منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أليس السحر رائعاً....! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37851)

منى مخلص 03-15-2017 09:55 AM

أليس السحر رائعاً....!
 

ماذا بيدِ أرضٍ بائسة في وجهِ زلزال عظيم؟
ماذا بيد همسةٍ حائرة في سَمعِ وادٍ سَحيق...!!
كيف تتمالك ذاتها( قشَّة ), وهي في خضَّم موجٍ عاتٍ تَفيق...!!!

يُردّدني الصَّدى بعد كل غروب ليتثاءب المساءُ مارداً أحمقاً لايَدري لمَنْ استفاق , ولا كيفَ أفاق , أوَ كانَ من أجلها أم من أجلي , أم لعلها نبرات صوتي التي اخترقت جدارَ الأمنِ ففجَّرت يَنابيع مَحظورة
وأماني مَبتورة وقامت ,قيامةُ السَّاعة منذُ ذلكَ الحين ولم تَقعد؟؟؟

الصمتُ كممَّ شفاهاً تواطأت مع حيرةِ الغياب حتى تشقَّقتْ حروفاً لاتُقال , بل تمَّ طبعها حرفاً تلو الحرف على صفحةٍ غريبة الملامح , لامنطقَ يُؤويها فرضِيَتْ بالصَّمت المُدقِع لا لشىء
الا لأنها لاتعلم الفرارَ كيفَ يكون,..!!

كيف تُقْتَرَفْ القراراتُ الصَّعبة , كيف تَمنع سيلاً جارفاً من المشاعرِ المستحيلة وقد تَقطَّع عِقَالُها بين دفقة وأخرى فتَخبَّطتْ يُمنة ويُسرة فلم تَجد من حبلٍ يَقيها شرَّ الإنجراف بينَ تلكَ الصخور المُوجعة .
صخرة بعد صخرة وعقلها يَتقطَّع , لتنعطف يميناً مع التيار فتصطدم بجُدُرٍ صغيرة تشكَّلت كالمَسامير هنا وهناك و تَنعطف يساراً لتتلقفها أنيابُ الإحتياج المُحَرَّم لتقع في نهاية المطاف في حفرةٍ تُؤوي
ماضلَّ من بَريق...!!




صمتاً يابنتَ الوجع , فماكان للصوتِ أن يصلَ حيثُ تَرغبين وهو مُحاط بأسوارٍ عالية من المعاني الكاتمة لكل نَفَس يَخرج من صدرٍ أثقلته هموم الأيام ثانية بعد ثانية ,
صمتاً أيها الأنين فماعجزك إلا لأنك تَمضي في وادٍ غير ذي طَرْح , وتلك الأنَّة الوحيدة أسمعُها منذُ أمدٍ بعيد , فمتى تَكتُمُها كما كتَمتني ذاتَ قهر..!!


لماذا كانَ على الأماني أن تَرتدي دائماً ثوباً ليسَ لها , وتَفْخَر بِشَعرها الطويل في عَصر القَصَّات القَصيرة بكلِّ غباء , !!
لماذا كانَ على الأحلام أنْ تَنتفض كلما لَمحتُ طيفاً من مَلامح لاتدركني إلا بينَ تفصيلةِ حلمٍ وأُخرى,
وتُجبرني على المُضي في دربٍ تَعلوه غبرة السنين بحذاءٍ جديد وثوبٍ طويل يجرّ ذيله بملامح وجهي , ليلتقط كل غُبار الطَلع في زهورِ جنَّةٍ طَلَعَتْ في طريقي بالصُدفة حتّى أُصِبْتُ بتَحسّس ربيعي,
كلما رمَى أحدهم على صدري , وردة...!!!

فأسعل وأسعل حتى الإختناق...فلاتَنفصل روحي عن جسدي ولاتَصعد الى السماء ولكن أصعد أنا بكل الأماني عالياً ومن ثم أقع على جادّة الطابور الخامس , حيثُ الخطأ يُحسَب ( خيانة عظمى ) يُعَاقَبُ فاعلها
بالموت..!!!


تَمَنِّي الموت أضحى رفاهية لاأستطيعها , فلم يعد في كياني مايكفيه سوى قلمي , ولم يكن ليَستبدلني بالموت وهو يعلم أنّي من خلالهِ أبقى ,أما هو فمن خلالي يتألق ويصعد الى حيث تلكَ النَّجمة السَاطعة
فجراً مُنيراً في عمرِ الظَّلام ,
ليهمس في سَمعها برقَّة أُحمّلها كل مافي مَلامحي من طِيب


((تألَّقي , تألَّقي ))


فبدونِكِ , لاتَعني السماءُ شيئاً
لاالشمسُ حقاً شمسٌ ولاالقمرُ يَبدو مُضِيئا ,
فانتظريني

