منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   رائحــــة مـدينـة (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=17698)

منى العبدلي 05-06-2009 02:14 PM

رائحــــة مـدينـة
 
ينساب ضوء شفيف خلسة من خلال فتُحة صغيرة في النافذة , يتبعه هواء مشحون بروائح من العالم القابع خلف الشرفة, رائحة الأرصفة الحارة وقد اطفئت بالماء , ورائحة البحر المشبع بالرطوبة , وتلك السحب المسافرة التي تقترب على استحياء من الأرض ، تحمل رائحة مطر تناثرت قطراته على أراض بعيدة .

للبحر معنى آخر في الصيف , بوسعك أن تشعر بتلك الإيقاعات الرتيبة لمياهه الهادرة على طول الصخور المتآكلة حين يلقي بأسراره فوقها ثم يرحل .

أنا والشرفة وحيدان تماما والبحر هائج ليومين متتاليين , لم آلف المكان بعد , ولا أشعر بسعادة أو حزن , لا شي .. لا شئ على الأطلاق .
ألمح في عيني من خلال المرآة ذلك التمزق الهائل في روحي وكأنما ريحٌ عصفت بذاكرتي وألقت بها ثم تولت . ظننت أنني بمقدوري استعادتها من جديد , وأن أعيد بناء ما تهدم , وحتى يستعيد كل شئ طعمه , أنفاسي , جلدي , أنسجتي , ذاكرتي سأبعثها من جديد , كل شئ سيعود كما كان . هكذا قررت وأنا أتأمل تلك المرآة الوحيدة متسائلا: كم من روح هائمة وقفت أمامك ؟
كم من عابر رمى بثقل غربته هنا ومضى ؟
ما أتعسهم أولئك الذين لا يخفون أسرارا .
أقترب بخفة من المرآة كمن يخشى هروب شئ والتقطها من جدارها , أقلبها يمينا وشمالا أنظر في كل جهاتها لعلي اختطف سرا من أسرار اولئك العابرين.
آه ماذا عساي أفعل ؟
يا لجنوني ... مددت يدي خجلا وأنا أعيدها إلى مكانها , معتذرا لها ولهم ولتلك الأيام التي غدت مجرد أحلام , ولتلك الأسرار التي تشربت ملوحة البحر. وكإثبات لحسن النية تناولت كأسا وشربت نخبهم .

إنها التاسعة صباحا , بدت الشمس متوهجة والظلال تتوارى جهة المغيب . روائح عطرة تنبعث من حزم النعناع التي حصدت توا وصوت البائع يجلجل في الأرجاء : نعناع .. نعناع طااازج
أخذت المدينة المجهدة تفتح مصارع أبوابها ووقع أقدام المارة يتزايد , تمتلئ بهم الشوارع كما الجراد المنتشر على الأرض , تمتزج أصواتهم فلم تعد أذناي تدرك شيئا منها .
أطلقت تنهيدة صغيرة وأنا اتابع المشهد الطويل, أيقاع واهن رتيب كأنما كتبته هذه المدينة على نفسها وأهلها . تفور صباحا تلعن ما اقترفته في ليلتها الفائتة تلفظ سكانها في ضيق كأنهم نبت أعياه العطش , يمضون بقية يومهم يتقلبون في شوارعها، تقيم فوق رؤوسهم بقية من أحلام البارحة. وفي الليل تتمدد خالية من الحياة لتتلقفهم قابضة على ذكرياتهم وعواطفهم , مطبقة بسوادها على كل شئ يدب . ليلها يحملني على البكاء كالطفل الذي فقد أبويه .غدوت فيه كشراع وحيد مبتل , مرتجف في لجة بحر لا قرار له.
ما الذي تفعله هذه المدينة بأهلها ؟
لم يعودوا بشرا احياء . صنعتهم دمى ملونة , يبدأون بها وتنتهي بهم
هل منحوها رقابهم لتسلط سيف بطشها عليهم ؟ ظنوا بأنها تمنحهم شيئا من المغفرة والبراءة . فما أعطتهم بالمقابل؟
إنها لا تحبهم على الأطلاق , إنها تنبذهم

حبست أفكاري في رأسي خشية أن تتسلل هاربة كما يفعل أهل هذه المدينة كل صباح , رتبت المكان وخرجت لا ألوي على شئ وكل ما أفكر فيه هو أن أصمد لعوامل التعرية..

