منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   خدوش (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36016)

علي آل علي 11-07-2015 07:51 AM

خدوش
 
https://www.youtube.com/watch?v=1Pk4IjdLmRA


خدوش

:

حدثني بها الثائر ... وأقلق جنونها الثأر


(1)

تُخرج النزف من باطن الحياة
والذكريات
فتنٌ كقطع الليل مزّقت الروح
يُعاد تسلسل الأحداث
فيغرف الوجدان الأسى
متى ما كنتُ واعيًا
ومتى كنتُ أستمع لطرق الناقوس
(2)
أوجدني السكوت
فصرتُ المنصتُ
وما الصمت عنّي راحلٌ
الرجال قوّامون على النساء
وهنّ أجدر بأن نرعاهن بلا خجل
هو ذا
مبدأ العاقل
والعقل الفاضل قد تفضل بعرفهِ الواضح
آنستي
هل أحببتِ فيَّ الرجل
أم كانَ حُبّك طيفٌ عابر
لا إجابة ... لا إجابة
(3)
قد ضاقَ صدري
بما تحملهُ النفس من أسرار
اختزلتها
وأخرجتُ أثارها أقنعة صامتة
لا تبرز الأحاسيس والمشاعر
فاغرة الأفواه
تسيرُ الرياحُ من خلالها
حتى أُسْمعَ صفيرٌ لها كل أرجائها
لتخلق الصدى يعقبهُ الصدى
ثمَّ صدى
ثمّ صدى
ثمّ صدى
أينَ يا ترى هذا المنتهى
(4)
يا ظالمين الهوى
أين الدجى
الذي استل خنجرهُ القاتل
والذي أسقيناهُ سمًّا
كي أريق دمه
على حافة الطريق
كي أدفنه أرضي
لأصلي لله راجياً له بالغفران
وأنهي بذلك نهايتي
(5)
يبقى بعضٌ مني
يعزيّني
يبكيني
يعزف أغنية الرثاء
بأوتار النشاز
يقلق مضجعي الآني تحت التراب
ينادي
استيقظ وعد إلى جادّة الحياة
(6)
ما لي أرى الليلة تبكي
تُمزّق أوراق الرياح
تجذب الأحزان إليها
وتجذبني
تسلخ جلدي الذي يكسو جسدي
تعرّيني
لا أمل ينساق إليها
إنّ الملل ينازعني روحي
إنّهُ نهاية العهد بالحياة
تشبثت بتلابيبه
لعلّه يدرك مني شيئًا
كي تكون ولادتي الجديدة
بعدما وكزني الموت كثيرًا
(7)
سأظل أسير
بين الحيرة والتدبير
لعلني أجد من يبيعني ابتسامة
لا تحفل بأي أراء متناقضة
لا تهتم بأي مادة
لا تدوس على أطرافها أقدام موحلة
سلامٌ عليك رسولُ الله
سلامٌ خالد إلى أمد
إلى الأمل
إلى مدخل الجنة المعتق الزبرجد
(8)
أيها القرائين
قوموا بالتوغل برفق
في ذلك الكتاب
وبين الصفحات
(آنسة)
توارى جثمانها عبر التاريخ
ليبقى التراب المنثور داخلي
يريد أن يحيي العظام وهي رميم
لكن هيهات
فهذا منافي لأحكام القدر
والغيبيات والسنين المتوالية
يا إلهي
أنتَ رجائي
ابعثها مبعثًا كريمًا
وتب عليها من الرذائل الصافنات
(9)
أناسي
تلك المآسي تحيط بي
توخز الروح والفؤاد معًا
تخذلني حينما أنادي
ثمَّ أناجي
أحاول الهروب من واقع
من طعنات الألم
ما فتئت الجروح إلا نزفًا
اغتيالًا لبراءةِ الطفولة
اغرورقت العيون
ذرفت أنّات وشجون
غسلت ما بقي من ذنوب
فحيّرت العقول
فأدمنت الهوى أياماً
وأيقنت بالتوبة سويّعات يندى لها الجبين
إنّهُ الإله
باعث القنوط موتاً
لا يُحيى والرحمات تتغشى الآنفس
لا سبيل لهُ والنبضُ مازال ينفض القلوب