انتظريني كلَّ ليلة , ودعي البابَ لي موارباً لعلي أستطيع المجىء خفيةً من عينِ أحلامي ولسوفَ تسترني حروفي الغارقة في خضَّمِ المعاني , وسأرتدي فقط ماترغبينَ من الأماني وسأكون بين يديكِ شُعلةَ
لحنٍ , يليقُ بِكلّ الأغاني ,


أليسَ السحرُ ((رائعاً )), حين يَحتضنُ الجنونَ بِِكَّفيه , فيتحول مسرحاً نَرقبهُ بدهشةِ الأطفال , لكن نرتادهُ برغبةِ الكبار , وقبل أن تُسدل الأُمسية السِتارة

نُغْمِضُ الوعد الآخر بأمنيةِ لقاءٍ يَتجدَّد
عندَ بوابة مساء ...كلَّ ليلة


في المنزلِ الخامس , في الحجرةِ الخامسة,
في الرُّكن الخامس ,لتُغلِق علينا الخَمسَةُ أطرافَها الدَّافئة
ونناجي المَعاني, وحدنا




بهدوء




من قديمي
منى مخلص

فارس الهاشمي 03-15-2017 11:05 AM

الله الله يامنى
وكأنما الوجع لحن كتب على
شفاه السنابل
ان تغنيه
لمن لايرى في الغناء غير النار
وهناك سنبلة (معمرة) تصرخ في وجهه
اذا لم يكن الغناء حقيقة الجمال
فلا بد انه جمال الحقيقة
هذا النص لحن موسيقى جميل
ولأنه كذلك
فلاتتوقفي عن منادتها
تألقي نألقي
فحناجر الروح تعود يوما
محملة بالفرح والبشر
والسعادة

👌

د. فريد ابراهيم 03-15-2017 11:06 AM

تشبيهات غاية في الروووعة و مفردات قوية جدا و معبرة.. من اين لك كل هذا الابداع. لكن استمحيكي عذرا يا سيدتي فالفكرة لم تكن واضحة تماما.. ورغم ذلك وصلني الاحساس يا ملكة الاحساس

تحياتي و باقة ورود

حسام الدين ريشو 03-15-2017 02:03 PM

نص جدلي المعاني
والصور
في أسلوب محكم البنيان
تألق خيالا ومحاكاه
تحياتي
أستاذة منى
مع وافر التقدير

نادرة عبدالحي 03-15-2017 11:19 PM

بل حرفا يسحر اللب يا منى وجعلتي من فكري إنسان متأملا لهذا الفضاء الواسع
منحتي الكلمة حرية التي أخذت مساحتها في النص .لا قيود اجدها فالفضاء ومقدرة تحليق الحرف
في هذا الفضاء
مشهد مميزا لتثاءب المارد الذي إستفاق وهو لا يعلم لِما وكيفَ إستفاق ولم يكن المارد إلا المساء .
اقتباس:

يُردّدني الصَّدى بعد كل غروب ليتثاءب المساءُ مارداً أحمقاً لايَدري لمَنْ استفاق , ولا كيفَ أفاق ,
تساؤلا منطقي جدا لما كان على الأماني أن ترتدي ثوبا ليس لها ،فأن ترتدي الأماني ثوبا ضيقا او فضفاضا
او مزركشا لا يليقُ بها .بلا شك الثوب هنا يرمز للمكانة الرفيعة التي تعتليها الأماني .

اقتباس:

لماذا كانَ على الأماني أن تَرتدي دائماً ثوباً ليسَ لها

فيصل خليل 03-15-2017 11:44 PM

اقتباس:

(تألَّقي , تألَّقي ))


فبدونِكِ , لاتَعني السماءُ شيئاً
لاالشمسُ حقاً شمسٌ ولاالقمرُ يَبدو مُضِيئا ,

تألقي فكل الأماني ممكنة وكل الأحلام محببة
بدونك لا حياة تحلو إلا معك
ولا عيش يدةم إلا بك
تألقي
فأنت زهرة الإقحوان
عطرها ،، عطر الزهور بكل مكان

نص جميل ،، راقي ،، ودعوة جميلة لنبذ التشاؤم والسلبية

دمت بخير وعافية

سيرين 03-16-2017 12:07 AM

كم كان الحرف هنا وفياََ لهذا السحر
بما يليق ضفاف الأماني والتأمل ليكون الصمت في حرم جماله بلاغة
سلمت يمناك مبدعتنا \ مني
ود وياسمين

\..:icon20:

بلقيس الرشيدي 03-16-2017 02:17 AM

..
..

كحُلمٍ عانقَ السطُور فأستباح الكفَّ حرِيرًا يَغفُو بَين أناملُكِ كَأمنيةٍ عالِقَةٍ
بَين الأهدَاب تُراوِدُنا كُل يَومٍ وترسُم على شِفاهُنا بَسمة الحَياة !

حياةٌ تُصافحُ السَماء بين سطُوركِ يامُنى طبتِ ولروحكِ الوُد

.


الساعة الآن 07:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.