منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   انسكاب وَجـع ، (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=24898)

لمى خالد 08-14-2010 06:18 AM

انسكاب وَجـع ،
 
للوجع سننُ وواجبات و وجعي حريصٌ على النوافل. وللذكرى ألمٌ : همّ وغمٌ يزيد من حرارة الفقد.


مللتُ حمل الرسائل الأنيقة المزيّنة بوردة ودمعة. سئمتُ كتابة الشعور الذي أعلم أنه لم ولن يصل أبداً. أُسرف في الكتابة لعلّ الحزن يسكن الأوراق بدلاً منّي .حزنٌ لم يمر ببالي قَط.. يتربّع الآن على ناصية فؤادي ، ويستعير حزن الآخرين الذين مضت بهم الحياة. وبين الحزن والآخر ذكرى موجعة تطرق الرأس حتى يتصدّع ، و تستغيث العين حتى تدمع ، وتترك على طرف لساني أحرفاً تمنيتُ لو نَطقتُ بها يوماً لك. علّتي أن ذاكرتي لا تخونني أبداً ، أذكر أدق التفاصيل لتلك الحادثة الموجعة : من بداية ذلك الألم الذي يعصر معدتي حتى نزول أول دمعة. تصديقي للأمر احتاج عتقاً من الجنون وضرباً من العقل. كنتُ استجدي الباب وجهك ، والهاتف صوتك ، والبيت حضورك فيبخلون. جموع المعزّين ، بكاء النساء و المكالمة الصباحية تنخر النسيان باستمرار. ذكراك توقظ الحزن آناء الوحدة وأطراف الزحام. الحنين المحصور بين الدمع و " الذكرى وفقط " هو أشدّ الحنين سطوة . حنيني يبعثرني الآن يا عمّي ولا أملك القدرة على جمعي واستقصاءه. تمرّ الأيام وتقارب على وصول الشهر الرابع واسمك لا يزال يزور حديثي ، يخرج فجأة .. يَدفعه شوقي لك و عدم استيعاب غيابك !

كنت أميل إلى فكرة الابتعاد، تلك الفكرة كانت تعني بعداً مؤقتا يعلّم الانعزال الجزئي ليس إلا. لم أكن أريده بعداً أبديا لا لقاء بعده. لم أنفي وحدتك و لم أتهاون لحظةً عن محاولتي في البحث و رسمك كـ أب لطفلين وزوجٍ لـ جميلة. كنتَ وحيداً وكنتُ أنا القريبة البعيدة. تشابهنا لا نهاية له. قلّة معرفتي بالتعامل مع الرجال كما تزعم يشابه فقرك للتعامل مع الإناث. صمتي البغيض صورة أخرى لعزلتكِ حين غضبك . أشياءُ عظيمة في بساطتها وددتُ قولها لك ، لكن رحيلك المفاجئ لم يترك للبوح وسيلة. ربما لم أخبركَ يوماً أن بين أضلاعك طفلاً طاهراً ، ربما لم أخبركَ يوماً أن جدتي هي من ترسلني للبحث عن سعادتك وأن ذلك لم يكن كرماً مني. ربما لم أخبرك يوماً أني أشتاقك يا عمي. ربما لم أخبرك أني أحمل لك بالقلب ما لم أنطق به يوماً | أبداً .


أدعو الله أن يبدلك بدار خير من دارك و أن يجمعنا بك في الجنة [ :34: ]

فرحَة النجدي 08-14-2010 08:21 AM



إيهٍ يا لمى ، و كأنني على موعد تُفتَقُ فيه جروحي هذا اليوم !
مؤلم أن يرحلون دون أن نهمس في أذنهم بما نود الآن لو أننا بحنا به لهم ،!
لم يكن قصورا منا ، و لكننا كغيرنا ظنناهم أحبتنا لا يرحلون ،
فتقاعسنا و تغاضينا و أجلنا أمر اخبارهم عن كل سرٍ و شعورٍ صغير كان حبيس صدورنا لهم ،
و نهاية ندمنا !
و الندم لن يعيدهم يوماً و لا حتى للحظات لنهمس في أذنهم بما نشاء ثم يرحلون !
عيبنا أننا لا نؤمن بأن الموت حقاً مصيبة حتى نتذوق من حنظل كأسها !



رحمهم الله أجمعين يا لمى ،
لندعو الله لهم ، فالله قريب قريب يا لمى ..

ملأ الله قلبك نوراً و اطمئناناً و رضاً :icon20:

أسمى 08-14-2010 08:27 AM

ياه يا لمى.. بحتِ فكان البوح منكِ كما الألم حين يُرسَم بريشةٍ من وجع،
أبدعتِ و وازنتِ وعدلتِ
ووصفتِ فرصفتِ:icon20:..

صِبا خالد 08-14-2010 03:35 PM



مُؤلم هذا الأزِيز بالرغم مما يحتوِيه من جمَالْ ..

السمآء تَبتسِم لكِ ..




خالد صالح الحربي 08-14-2010 05:25 PM

:
مؤلمٌ هذا الانسكاب يَا لمى ، قرأتهُ بعمق فَـ أراقني .
الغريب كيف استطعتي أن تمسكي بخيط كُلّ هذا الحزن دون أن ينقطع !
- احترامات كثيرة -

صالح الحريري 08-15-2010 10:38 PM

وكأن الحزن ...
يمنحنا مساحة للبكاء بالحروف ...
يــ لمى ..
حزنكِ موشوم بجمال لغتك ..
لنرفع أكف الدعاء بأن يتقبلهم الله بقبول حسنا ....!
آمين ...

لمى خالد 08-16-2010 09:56 PM

آمين ،
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرحَة (المشاركة 665940)


إيهٍ يا لمى ، و كأنني على موعد تُفتَقُ فيه جروحي هذا اليوم !
مؤلم أن يرحلون دون أن نهمس في أذنهم بما نود الآن لو أننا بحنا به لهم ،!
لم يكن قصورا منا ، و لكننا كغيرنا ظنناهم أحبتنا لا يرحلون ،
فتقاعسنا و تغاضينا و أجلنا أمر اخبارهم عن كل سرٍ و شعورٍ صغير كان حبيس صدورنا لهم ،
و نهاية ندمنا !
و الندم لن يعيدهم يوماً و لا حتى للحظات لنهمس في أذنهم بما نشاء ثم يرحلون !
عيبنا أننا لا نؤمن بأن الموت حقاً مصيبة حتى نتذوق من حنظل كأسها !



رحمهم الله أجمعين يا لمى ،
لندعو الله لهم ، فالله قريب قريب يا لمى ..

ملأ الله قلبك نوراً و اطمئناناً و رضاً :icon20:

الرحيل المفاجيء هو المؤلم يا فرحة ، مجيئه دون مقدمات يربكنا
و الأكثر ألماً هو ما تركوه لنا من ذكريات ، لا نستطيع الفكاك منها ..

شكراً لكِ يا صديقة .

لمى خالد 08-18-2010 01:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الفهد (المشاركة 665941)
ياه يا لمى.. بحتِ فكان البوح منكِ كما الألم حين يُرسَم بريشةٍ من وجع،
أبدعتِ و وازنتِ وعدلتِ
ووصفتِ فرصفتِ:icon20:..

شذى الفهد
وجاء مرورك كريماً ، بهيّاً
شكراً لكِ :34:


الساعة الآن 05:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.