(10)
لمَ أيها الرجل
قتلت أنثاك بعدما كانت في يمناك
وأي عتاب
واستنكار واستجواب
هل أحببت يومًا أن تذوق العصيان ؟
والتمرّد وتلك الخيانة البالية
والتي تستحي أن تعلّقها على الجدران
إن كان هذا قد حصل
فهل ستقتل أنثاك التي آثرت طاعتك
قبل أن يكون منها العصيان

(11)
هكذا أعيش
.. هكذا أفكر .. هكذا أموت
وكيف السبيل يكون
لأن أحب بعد عناء طال
فاستفحلت فيه الأنا .. أنا
أين أجد الزمرّد
وأي البحار هي المرجان
للؤلؤة طهر خلف حجاب
ما يرمز لها بحرف النون
والسكون أبلغُ ما يكون بوابة الدخول
إلى غيهب القرار الأخير
كان انغماس الشمس في هذا القلب
وقد أذن الوجدان بإشراقة واحدة
حارقة الفؤاد بشدة
تطيح بفصلي الأول
وتأتيني بفصلٍ جديد
حتى تقدم الحسد إلي راغبًا
مشتهيًا قتلي لينزاح الستار
عن فصلٍ كانت أحداثهُ جنون
وبعض من فنون وآيات أقدارٍ عجيبة
تُقرأ ألغازًا
يتوارى لي حلّها ليفتح القدر كتابهُ
وأجد ما دوّن مخالفًا
قد استبرأ مني ومن كل الحلول
ما زلتُ لا أفهم
إنّ موعدي مع الأربعين عاما أوشكَ الوصول
والمنامُ سلبَ منّي يقظةً تساعدني
بسواعدٍ كالأحلام
حتى أصلُ سريعًا إلى حلٍ يرضي هذه الأفكار
(12)
حدثني الزمن
بأني كنت فيما مضى انتحبُ مخاصمًا
لحالة ارتياب تبحث بأن تكون قاتلة لي
بلا هوادة
قدمت إناءً قارب الامتلاء عنفوانًا
سحورًا كي يكون الصيام
عن الراحة قدرًا محتومًا
لقد آثرتُ أن أبقى كادحًا صبورًا
كي تزورني السعادة بين الفينة والأخرى
تلقمني نسيانًا، ومنامًا
وتهدي لي أحلام الآمال، بشرى تتوالى
(13)
إنَّ مصائبنا عظامٌ
بما ظلمنا بهِ أنفسنا
قبل أن نظلم غيرنا
وآفة هذه الدنيا ...
التعليلُ بأن غيرنا مدانٌ
وما نحنُ عليه هو الصواب ...
لا يضرّنا كمد
ولا نرى بأنَّ أفعالنا فادحة الأخطاء
كنّا وما زلنا الجهلاء
وآهٍ لو نعلم بأنَّ مصيبتنا هي الذوات
وهي الداء المستفحل والواجبُ لها الدواء
لنعفو عن الزلاّت
فلسنا نختلف عن غيرنا وكلّنا سواء
(14)
إلهي
ليسَ لي مثوى
إلاّ لكَ وإليكَ رجائي
أعنّي على أداء صلاتي
وتب عليَّ
من ذنوبٍ تقتلني
تكدّرني
وتُسهب طوعًا لشيطاني
إلهي
من لي غيرك ألجأ إليه
حينَ مصابي
حين بلائي
حين ضعفي وانكساري
إلهي
أحسن خاتمتي
واجعل آخر كلامي
توحيدك بلا استثناء
أو إشراك يظنّهُ اعتقادي

