعه , هو الرّحيل إن أتاه أتى وإن غاب ركض إلى منفاه , جائعٌ إلى الدُّنيا كما جاعت خطوط اليد في استقبال ملمس اليقين , مواضب على صورة مغايرة تعيده بريئا ً كسطوع الشمس بعد الحروب , يكفيه أن يتناسل مع البحر أحاديث الغرام التائهة , يتقرفص على حافَّة النَّدى , يخاطب الورد بكل وداعة , والأنين مكبوت كنقش فريد يصقل تجاربه .. والدنيا تهطل على أدمغته مطرا ً عابقا ً بكلّ صورة مغلقة تحاول تأويل التأويل . في حينه . |
جائعٌ إلى الدُّنيا كما جاعت خطوط اليد في استقبال ملمس اليقين
أي جوع هذا الذي امتلك بيمينه شغف الذائقة وبيساره صمت الدهشة والاجلال كم امتلك هذا الجوع ما يؤهله ملكاََ فوق ينابيع الجمال ليهمس لنا ما أنا إلا للضوء شقيق لأستوي قائماََ فوق ضفافه راااائع وجدا مبدعنا \ عبدالله مصالحة مودتي والياسمين \..:icon20: |
الكاتب عبدالله مصالحة .......حقا لا أدري ماذا اقول في حضورِ بوحا هو لوحده ظاهرة فنية لا يستطيع القارئ الانفصال عنها ,
هذا التدفق في التفاصيل هو بحد ذاته قوه هائلة وبناء فكري وأثر مزدوج ففي المعنى يكشف عن خبايا الكلمة يدعمها, يا لجمال خيول من الغيم تأخذ الدمعات الى موانئ مفزعة ,صورة إبداعية لا تصلح إلا بإسم مالكها . فالقارئ عند قراءته لهذه الفنية يشعر بجو من الاساطير. اقتباس:
|
سردية أنيقة
رقيقة تمكنت من مكنون الذائقة بما يلتئم في سطورها من عذب الخيال وجمال الصورة لك تحياتي وتقديري |
...
... يَكفِينا من الإبداع أنَّنا نسمعُ صَوت خُطاه ! فَنتبعهُ يقِينًا أنَّنا سنجدُ دهشَة تعلُوها دَهشَة . حماك الله . |
المفضالة : سيرين
جميل مرورك ينبت في إثره سنابل الخير والكرم , شُكرا ً كبيرة تسع نبل مقدمك . |
المفضالة : نادرة عبدالحي
لحصافة مقدمك عطايا كثيرة ينعم بها النصّ , شُكرا ً كبيرة لكريم إثرك . |
المفضال : حسام الدين ريشو
ممتنٌ لعمق تأويلك وكريم غدقك , جميع الشكر والتقدير . |
الساعة الآن 08:50 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.