نافــــذة ...في مداري
....حين كنتُ أشرعُ النافذة...كنت أشرع زمنا. .زمنا غير حقيقي..لأني كنت أشعرُ أن كينونتي ترتجف.. وكأنها تنظر ولأول مرة إلى الحياة.. تلك الساعات تأتي وكأنها نجوما من السماء....نصنع من الحروف أبجدية أخرى للغة... حين لمسنا النور بأيدينا. ... تسربَ الى الشرايين نسيجا من الضوء..وَضحَ لي رؤيتي إليك ...وكما أنت وأنا أمام غابة متوغلة في الخطوط السوداء... صرنا..نؤلف أوراقا ..فتية ..مفعمة بالخضرة ..وأوجدُ بك ..متخمة بالروائح التي تأتي منك.... تأتيني شفافة لا أصحو منها...كأحلام يقظة ..تأتيني من بدايتها..وأبتدأ منكَ..مما تقوله...وأنا أصغي إليكَ..أحَددُ بوضوح..بداية لزمن غير حقيقي..حين أدنو منك .. فتجعل من ظلي معالم لأطياف آتية...إليك.. من الغيب.. وأشعرُ بك وأنت تُطوقني..بحزام لا مرئي..تطوقني..كظل لا يراه أحدا..تَلفني.. يصعد بُخار الروح..ينتشر..شلالا من نور..ثم يَسقط في نفسي بردا..رشة من سعادة تتركني أنثرُ عن نفسي كل زخم الحياة..وكل الأشياء التي لم أستطع إدراكها..ولا البلوغ صوبها...وكأني أنتبه فجأة أني موجودة..بك..طفلة لم تفتح بعد عينيها الى الوجود.... تَشم عطرا ... تدري بأنها كانت تغتسل به في لحظات عتمتها ...في لحظات يتمها ..أوفي اللحظات التي تنتحب حين تشعر أن لا أحد بجانبها.... آه ....يا أنت البعيد..ما كان الله ليخلقني..إلا لأستنشق جمال الخلق فيك..في روحك التي تتجلى فيّ صباحا و مساء....منذ أن وُجِدتُ ..روحك.. إني أحس بها يقظة في داخلي..هي روحك لا تتركني ..تسكنني بعمق..وكأنها تتملكني.. أرغب أن أحيا..وهاته المساحة التي تَحول بيني وبينك..وإحساسنا بهذا الحجم الكبير من القرب..وإحساسنا بهذا الحجم الهائل من البعد..يصل الى حد التوحد..وأننا لم نلتق بعد..لكننا نلتقي..متجاوزين كل الخطوط الوهمية..والحواجز..أخلقُ من روحك..جوازا لي..فترد لي روحي..بوابة أدخل بها اليك... حين أفتقدكَ..وفي كل لحظة..يسقط الدمع..فأنتحب..لأنني حين أنتحب لا يسقط الدمع..وأخشي من البكاء قد يُحرق الغاب.. وكم أعرف بأنه ليس لكَ وجود..لا أستطيع ان أنقُذ تلك الأوراق الفتية من الموت..ثمُ تَقبل علي...كبسمة تولد من أزهار الأقحوان..كخيوط الصباح..تأتيني ...رقيقة ..حنونة..تسرح ملئ وجهي,,,, تمسح بقايا ملح الدمع ..وتُقَبل روحي,,, تتلاشى قسمات الحرقة والعتمة ..فاشرع عيناي ..أرى حقيقة ..مشهدا لبحيرة زرقاء..يغريني ومن جديد بالبكاء ,,, وبين سيلان الفرح بين فجوات روحي.. أتنفس..كما تتنفس الأشجار..صمت الليل.. وهي تلك الساعة التي ملأتني بهذيان كأنه حمى الوجود..والذي أدركته حين شرعتُ النافذة.. ولم أجدكَ... ....وأدركتُ بما تبقى من إحساس داخلي..أني أهتز..برعشات تصعقني..تُجمد أطراف روحي..شعرت أن أنامل تسري بين خصلات شعري....حين فتحت عيناي..كانت سخونة كبيرة تغرق وجهي وبرودة تشل جسدي...وصوت أليف يهمس في أذني... أنني كنت أهذي .. ..إنه يأتي من النافذة ...حينها تطلعت صوب النافذة .. لم تكن تلك النافذة ولم يكن ذاك الزمن ولا المكان .. واستمر الكلام الذي التقطته .. كان صوته وصمتي.. لا يلتقيان..وكنتُ أشعرُ في داخلي أن الموت يأتي من النافذة.. |
تُشرعين نافذة الحرف يانفيسة ... وتكتبين اللحظة في شعورٍ مُبتل بالحنين... كنسمة بحر باردة ..وتفيض ماء ... |
هذهِ البحيرة الزرقاء من المشاعر الجياشة تمتلكُ موانئ لا تغفو إنما تُثابر من أجل أستقبال الفجر الاتي الفجر أتي يا نفيسة .... لِنُصلي معا من أجل أن لا يتكرر الغياب |
.. نفيسة شادي . سقطة هذه الـ نافذة لاتشرّع لنا ما نحب ليت الاولى تستمر مابعد الـ حلم .. وتأخذنا حيث حميمة الـ غيم . ممطرة يانفيسة . |
اقتباس:
ويزداد الحرف نورا بـ ضوء منك ...انسكب هنا شكرا لك ياإغفاءة حلم ...حروفك النقية كقطرات مطر تحيتي اليك |
الْحُلم الذي نظنه سيُحيينا قد يكون أولى الخطوات نحو الموت ! نفيسة ، قراءة حرفك مسرة ,! |
لنصك هذا .. نكهة أخرى .. نكهة جميلة .. تتوالد في النفس طيورا وشجر وروائح ونافذة شهية .
نعم .. له نكهة أخرى .. تختلف عن نصك السابق .. في تناول الفكر .. وفي السرد وطريقته . هي النافذة التي تشرع لنا أحلامنا .. ثم نكتشف أنها تودي بنا للاشئ .. أو ما يشبه الموت .. استطعت تكثيف اللحظات الجميلة في كامل النص .. حتى كان مقطعه الأخير .. لنكتشف معك أن النافذة لم تكن كما كانت في استهلال النص .. وأن عوالمنا التي نبنيها داخلنا .. أجمل كثيرا من واقعنا .. ألف تحية وتقدير |
نفيسة شادي حروفك المنسابة هنا أشبه بعزف المطر تناسق و تناغم مريح للفكر يكسب الذائقة جمال غير اعتيادي لا يرويني مرور واحد لهكذا نص ممتنة لابعاد أن جمعتني بك |
الساعة الآن 08:48 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.