(15)
تبًا لوهمٍ
مستيقظ من سباتِ الظلمات
تبًا لهُ
كيف كانَ سبيلهُ إليَّ
وقد أتى وكلّي أوجاعٌ
لا ضرّهُ بعد اليوم قدومهُ
ولا حظٌّ لهُ بأن يرحل ويكتفي
أراهُ الضاحك عليَّ وأنا الذي يشتكي
فلا تثريبَ عليه إذن
فالوهن قد ناحَ ثمَّ دعاهُ
ولا تثريب عليَّ إذن
فأنا فاقدٌ للبصيرةِ التي تراهُ
(16)
أراني مضطرًا
لأن أتحدث عنك
وأن أرجئ الحديث
عمَّا مضى إلى ما قد مضى
هذهِ مسألةٌ أخشى أثارًا لها
بذكرى قاتلة لا توقظني أبدا
فأرحلُ إلى هناك لأراني هنا
ومن يدري عن سرعة ذلكَ
حيثُ قدري وقلبي
والمسافة أحداثٌ شائكة
تُنسي بعضاً مني
في الذكريات وضواري المُعطيات

(17)
أينَ دارك أيها الراحل
وهذه آثارك
أسيرُ عليها ثملاً
بما أسقيتني من أشعارك
كلمتني كلماتي
فأذهلت كنهي العاقل
لأعيث بالتفكير جنونًا
فأين رحلت أيها الراحل
لقد رحلت بي حيث أنت (كهلاً)
وأنا ما زلتُ في الرشد مفتونًا
أين ...
.. ولا زالت أين تتساءل ؟

(18)
أنيقٌ أيها الموطن الثاني
حينما تفرد جناحكَ العُثماني
تحملني
إلى علاقةٍ ما آسره
فاتنة ..
أفيقُ وإذ بها أحلامٌ فاسدة
ستتركني حيثُ أنا
وسأرحلُ عنّي بحثًا عنّي
قد أجدني سرابًا أو أكونُ حطامًا
ما زلتُ أرقبني ولا أجدني

(19)
الحقولُ تقتاتُ الزهور
أسيرُ إليك وأنتِ ساكنة
وإذ أجدك إلا كشجرة صنوبر شائكة
إنَّ الليل يهبط الساعة
من على ظهر حصانه
ليحملَ النهارَ مسافرَا
أنامُ يقظًا .. وهل رأيتَ السباتَ اليقظ؟
كيف كانَ يقظًا وهو النائم
في رسالة ناعسة
كتبها قلم شارد، بائس، مكلوم
أيقن أن الأسطر تنتهي
ثم يبدأ على أعتاب سطر جديد
لا يكتفي حتى تُقلب ورقة الكفاف

(20)
شذرًا قرأتُ طالعها هذا المساء
خالج روحي، يتبعثر وينكفئ
يهربُ إلى مراقد الحرمان
كطائرٍ أجرب لا تطيقهُ السماء أن يحلّق غُراباً
بأجوائها
حتى وإن امتد ضوء للشمس
ليتجلى طيفها حينئذٍ
كما اللطافة ومحيّاها المبتسم يُلهمني
وما يُلهمني
إنّهُ ينعش ، يُسلّي ، يسلو ، لا يفنى
تشتاقُ إليه الأخيلة
يُعلى كشاذلي البروز
يا ليتهُ يشعرُ بي دون أي عناء

(21)

ممجوج لحظك بعد مزجه حظائرنا
كالجنائن تزهو بنا
وفي الأمسيات تتراقص تلكَ الأنجم لنا
والضحى صارَ كسبات مُعاكس الحياة
كُنتِ أنتِ
والآن لا مكان أجدهُ لكِ
وفي الدروبِ عواء جائر
أبقاني في حقولِ الرثاء
لا وسادة، لا ظلال، لا رؤيا، لا حياة
أَيْقظتْ الأتربة سراباً لعذابٍ أخير
يدنو منه هجرانكِ الجائرُ الكسير
لا السحاب يتصبب عرقا
ولا الضياء يضيئ شمساً
هكذا بانت السرائر خلف تلك الأطلال
وكنتُ لوحدي
يتيماً أذوي عنّي يُتمَ الأيام
ولا يتيم أعرفه بعد الآن
ولا يتيماً كانَ بعدما أنهى حظّي منه
من زمانٍ إلى هذا الزمان

