وسام يا إبنتي
يالها من ليلة يابنيتي
نثر الكون فيها أنفاس الصبا والجمال
وتطلعت فيها عيون الزهور إليك
وقد كنتِ ربيع الحسن .. نضرة وبهاء وحياء
جاءت سريعا لتغادري بيتك الذي فيه تربيت وعشتِ
الذي فيه درَجْتِ
الى عش لم تعرفيه من قبل
وقرين لم تألفيه بعد .. كما قالت الإعرابية قديما لإبنتها
ولولا أنها شريعة الله وسنة من هو أرحم بنا من أنفسنا صلى الله عليه وسلم .. مارغبتٌ في فراقك !!

ولولا أني رأيت الفرحة في عيون أهلك الجدد ما إطمأن القلب واستكان .
بالأمس كنتِ طفلة تحبو
واليوم عروس تُزف إلى زوجها
وما بينهما كانت حياتك بردا وسلاما أرق من النسيم ؛ وأرجو أن تستمر هكذا
ماسَمِعْتُ لك صوتا
كان صوتك نورا أراه ولا أسمعه من همس محبته
كنتِ قرة العين .. لذلك أحببتُ كل عينين تبدو مقلتاك خلفهما .. ورجوت لهما ما رجوت لك من عفة وستر وطهروتوفيق .

وسام يابنيتي
جعلت إسمك منذ البداية مشتركا مع إسمي
إستبدلت حاء الحب بواو الود
وكلاهما من نبع واحد ثم أعقبتها بسين السلام تيمنا بقوله تعالى عن عباده " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
ثم جاءت ألف الإستقامة التي درجنا عليها مؤملا ومبتهلا أن تستمر معك .. تتابعين حياتك على هديها لتكون الجائزة في الميم .. حيث منن الله التى لا تعد ولا تُحصى .
وقد كنتِ منة الله الأولى لي .
فاحرصي على مشاعر البراءة يا بنيتي
لا شيئ في الحياة يستحق أن تغادرك بسببه .
واجعلى قلبك محراب طهر وشفافية ونور كرابعة النهار .
إجعليه معمورا إلى أبد الآبدين بالمحبة لتهب عليه رياح اليُمن في كل لحظة وبشائر الرحمة والقبول .
واجعلي لأهل رفيق حياتك متكأ فيه لا يمل ولا يَغلق أبوابه ... حبا وودا وسمعا وطاعة .
وكوني في داره سكنا طيبا مباركا .

ولا تبخلي عليَّ بصوتك يوما بعد يوم .. يكفيني أن أسمعه بعد أن كنت أراه
سأصحو من نومي فلا أجدك
كما ستهاجرنا صديقاتك النوارس رفيقات مسيرتك وقد كن لحسن العشرة معك والإخلاص لك _ في زمن لا إخلاص فيه _ في منزلتك عندي ومكانتك .
إياك يابنيتي أن يصيبك يوما قول الإمام علي كرم الله وجهه :
( آه من النساءينكرن الكثير إذا مُنِعن القليل )
واعلمي أن الناس لو تخلقوا جميعا بقوله تعالى
" ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ؛ إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ؛ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
فاجعلى هذا القول رداءك وعباءتك وغطاءك ومظلتك
واسلمي .