منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [ منفى وطن ] .. ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=12340)

مروان إبراهيم 07-26-2008 10:54 AM

[ منفى وطن ] .. !
 

أنا .. لا أصلح لشيء ..
ربما غير مُباح أنا !
:



أكتبُ إليكِ !
بصوتِ مائي العالق بينَ حنجرتي وَ وجهك ، باصبعٍ حادي عشر ، بفقدٍ في ربيعهِ العشرين ،
بحزنٍ كالحقيقة ، بمعطفٍ على كتفٍ رمادي ، بتَواضع الربيع وكبرياء الشتاء ، بدخان
القطارات وضوضاء المطارات ، بدموع الأرامل ، وانطفاء الثكلى والفقراء على الأرصفة !
أكتبُ إليكِ !
وَ وجهك الفُستقي يَفتعل الفوضى في محبرتي ، يَنْحتني أشجار صحراء باردة ، هربت من
أغصانِها طيور الأحلام ، يذرفني بكلتا عينيه ملح الفراق ، يأتي بي عارياً فاضاجع البرد
والقيض ، وَامارس السادية مع ذاتي !
أكتبُ إليكِ !
وَ وجهي في قعر الضباب ، يفتش عن نفسه في عتمةٍ يقتاتها ، تفاصيله كائنات لم تخلق
بعد ، تسبح في المجهول منك ، وتقتفي أثر سرابك الراحل للفرح .. دوني !
أكتبُ ..وأصابعي تلفظ أنفاس الحدث الأخير ، وإني اسمع وشوشتها .. سأفرح بك :
[ عندما أشعل الألم السبعين ، مذ فقدك ، مذ صبري ، مذ انتظاري ] !

أكتب إليكِ وتنهيدة الليل البائس تجلد صوتها في صدري حينَ أتذكر
أن بعض العصافير لم تنم في عشنا :

أن توقظيني من بوتقة أحلامي معك ، لنحتفل أنا والصباح بك ؟
أن نحتسي القهوة وصوت فيروز يداعب شراشفنا ؟
أن أكتب بقلم أحمر الشفاه على مرآتك [ أحبك ] ثم
أهرب خِلسة على اطراف اصابعي للعمل ؟

أن أخرج مستعجلاً ، فتطبعين قبلة أخيرة عند الباب ؟
أن نبكي سوياً ، نضحك سوياً ، ونتشاجر كل مِنا على حِدا ؟
أن نتسوق ، فتشتري لي قميصاً وبنطال ، وثوباً وعمامة بلون
ذائقتك ، كما وعدتيني ، وأشتري لكِ أشياء سرّية بجنوني أو حمقي ،
كما عهدتيني ؟

أن أناديك بين دهاليز حديقتنا ، يا أرنبة غاباتي الزيتونية ؟
أن أتمرغ في وجهك الفُستقي ، فتنطق شفتيك ، رفقاً بي ؟
أن اعلّق تنّورتك البيضاء على خِصري ، فتدفعني لاءاتك غنجاً ؟
أن نشرع صدرينا لهواء النافذة ، ومعصمينا قيد النشوة ؟
أن نستدرج الليل إلينا ، فنتقاسم الماء تحت ضوء القمر ؟

أن أرمي نكتة تافهة جدا ، فتضحكين مجاملة ، وأصدقك جدا ؟
أن نركل سيارتنا جانباً ، نطلق الفرح لأقدامنا ، نشتري من بائع الفشار ،
ونضحك على صديقنا موظف الجمارك ، ونطير كالبالونات في أحياء المدينة ،
من قباء لقربان لـ العوالي ، ثم نأخذ زاوية كالحناء في كف اليد نستظل بها عن
حرارة المدينة !


أن .. أن .. أن لا أسرف في الأحلام كثيراً !


.. يتبع !

م.عبدالله الملحم 07-26-2008 10:57 AM








































[ 1 ] .....

العـنود ناصر بن حميد 07-26-2008 12:52 PM




على حد اللهفة
مع تلك الـ يتبع





مروان إبراهيم 07-26-2008 01:31 PM


نحنُ نشبه تعاقب الليل والنهار ، كُل مِنا يلحق آخِر الآخر !
مذ خفض صوت اللقاءات ، وارتفاع ضجيج الصمت والكبرياء ،
سلّمنا عصافيرنا للريح الغاضبة !
أن أتقدم دون وجهك دون أسمك .. هذا مستحيل ، أشبه بأن أنساكِ !
فاقدامي _ المتشبثة بك _ توقفت عندما مر فستانك
الأخير من تحتها !

لا تقلقني هذه الحياة .. الأشياء الباقية لا تقلقني !
أنا زائل ؟
لذا سأذكرك حين يتلون الفرح في المآذن على مقربة من محراب روحي ،
وأتجاهلكِ عندما ينزفون وجه الحزن أمام ملأ أوردتي !
حين يريدون إيذائي بك :
تتكاثر رئتي دونما تحكّم
يمتد صدري من كتفك إلى كتفك !
ينسل من عروقي عطر الإنتماء فيلتصق تحت نِهدك الأيسر !
يذهب كلي إليك .. دون إياب !