سيرين 11-07-2015 08:36 AM

مابين الحياة والموت خرير ساحر من اللغة
واستدراك مشفوع بمواثيق مجد الالق
فما ابهاه حرف مبدع موغل حد الدهشة
حاك جدائل الترف من وهج الضوء
سلمت يمناك كاتبنا المبدع كم افرطت جمالا
لك الشكر بحق ما اهديتنا من عبق هذا الصباح
جل الود والامتنان





~ ~


رشا عرابي 11-07-2015 12:50 PM

لَستُ أواري غِبطَتي إذ أرى مُعرّف الأديب الأريب علي آل علي
بينَنا بَعد طول غِياب

فأهلاً بِك مِن قبلُ ومن بَعدُ وإلى يَومِ يُبعَثون أيّها القلم
الرّافعي السامِق !

تِلكَ مقطوعات من نَواصي الروح شَقّتْ طَريقَها
فَجاءَ المِدادُ كَنَزفٍ لَم يُسعِفهُ التّواري خلفَ الفَواصِل
كانَ شَجيَّاً حيناً وكانَّهُ رِتمُ نايٍ حزين
ونورانيَّاً حيناً يُناجي الإله ويَستَعطِفُ حالَه بالكلِمِ المَحبوك من سِحرِ البيان


(17)
أينَ دارك أيها الراحل
وهذه آثارك
أسيرُ عليها ثملاً
بما أسقيتني من أشعارك
كلمتني كلماتي
فأذهلت كنهي العاقل
لأعيث بالتفكير جنونًا
فأين رحلت أيها الراحل
لقد رحلت بي حيث أنت (كهلاً)
وأنا ما زلتُ في الرشد مفتونًا
أين ...
.. ولا زالت أين تتساءل ؟


وهذه لا زالَت لـ " أينِها " رنيناً يرتدُّ في صَمتي وأُصغي إليهِ بِردِّ الصّدى

لله أنت !

وطوبى لِحَرفٍ قِيادُه إلهامَك السّخيّْ

علي آل علي كلّ التحايا جُلّها اكبارٌ وودّ

حسام الدين ريشو 11-07-2015 02:56 PM

نص يعزف
بأجنحة فراشة
على أديم القلب
وكفى
تحياتي
أستاذ / على
مع تقديري

رشاد العسال 11-07-2015 11:11 PM

عندما لا نستطيع التعبير عن رؤيتنا للجمال في جلاله، وكماله، وفضائله، فأننا نلوذ إلى الصمت، فالصمت في رحاب الجمال جمال، وعندما نكون غير قادرين على القراءة، فإن الأيدي تكون أقصر من أن تمسك بنفيسة ضادية لتجعلها بيرقا يرفرف في جبين المكان، ولو إلى حين.

السامق أدبا،
وشعرا أستاذنا القدير / علي آل علي..

أسمح لي بالإحتفاظ بهذي النفيسة الضادية
( 21معلقة ).

أطيب التحايا،
وكل التقدير،
وود لا يبور.

بلقيس الرشيدي 11-08-2015 12:51 AM

للرُوح حكايَا تتبعثر على الوَرق وكأنّها فِي إندماجٍ تام كَي تحضَى الآه والدمع بِالعناق !
رُغم كُل مسَاحاتِ التعب إلا أنَّك ياعلي تأتي بِالربِيع يُصافحُ أكُفَّ الألم لِيتهادنُو على الْبقاء !

كُل التقدير

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

صالحه حسين 11-08-2015 02:47 AM

لم يكن هنا سوى صوت الضمير ونبضا يسكن الكثير من التفاصيل
التي تدحرجها الذاكرة وتسكن السكون
لتتحدث بدون شفاه وبلا وعي
القدير علي آل علي
فرشت هنا بساط من ألق يشبهك كثيراً
لنتوضأ بالجمال في محراب ضوءه المقدس
ونرتل معك تراتيل طهر تتجلى في هذه السطور
لروحك حدائق الياسمين

علي آل علي 11-08-2015 09:06 PM

المباركة / سيرين
حضور تألق وسفر خالد


بوركت ،


الساعة الآن 06:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.