![]() |
ليستْ إلا رسائِل . . !
و هلْ سيحرمني دفءُ يديّ من احتضانكْ هذا المساء قبلَ أنْ أصفعكْ ؟ مهما فعلتْ ، فأنتَ من احتضنَ بقايا روحِي التّي تمزقتْ أمامَ الجميعْ ... : قرأتُ بالأمسْ بعضَ رسائِلكَ التِي لم تكنْ لِي مطلقاً ، و شعرتُ بالحُزنْ لحصولِي على رجلٍ لمْ أجعلْ منهُ إلا رماداً ! حرقتُ بعضَ أشعارهْ و شوّهتُ حديثَ نفسِه لِنفسه و أنا التِي ظننتُ بأنّي الخاسِرة الوحيدة فِي هذه المعادلة . بكيتُ كما لمْ أفعل يوماً ، بعدَ أنْ بعتُ حياتِي لأشتريهْ وجدتُنِي وحيدةً على الرفْ ! وحيدة أنظرْ إليه يقتنِي غيرِي و في قلبه تسكن أخريات ... حتّى بالنظر إلى وجهه الذّي حوّل بعضاً منِي إلى دميةٍ يلعبُ بها ، و يبنِي لها أحلامها ، لم أجدْ إلا تجاعيداً تُشبه تلك التِي فِي وجه جدّي ! و لمْ أعلمْ بأنّ التجاعيدْ هِي ذاتها التِي جعلتْ من ذلك الرجل قطعَةً باليةً ، قدّرتها كثيراً و هِي لا تستحقُ سوى الحرقْ على جبهةِ نجمَةٍ راقصِةٍ فِي ليلةٍ ظلماءْ ! أيُؤسفكَ أنّي وجدتُ حقيقَةً حاولتَ و لفترةٍ طويلَة أن تبتلعها و تُخفيها فِي بطنكَ التِي احتوتْ قلباً يتيماً و شبحاً و قبراً ! أيُؤسفكَ أنّي صنعتُ لِي أرجوحةً لا تُشبهُ نواياكَ أبداً ، و تأرجحتُ بها منذُ تلكَ الصفعَة التِي أذابتْ جزءاً من وجهِي ! بها تسابقتُ مع طيرٍ جريحْ فسبقنِي ، و تسمّرتُ في قلبِ زهرةٍ نديّة فأثرتُها غثياناً فتركتنِي أتحلل بداخلها . لولا رحمة السماءْ يومها لم أكنْ لأتنفس ! فقطراتْ تلك السحب جعَلت مني سمكةً أغرقُ دونَ أن أكترثْ للماءْ الذِي سيخنقنِي . أخبرنِي مجدداً ، هل يُؤسفكَ أنّي وجدتُ حقيقتكْ ؟ حاولتُ جاهدةً أن أحطم ما قدمته لِي يوماً و حرقهِ و نثر رماده في وجهِي ، لأستطيع البكاءْ عليكَ و على تلكَ الأيامْ التِي لففتَ فيها عينيّ بمنديلٍ غليظْ كي لا أرى شيئاً ! ألمْ تعلمْ بأنّي عشتُ في الظلمَة سنيناً طويلة و لم يُؤثر بِي منديلكَ ! سمعتُ صوت أنفاسكَ التِي افترستْ أذنيّ و اقتلعتْ يديّ و افترشتْ قلبِي المنقطعْ عن النبضْ ! رأيتُ خطواتكْ الحذرَة في الوصولِ إليّ ، رأيتُ شبحكَ الذي طوّقني و جرحكَ الذِي نزفُته عنك و قطعة السكر التِي حاولتَ أنْ تُنهيِ بكائِي بها ! ألمْ تعِي بعد أنّها محاولة رخيصَة منكْ ؟ بمجردْ أنْ لمستْ قدمِي رُخامَك الباردْ حتّى أفرغتْ ما بجوفهَا منْ دمٍ ! هلْ لكَ أنْ تخبرنِي ، منْ أينَ يأتِي الدمْ ؟ منْ قلبكَ الذِي يضخُ السوءْ فِي أنحاءْ جسدكْ ، أمْ من عنقكِ الذِي لطّخهُ أحمرْ شفاهْ امرأة أجهلها ؟ انتظرْ ، الليلَة ستكونُ ليلتِي لأكونْ تلكَ النجمَة التِي طالما نظرتَ إلى جسدها خلسةً و أنتْ تجتر عينايْ كي لا أُصدمْ بكَ و بدناءتك ! ألحانِي الصاخبَة و عزفِي المتمكنْ سيجعلْ منكَ ما أتمناك عليه ! لذا الزمْ مكانكْ سأرقص على جسدكْ حتّى تنزفْ جراحكْ جراءْ كعبِي الحادْ ! ياااهْ ! الآنْ فقطْ أتمنى أنّ هذه العادة التِي تجعلنِي أكتبْ و أنفضْ تلكَ الأحرفْ التِي تتكئ فِي داخلِي على بعضها ، أن تتوقفْ ! أنْ تنتهِي ! أن تختفِي ! تمنيتُ يوماً أنّي لمْ أبتسمْ لكْ ، لمْ أرقصْ لكْ ، لمْ أحدثكْ ، لمْ أبكِي على صدركْ ، لمْ أتعلقْ بكْ ! تمنيتُ أنّ أحصلْ على تلكَ المناديلْ التِي تخنقْ من يلفها حولَ فمه و أنفه ! تمنيتْ أنْ أبكِي منْ جديدْ ، أنْ أجرحْ نفسِي و أقتلعْ قلبِي ! أنْ أفجّرهُ أمامَكْ ! لكنّي سأصمتْ و لن أفعلْ شيئاً ! يكفِي أنّي شوّهتُ حياتكْ و حياتِي بما فيه الكفاية ، سألزمُ نفسِي و سأنسَى ما قرأتْ و رأيتْ و شعرتْ و ما فهمتْ ..! : لا زلتُ متسمرة في وقتِي ذاك و أنا أحاول بقسوة شدّ الستارْ كي ينتهِي ذلك الفصل الذِي احتوانِي به ، رأيتُه يرحل متقدماً عن المكان الذي أقف به ، و أنا أنتظر ! و لا زلتُ أنتظر إجابةً لسؤالِي العاري من نفسه ، هل كانَ خطأِي عبثِي بأوراقه ؟ أم كانتْ لأرى نفسِي و أراهُ على حقيقتينا ! 3-8-2009 |
روح مذبوحة
كتبتي بكل روعة فنهالت أحرفكي بإبداع كلمات راقت لي وجعلتني احلق بسمائها وقد احتوت جمال النظم ورقي الاحاسيس لله دركِ ودمتِ بود |
رسائلكِ ... صفعات دافئة بصندوق الاحتواء ....! مذهلة يــ روح مذبوحة ... مودتي ... |
. . أَوصَلتنا الرسائِل إلى حدود رحيلٍ بلا إياب ياسُكرة حصه .. أشتقتكِ ياصَديقة دُمتِ وطبتِ. |
هذه الرسائل يا روح
سهم في عين تلك الخيانة المُبجله في الخفاء |
|
الساعة الآن 03:29 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.