كاسك ياوطن ......!
 

كاسك ياوطن , تمتم بها دريد بعد أن باع كل شىء وبقي مصرا على ولائه للوطن الذي قام بذبح أحلامه , يوما بعد يوم
هي مسرحية ’ او بكائية
لاأحد يعلم اكيدا , الا عندما طلب منه صديق ان يقوم ببيعه كما فعل بأولاده, فرفض
وكان الحوار:
- قم ببيعي وسأقتسم معك المال
- لاأستطيع , فــ أنتَ مثل الوَقفْ , لاتُباع ولاتُشرى
- أوف , لماذا؟
- لأن الشحاذين أملاك دولة (ولك ياابني )
************
تتعدد المسالك وتنحني الإشارات وتلفُّ الحقائق حول نفسها ألفَ مرَّة وقبل أن تَرْجِفُ بها اليك:
حتى متى؟
للصبرِ ألفُ طريقٍ وطريقة , وللعمرِ خطٌ واضحٌ وخَريطة ,
وللدهر في نهايةِ الأمر , قصّة وحقيقة
وبين كل ذاك أقبع أنا , وحيدة رغم الضجيج الذي يُعيق تَنفُّسي
ويَلتهم البقية الباقية من هدوءِ ( تَآلُفي ) وتَأفُّفِي
بكاء خفي هناك
وبقايا احتجاج هنا
وماتبقى من بأسٍ يقبضُ (لائهِ) بـ حرصِ عابدٍ لإلهٍ مُقدَّس فلايَغضب ولايَحزن
عند التململ من قدرٍ
وربما خطيئة...!!
رفعَ كأسَ الوطنِ عالياً
والوجع يغصُّ بحروفه الأربعة وتَمتم دامعاً:
كاسك ياوطن
فرفعتُ كأسَ الوجعِ عاتياً
والغصَّة تخنق ثلاثتي , تندَّسُ مابين نفْسي ونَفَسي وغَمامتي
وأتمتم:
كاسك ياحب
فلولاك َ
ماقدَّست روحي وطن
ولاهامت على وجهها في مستنقع شجن
ولاأدركت وهماً في سطرها الأول
وأكملته عمراً
في نقطتها الأخيرة..!!
كاسك ياحب
لولاكَ
ماأدركَ أعضائي وجع
ولانالني قيظٌ قارس ولا جزع
ولكنتُ حتى اللَّحظة , أرتدي وشاح سريرتي
وأشرب نخبَ سلامتي ,
وأتمتم :
كاسك يـــ اأمـل
أما زلتَ هنا؟
ارحل , فلقد رحلتْ جميع المشاعر
والأماني العذاب
وصفوة المسائل
دبَّتِ الشيخوخة في خلايا الأمكنة
وفقدت البشرية
نبع الخلود
وباتَ هابيل نادماً على جريمة أخيه
وغَفتْ سالومي قريرة العين تحتَ رأس النَبِيْه
ووقعت الشاة بحبِّ ابن آوى
وقلَّمَتْ سُجاح أظافرها بأوجاع
سعدٍ وعُبيدْ...!!!
أمازلتَ هنا؟
فالفيافي أقفرتْ بعد ضجيجها
والورد فرَّ من مِحجريه وسقط حيثُ العدم
وانتحرت جميع العطور
على مذبح الرياء , والاستعلاء
وأكلُ الميت أضحى حلال
فالجوع كافر
والسطر كافر
وكل من يترَّقب شعاع نور
كافر
كافر
كافر
أما زلتَ هنا؟
وقد باعوكَ رخيصاً في سوق النخاسة
واشتروا بثمنك , كأسا فاخراً وبعضُ حقيقة
فتجرَّعوها مُتندرين بغبائك حتى ثملوا
وكسَّروا الكأس حتى فرحوا
ومضوا بعيداً ,
بأحلامٍ وضيعة ..!!
أما زلتَ هنا؟
وقد ضاع قلمي بين أصابعي , سُدى
واندلقَ الحبرُ فوق سطري ’ على غير هُدى
فاختنقتْ الحروف وتململتْ في خِدرها’
فوضى ’ لقيطة..!!
أما زِلْتَ هُنا؟
والجمعُ مُغْمَضٌ كما الحقيقة
والصوتُ مُصْمَتٌ كما الحَريقة
يلتهب في ذاته
بذاته
ولايَنبسّ ببنتٍ ...أليقة
رَمَتْ شالها الأحمر حيث شاء هو
فتبعها القوم سريعاً
على أنقاض ,
وثيقة
نَفضَتْ شعرها على الملأ
فمارآها
الا ذوي قلوبٍ , رقيقة
والرقةُ قاتلة
والخيبةُ قاتلة
ومابينهما, تنعي ذاتها
بذاتها
كل الحقيقة
أما زلتَ هناااااااااااااااااااااااااااااااااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
منى مخلص
7-11-2007

الرقّة قاتلة ...
والغصّة خانقة ...
والصوت أترع منّا المسام بـ رتم صراخه يا منى

أبدعت صياغة الألم وقيد الحيلة
بقدر ما أوجعتِ

لله أنت يا وارفة

أحب أن أقرأ منى مرة تليها مرات

نص كهذا .. خلق بعد آخر للوطنية ..
وحمل صرخات مفضوحة بحبر " منى " المسكوب على أطلال وطن ..
هي وكل من بقي يتجرع أحماض المعاناة ..
ليحل للجميع انتهاك عِرض " المزايدة على محبة الوطن " ..
فيكون الأفاك عابث .. محب بقناعته ، ويكون المخلص فدائي .. محب بقناعته ..
ويقف الوطن مشرد بينهما ..

اعذروني حقاً ..
اعلم بأن أمور الوطن لا يجوز لي الكلام فيها ..
لكن وبرأي شخصي ..

" الوطنية مبالغ فيها " ..
شكرا لك يا منى على هذا النص المهيب ..

أوجعت وأصبت الجرح

دمت بخير