أعدك وعد البؤساء ، سأدافع عن وطنك أولاً ، ثم أرميني
في عُمق المنفى .. فقير مناظل مثلي ستحرقه الطرقات ،
تهد كاهله اللافتات ، سيموت بطلقة رصاص مركزة
المكان والزمان !

إنني أشبه الحمقى المجانين الذين ما صادفوا الحقيقة
فتجنبوها ، طمعاً في الزيف !
إنني أشبه خطى الطهر العالقة في وحل الخطيئة ،
أنا القطارات الهاربة من المحطات المؤجلة ،
أنا من ركل صوتي في زاوية بكماء الملامح ،
أنا الإشارة الضوئية الصفراء ،
أنا ربكة الفرصة الأخيرة ،
أنا الوقت الضائع من لقاءات حبيبين !

مروان إبراهيم 07-26-2008 01:45 PM



هذهِ المرة الأولى التي أرى فيها الحب والفقد متساويين ،
أعتدت أن أرى وطن واحداً أو منفى واحداً ، المهم أن نبقى
شيئين في شيء واحد !
ربما لطريقك كان رأي آخر .. أو لمرور الأشياء من النافذة دون
الباب ، أو ربما أنا من شَنَق المطر على باب السماء !


هل ترعبك حقاً فكرة أني أحبك بجنون قاتل ؟
أو أني رجل عبثي المستقبل ؟
أو أني عاشق سخيف .. أكتبُ كلاماً ثم امضي للغياب ؟
لطالما تمنّيت في الأيامِِ السابقة حبّات كرز تحمل بين رموشها
كحل شوق أو بعض أمل تهدينه إلي ، أو استحضار ماضي جميل
يحفظ ماء وجهي من الفقد !
ارحل .. اذهب .. اخرج من حياتي .. قد حفظتها بيد أني أكابر !

تعالي الآن
قولي وجهي محطّة أخيرة ، تجاوزها قطارِك لـ اللاشيء ، لن
يزعجني ذلك ، بتُ لا استطيع إهداء تذاكر المرور !
افتحي باب غرفتي ، تقدمي نحو مكتبي ، واتركي كعبك يمارس
كبرياؤة المعتاد ، واصرخي في ضجر ما هذه الأوراق المبعثرة ،
كُنت دوماً أحذّرك من ترتيب أوراقك ، أنت كما أنت ما زلت شخصاً
فوضوياً .
كوب القهوة قديم كشخصك ، ماضيه قد تجمّد ومستقبله تبّخر !
كل شيء قديم هنا ، في كل مكان غبار .. أأنت مدفون هنا أو أنك
أصبحت تُقدس الغبار أكثر من التربة ؟

وكعادتي أترك المكان منصتاً وفي دمي ألف سؤال
والإجابات صفر مربّع !

صالح الحريري 07-26-2008 02:47 PM



حرفك فتنة يــ مروان ..!
النفسية الآن لا تساعد على الغوص في هذا النهر ....

سأعود إليك ...
بما يليق يا وطن الحرف من كل منفى ...!


مذهل وأكثر ...



صُبـــح 07-26-2008 08:11 PM



أغثني يــارب ...... !


د. منال عبدالرحمن 07-26-2008 08:38 PM

لأوّلِّ مرّةٍ يكبّلني الصّمتُ و تسدُّ الدّهشةُ حنجرتي لأجدني هنا أتلّمسُّ طريقي ككهلٍ جاوزَ الموتَ بموتينِ او أقلّ ..


أجدني أقاومُ اللّا بكاءَ و كأنّني طفلٌ يدّعي الرّجولة و على وجههِ مسافةٌ كبيرةٌ من الأحلامِ الصّغيرة ..

كأنّني حمامةٌ بجناحٍ مكسورٍ و آخرَ حوّلته يدُ الفقدِ إلى ريشاتٍ لكتابةِ الوجعِ , تنغمسُ كلَّ مساءٍ بحبرِ القلبِ و تخرجَ سليمةَ الشّكلِ , معتلّةَ الرّوح ..

لكأنّني هُنا ضلعُ شجرةٍ مكسور , يرمّمُّ بأوراقهِ العاقة بقايا دمعِ غيمةٍ سقطَت عمداً على كتفِ الأرضِ و ما نهضَت بعدها ..

ما هذا بربّكَ يا مروان ؟

ما هذه الدّهشة الّتي ارتكبتها هُنا , حرفكَ هُنا حرفة , و لغتكَ قويّةٌ و نافذة , و بلاغةُ تعبيركَ غايةٌ في الاتقان ..


سأبقى هُنا يا مروان , سأبقى هنا كثيراً ..


الساعة الآن 12:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.