![]() |
لعنة الفراق
ابتعدت عنه .. لكنّما روحها أرهقته وهي تزوره كل حين ... فكتب :ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ لستُ أنا يا سلمى .. من تعثر قلبه بعتبة نصوصك .. من حمل النوافذ على ظهره ليرى روعة حروفك .. من دسّ الوقت عن الأصدقاء والأعمال ليبعثره عليكِ .. من كان يسرق الفجر ويدعّى أن الليل لا آخر له ، حبيبك يجلس هناك .. تحت عريشة المساء .. يفتت قلبه على الرمال ثم يلملمه في أوراق .. يسمع حكايات الشجر ويشم رائحة القمر .. رأيته يستقبل الشمال ويبتلع نسيم الهواء ، كثيراً ما سمعته يناديكِ .. هو من يناديكِ .. أما أنا فحتى لم أعرفكِ . الظلال تخون الشمس وتتوارى بفعلتها خلف الأشياء .. وأنا خنتكِ يا سلمى .. التقيتُ امرأة لصوتها طعم الذكريات الساهية .. تقول أن الحصى كان زهراً أضجره القطف فنام قهراً تحت أرجل البشر .. وأن البحر كان لفاتنة من غابر الأزمان .. وأورثته لآهات العشاق ، تكتب بيسراها لكنّ معانيها يمين .. حقيبتها الجلدية تظل تغازل خصرها وتقّبل كتفها حتى تربت عليها بجوارها .. هي فريدة في كل شئ .. امرأة كهذه .. يستحيل أن يكون لها في قلبي ضُرة . الفوانيس القديمة لم تكن تضئ المكان .. هي فقط تُبعد شبهة الظلام .. كما أنتِ يا سلمى .. حكاياتنا كالحارات التليدة والأواني العتيقة وجذوع النخل العقيمة ، كان فراقك طعنة لا تُطاق .. لكنّ الأيام طبيب ماهر .. يضمد الجراح ويبقيها أثراً لذكرى ، كان حبنا بلبلاً جميلاً .. تحيته تهز أصابع الشجر .. يقّبل الأرض طيلة يومه .. يستحم بالمطر .. لكنّ البلابل يا سلمى .. عمرها قصير . ذاكرتي أضحت ضريرة .. أضاعت الأمكنة والأزمنة .. أتذكر بيتنا القديم فأجدك قرب النافذة .. أتذكر حديثاً مع أختي الكبرى فأراك معنا .. تعوزني ذاكرة جديدة أؤثثها وأنقحها من هذه الأكاذيب .. أو استعير ذاكرة بيضاء من وجه الصباح ليس فيها أنا وأنت ، لا أدري ما أصنع .. أعاندك .. أهرب من سطوتك .. ابتكر في داخلي ملامح امرأة أخرى .. أصحبها إلى شجرتنا الجميلة .. أثرثر لها بكل أمنياتي .. أجلس معها على ذات الأرصفة التي حوتنا .. لكنّما أخيراً انتبه لنفسي وأنا أبكي من هول خديعتي . أنتِ هنا يا سلمى .. الرحيل زادك قرباً .. ألبس الصباح وأعبئ جيوبي بذكرياتنا .. أداري بحبنا عرجة الأيام .. أقطّع المساء لقرى صغيرة .. هنا غيرتكِ .. هنا حنانكِ .. هنا عتابكِ .. وحين يأخذني التعب .. أضم كل القرى تحت وسادتي وأنام .. لا .. لم أخنكِ يا سلمى .. فأنا مثل العُشر .. تُفارقه قطرات المطر .. لكنّما تظل فيه روح المطر . ــــــــــــــــــــــــــــ العُشر نبات صحراوي يحافظ على اخضراره ونضارته رغم قلة المطر . |
. . رُغم لعنة الفِراق وإحتباس الأمل , إلا أن إستسقاء النداء في تُربة الحَنين يولِد ذِكرى غنِجَة. السيد عبدالرحيم قَد أوسع حَلقة الوفاء دُمت وطِبت. |
هذا النص ... يمسك يدُ أرواحنا .. ويدلها عليها ... هذا الحرف ... هو ذاته الحديث الذي أضاعته قلوبنا ... لتجده عنّا .. ياعبدالرحيم ... تكتب كعادتك بلغة تمسك معصم الماء ... وبطلاقة تُشبه النور ... الهواء كثيف جداً جداً في رئة هذا النص ... لذلك نجدنا نُنصت ونُصفق كالأجنحة ... أ/ عبدالرحيم فرغلي ... مثلك يخلق مفرق النهر في رأس الصحاري ... فلتكتب .. ليحيا العُشب .. |
أ. عبدالرحيم فرغلي أدخر لمثل هذه اللعنة نحيب فيروز المعتق بمناحة الأرز فأنا لا أحتمل أن أكون وحدي بالمدينة والمسؤول عن تفقد شوارعها وأبوابها قبل الشورع في نسيانها حتى لا تطل علي بشيء منها ذات حلم مسرج في عتمة رقاد حسناً ،! أجزم بأني سألغي فكرة التفكير في هذا الأمر مجدداً فـ لطعم إبتسامتها نكهة لم أتذوقها بعد تحرضني على الكلام لما هو قيد التأجيل والركون إلى الإختباء ما بين القهوة والسكر على طاولة المساء . هنا [ بين عرق ودم يعتنق النبض ما يتلى في نصك ] ،،!! رد ود |
بـ ودي لو أتمرد على قوانين المنتدى
وأقوم بـ تعليقة متدلياً من سقف القسم لـ يتسنى لي الحلم كلما مررت من هُنا سـ أعود |
عبد الرحيم فرغلي ... نصٌ فاخرٌ جداً ... حيك بلغةٍ دافئة الحرف أنيقة النبض ... أُلبِسَ روحاً منهكةً بالفقد / الحنين ... فتهالكت قلوب العابرين إشفاقاً ... عبد الرحيم ... نبضك مُتعِبٌ / مُتْعَبٌ جداً .... شكراً لك عليه ... |
عبدالرحيم فرغلي
ــــــــــــ * * * كُل عامٍ وَ أنت بخير ، وَ كُل التّرحيب بكَ . : لِـ اُتّهم بِالغَباء أو بالجنُون أوْ بأيّ تُهمَة ، إلاّ أنّني أعيْ جيّداً بأنّ الجنُون : فِكرة هوَ الآخر ، لذا أقول بأنّ مافوق الخَطّ الأعلى وَ مَا هوَ تحت الخطّ الأسْفل ، بيْنهما علاقَة بالمَعنى لا بالمبْنى - فقط - ... لأنّ بَاعِثاً كـ عبدالرحيم لا يأتي عابِثاً أبدا حَتى فيما اعْتقدناه بسيْطاً . : عبدالرحيم فرغلي كم أنتَ سَاحر ! |
:
. : .. ماشاء الله حقاً ع إبداع لايلين عوده.. لم تكن هنا حروف أبجديه تعلوها نقط أو تسيرها نقط.. إنما حروف مزجت مع اول نفثة صباحيه ..ومع أول رذاذ لتثاؤب المساء.. خجلى من أن أسطر شيئا .. ولكن الجمال الثاقب هنا أجبرني ع أن أدلو برأسي وأرفع راية الإعجاب.. |
الساعة الآن 09:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.