منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   رواية (( الغياب )) (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=28252)

عبدالرحيم فرغلي 09-08-2011 10:27 AM

رواية (( الغياب ))
 
لعن الله القلق .. لا يأتي بخير ....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم الأول
كلما هاتفتُها .. أحببتُ صوتي .. فيه شئ من صوت أمي .. بحنانها .. بلهفتها ، له رائحة قباء القديمة .. وسيدي أحمد يشرب أزقتها بعمامته البيضاء وسبحته المُجهدة من توالي التسابيح ، قال لي يوماً والسماء شهيةٌ بيننا .. يا بني لن تجد نحلاً يقع على زهرةٍ مزورة وسكت ، تُشبهه سلمى .. تسرح بعينيها في الفضاء .. لتأتي بعبارةٍ تملأ الفضاء ، هو رحل .. لغز موته لم يفضحه أحد .. وسلمى حتى الآن لم تتصل .

اليوم الثاني
الحمام تحت نافذتي ينقر الأرض .. ووجه سلمى يلتقط الصباح ، يبعثرني الشوق .. تتمدد عينيها داخلي كخراب جميل .. تسقط ذاكرتي في كوب الشاي .. يسخن صوتها .. يتطاير في رأسي كعفريت أحمق .. أُرقيه بتفاصيل العمل المملة .. أُخبئه عن فضول الأصدقاء .. أتلهي بالنت علّه يسقط في موقع سخيف .. وفي المساء أصيح .. يا سيدي أحمد .. الدنيا بلا سلمى زهرة مزورة .

اليوم الثالث
على باب منزلي يقف يومٌ كئيب .. الطرقات لم تزل ترتب الأرصفة .. الأشجار كاسيات عاريات تغازل البنايات ، حتماً سأكون إنساناً سيئاً ، أمشي بوجهٍ حافٍ أمام حماقة المدير .. أنظّف مكتبي من ثرثرة الزميل وأطرده .. وفي المساء أبحث عن صديق نذل يشغلني بحكاياته المقيتة ، هكذا أنت حين تقلق على سلمى .. يصيبك إحباط يتسع ويتسع .. تسوغ لنفسك كل الحماقات .. تصبح نحل مغشوش .. إن وقع .. فعلى زهور مزورة .

اليوم الرابع
زوايا الغرفة تتهادى العنبر والعود .. ففي نومي زارني سيدي أحمد .. كان يقطف التفاح من شجرة نورانية ويغرسه في الأرض .. وأنا ادحرج صخرة عظيمة لأعلى التل .. وأنادي .. يا سيدي أحمد ساعدني .. لكنه لن يسمعني .. فأنا متسخ .. وتصدر من نظراتي رائحة كرائحة الخطيئة ، أغسل وجهي وأجره إلى العمل .. تلتصق ممرات المدرسة في قدمي .. داخلي متضجر من فوضى الإحتمالات .. أهي بخير ؟ حتى صديقتها سناء لم تطمأنني كما يجب .. هكذا يصنع منا الغياب .. عدسة مكبرة لأجوبة سيئة .

اليوم الخامس
طال غيابها .. هذه الأيام كبرتُ سنوات .. ما أصنع بالصباحات التي تتسحب من تحت الباب .. والمساءات المتعفنة من جحيم التكرار ، ليتني سيدي أحمد .. تتجلى له حكمة التأخير .. فيستحيل قلقه حمد وتسبيح ، أمّا أن أبحث عن نفسي في كومة الساعات فلا أجدها .. أن أزحف على قلبي المعطوب ليوم آخر .. أن أقفز كالقطط الجائعة على مزابل الوقت .. كثيرٌ هذا .. كثير .

اليوم السادس
اتصلــــــــــــــــت

إغفاءة حلم 09-08-2011 10:52 AM


جميلة الصباحات الـ تعطيك موعداً ..
في تمام شمس حرفك ... لتجعل ذائقتنا تُشرق ..

كسرة الحنين المكتوبة هُنا كالعود
تحترق بالغياب .. وتفوح طيباً ..
الفقد هنا برأس حاد .. ويلسع ...
حتى جاءت : اتصلت شفاءاً ... كالشهد ...

الحرف في رعاية غيمك ياأستاذ .. يكبر بعمر المطر ..
يفوق حجم كف حرفنا ... ومقدرة أصابعنا على حصره في ثناء ...



د. منال عبدالرحمن 09-08-2011 11:24 AM

الشّمسُ هنا كانت تنتظرُ أيضاً
لأنَّ الأرضَ إذا ما أذنتِ بالربيع
باحَت بحزنِ المطر
فكان قوسُ قزحٍ يسرُّ النّاظرين
كعادتكَ يا أستاذ عبد الرحيم تأتي بالمفاجآت الجميلة في نصوصك
تلك الّتي تُشبهُ هدايا العيدِ التي رغم انتظارها و معرفتنا بقدومها
إلّا أنَّ لها طعم الدّهشة الأولى .

دمتَ و طابَ بكَ الحرفُ و المقام.

صالح الحريري 09-08-2011 03:24 PM

يكفي ظلال الغياب فجر حضورك يا عبدالرحيم ..!

لتشرق شمس الكلمة على جبين النبض الناطق بك بساحات البوح الصاخبة بموسيقى المطر ...!

سلمى الغانمي 09-08-2011 08:20 PM



,

يا عبد الرحيم
أذكر إنني قد مجد ألف نص لك
وأخشى إن مّجد هذا بمقدار النصوص الألف لا يوفيه

سأسهر على رؤوس هذا النص ,
مُمتع أنت للغاية .

عفراء السويدي 09-08-2011 11:27 PM

لاأدري ياعبدالرحيم ..
ولكن إعتدت أن يكون للغياب نهاية غير محددة الملامح ..
لنبقى قبل النقطة الآخيرة نخط سطور اللهفة ونرتجي طيوفهم ونطرق بوابات الإنتظار .. ونراقب هاتفنا بعين القلق والحقد أحياناً !




إتصلت لنجدنا خارج يومك السادس ..
لاتكفينا الخمسة الأولى ..
قد أغبطها .. !




خوفي من البدء في رواية الغياب من جديد وعودة القلق ..
قد تلوّح لك لتعاود عدّ الأيام ..!




مدهش كما عهدتك .. تفيض إحساساً .. وتأخذنا للبعيد .. حيث عوالم الحب .. الجميل ..!




مساؤكَ بهجة ..

بدرية البدري 09-11-2011 10:23 AM

عبدالرحيم فرغلي ..
ليتها لم تتصل ..
لتبقى أنت هكذا تستعر بالغياب فتتبخر أفكارك لتمطرها لنا غيثاً من الكلمات التي لا تُنسى ..
كان بودي لو اقتبست بعض المقاطع المذهلة ..
ولكنني أخيراً استسلمت لأن كلماتك لا تُجزأ ..
أيها الكبير ..
كيف تطاوعك الأفكار هكذا !
فقط ليتني ألتقط ولو عُشراً

لقلبك الورد أيها النقي ..

عبدالرحيم فرغلي 10-03-2011 08:54 AM

إغفاءة حلم
لحضورك نكهة المطر حين تتواضع للأرض وتندس بين ثناياها ..
لا أدري ما أقول أمام كلامك هذا .. لا أجد ما يليق بالرد .. سوى شكرا
لك .. شكرا لك من القلب .. تمتد من حدود الحرف في بداياته .. لآخر حرف يصل
لحدود الدنيا .. ألف تحية وتقدير


الساعة الآن 09:40 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.