ثرثرة نفوس عند إشارة مرور
 

وليد :ـ
مالك البيت يولد مرتين .. إحداها في رأس السنة فينذرني بالطرد وإلا الدفع ، يستدير أمامي كهيئة البئر القديمة ووجهه متغضن كبسكوت متكسر ، يصاحبني وأنا أبتاع التقويم الجديد .. وحين أشتري مكونات العاشورية الحبيبة ، ومرة أخرى في رجب .. وأنا أتسلق شهور عصيبة .. ما أصعب أن تقضي حياتك في انتظار ولادات مؤلمة .

سامي :ـ
كغلاية الشاي .. يتركني الشوق إليكِ يا عهود .. أتلهف للحرير المنساب من صوتك في الليل البهيم .. للعطور التي تصنعها ضحكاتك .... فأرشي بها عتمة الوقت .. للمطر النائم في كفيك.. وحين ألمسها يستيقظ الربيع ، يوم التقينا كنتِ عاتبة .. تخرج الكلمات من فمك مجهدة من كثرة ما عالجتها في داخلك .. تخافين أن تجرحني قسوتها .. ما أروعك يا عهود .. حتى في غضبك .. مطرٌ .. مطرٌ .

ماجد :ـ
سامحني يا أبي .. لم أبرك كما يجب ، إن اللعب مع الموت حماقة ، كنتُ أمد لك يدي بالأماني .. بالعطايا .. بتلبية كل رغباتك .. لكن الموت هزمني .. أخذك بعيداً عني ، عشتَ كمن يحمل كفنه .. لا يغريك شئ من الدنيا .. ، لم أقترب منك بما يكفي لتعزيتي حين غيابك .. كان الشوق همزة النداء بيننا .. كم من ليلة بتها أُمني النفس بقبلة تفوز بظاهر يدك .

حسن :ـ
ما بين بائع ومشتري .. تسير الحياة ، مهنة معجونة بوهم ، أضئ ليلي بإتمام بيعة .. وحين أصحو أُطفئ النهار ، خالطت الناس كثيراً .. تكشف لي خداعهم .. كذبهم .. لؤمهم .. للناس أقنعة يرتدونها ويحافظون عليها .. وحينها يكونون أجمل ، سنوات طويلة وأنا كما أنا مثل الأمواج تتقدم لتتأخر .

سمير :ـ
رائحة الخمّارة تفوح في حياتي .. ذنوب طيلة الوقت .. أتنفس الهواء وأكثر منه دخان سجائري .. أثقلتُ بصري بأفلام إباحية دنيئة .. أضعت صلاتي على موائد الرغبات .. يا رب .. مشنوق أنا بذنوبي .. امنحني نور طاعتك .. حلاوة السجود ولذة الخضوع .. امنح النور لكل البشر .. حتى النصارى واليهود .. امنحهم النور الكبير .. نور الإسلام .

وتطول الأحاديث وتكبر وتتّسع ولها أعماقنا فضاء

وتضيق فينا الظواهر إلّا ما ندر وما رضيَ عنه مقياس البوح فينا

لأفكارنا فوضى ولذكرياتنا ذاتها في حين نجتهد بالتنسيق ذات قولٍ أو تصريح
وعند إشارات التوقف كافةً كم من نفسٍ تثرثر ما لا يُسمع ولا يدركه سوى المولى


القدير والراقي والصادق بوحاً أستاذ عبد الرحيم فرغلي
بمدادك الأنيق وفكرك الصديق الصدوق لأفراح وآلام البشر وأفكاره

امتناني وعظيم التحايا وأصدقها أديبنا الراقي

جورية تليق

بوح من خلال الأشخاص
وتعانق مع الذنب والخلاص
عبد الرحيم .. ماهر أنت

دوماً ما أرددها وبكامل اليقين ، الكتابة فنّ ، والفنّ يعني الإبداع ، خلق أجواء صحيّة تعمل على تنقية الرئة من الشوائب الأرضية ! وها أنت وبرؤية فنّان ماهر خلقت صوراً ووضعتها داخل إطار من صنع أبجديتك وكان لكل قاريء مدىً للتحليق الحُرّ. جزيل التقدير

و ما أكثر النفوس المثرثرة في كلّ منّا ...يا أ. عبد الرحيم

ومضة جميلة فِعلاً لكني أراها قِصّة أكثر مِنها خاطرة ...

بل نوع متطور مِن القصص المسماة بسبوت لايت و الله أعلم ...

دمت مُبدِعاً

،
وكأن حرفكَ مركبة سارت بِنا نحو أعماقهم
في لحظاتِ الإنتظار!
ثمَّة ارتباط بين الأسماء والثرثرات!

قلم فاخر، وشكرًا لك الأخ: عبدالرحيم،
امتناني وتحية..

و أين عبدالرحيم الفرغلي عند الإشارة ؟
اخراجهم من اعماقنا حرفنة تشهد لكم استاذ.



رصد رائع بلغة سامقة،

مائزة كانت تلك التنقلات بلا ملل،
توقفت فجأة و روح القاريء يطلب الاستزادة.


،


دمتم في حفظ الله و رعايته.