د. منال عبدالرحمن 05-06-2009 04:07 PM

رائحة مدينة تستفزُّ النّائمَ بين أصابَعكِ من سنابل ذهبيّة

فتُبهرنا بحضوركِ و نورك ..

أهلاً بكِ يا منى في أبعاد

أهلاً بحجمِ الجمالِ هُنا .

قايـد الحربي 05-06-2009 04:19 PM

منى العبدلي
ــــــــــ
* * *


مُزهِرُ التّرحيبِ بكِ في أبعَاد ،
فَأهلاً وَ سهْلاً مُوْرقة .

:

[ رَائحَة المَدِيْنَة ] : مَدِيْنَةٌ للرّيحِ بِـ عَبَقْ ،
بَعْدَ أنْ أسْكَنَتِ الأُنُوفَ رائِحَة الْغَرقَى !

:

بِالمَحْكِيْ ، أذْكُرُ مِنْ نَصّ :
" مَديْنه : سَجِيْنه !
وَطَنْ : شِبْهِ فـَطْْن ،
وَ نَاسٍ تِدلّى مِنَ اوزارِ حُبْلى ..
تِدِينك : يَديْنِك ،
وْ تَسقط لـِ أعْلَى .
بْمَديْنَه سَجيْنَه :
طَريْقِك : هُو ــرِيْقِك
تُبلّـله خُطْوَه مُعَاقَه لْصَدِيقِك
وْ صَدِيْقك هَذا وُجِد ليُكمّل نُقْطَة فَرَاغِك
لذلك شطبْتَ اللي زاد بْصَدِيَقي ،
وِ صَارَتْ [ صَدِيقي ] : [ صدّ .. ] ، وْ فَرَاغ ! "

:

منى العبدلي

دَقيْقَةُ الوَصْفِ ، رَقِيْقَة العَصْف ..
تَكتبِينَ بِالألوَانِ ، وَ رِيْشَتُكِ مِن غَيْم .

شُكراً لكِ بلا حَدّ .

نهله محمد 05-06-2009 04:22 PM

أولاً أهلاً بكِ يامنى...
أبعاد منزلك..وفي الروح لكِ آخر...
أما عن رائحة المدينة, سأعود لها حتماً...حتماً سأعود....
الآن الوقت يسرقني...لكنها فرحتي بكِ أبت إلا أن أرحب بكِ أولاً...

أسمى 05-06-2009 04:55 PM






منى العبدلي..
هذا التتالي من حديث وما وصفتِ واصطبَغَ بأحاسيسك
وِشايةٌ بـ عَلَنْ..اننا أمامَ حرفـٍ جميل.
جميـل.

:
سعيدة بقراءتك وأكثر.



منى العبدلي 05-06-2009 05:44 PM

الأخوة الكرام

اسعدني كثيرا كثيرا هذه الحفاوة وحسن الاستقبال الذي غمرتوني به والذي لا أملك حياله سوى الصمت فألصمت ابلغ من الكلام أحيانا

اشكر كل واحد منكم بأسمه عميق الشكر والتقدير على طيب اللقاء وجمال الحضور

ممتنة بحجم السماء

عبدالله العويمر 05-06-2009 09:32 PM

مُنى
حَديْثَك ِ مَدَائِن ُ جَمَال


رَائِحة ُ المَديْنة

حُضُور ُ ُ يَدْعُو لِلْفَرَح ِ بِك

أهْلاً بِك ِ ، وأكْثَر

حمد الرحيمي 05-06-2009 10:33 PM




منى العبدلي ...



أهلاً بكِ في أبعادكِ الأدبية ..




حضورٌ أول ينبئ بقلمٍ متوهج الإبداع و الجمال ...


و حضورٌ استظل بوارف أناقته / رقته كل عابرٍ لرائحة المدينة ...






منى ..



قلمٌ أخاذ الملامح ... شكراً لكِ عليه ..



الساعة الآن 12:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.