[ حنجرة ]
إذا امتزجَ الصّوتُ بحنجرتي , الّتي ملّت انتظارَ وقتَ المطرِ , و مطرَ الوَقت .. أصبحَت الذاكرةٌ حُبلى بأغاني الشّوقِ المعلّقِ على مشانقِ التأجيل . الفرحِ المصلوبِ على بواباتِ الكذب .. و الوطنِ الحزينِ في أعينِ الغُربة .. |
http://www.mado89.jeeran.com/mayada10.jpg
ضَع يدكَ فوقَ صدري .. تماماً هُناكَ حيثُ ستتلمّسُ النّبضَ الأوّل .. لا تضغط كثيراً , حذارِ فالرّئةُ ملأى بصوتٍ يحنُّ لملاقاةِ سَمعك .. أصغِ إلى دقّاتِ قلبي , و صافح حزني بأنفاسك و حاول فقط , أن تسمَع ما سيقولُه قلبي .. حتّى لو لم نلتقي . |
حينَ غمرنا المطرُ الأخير .. كانت يداكَ تختبئانِ في معطفك .. و كانَ المطرُ يُشعلُ الرّغبةَ في الأرضِ لمعانقةِ السّماء .. و على عتبةِ أبجديّاتِ الغيم , و قفت سنونوةٌ مبلّلة , تنفضُ عن ريشها تهمةَ قضاءِ العمرِ بالهجرة , يحتضنها غصنٌ مبلّلٌ بالشّوق , و يحيطُ خوفها بأوراقه .. كانت الأرصفةُ تحتضنُ خطواتِ المارّين .. و الأشجارُ تحتضنُ صغارَ العصافيرِ .. و المظلّاتُ تحتضنُ الأاكتافَ المتلاصقة .. و أنت .. لو تغمرني ! |
|
http://www.maestro-sm.com/mayada/adi2.jpg هل تذكرُ كِذبتَك الأخيرة عليّ ؟ حينَ قلتَ أنّني الأجملُ في عينكَ .. ليلتها مادَ بي الفرح , و انتزعَت روحي آلافَ النّجماتِ من سماءِ النّبضِ الغارقِ في عينيك .. و طرّزتها على شاليَ الأحمر , ثمّ لففتُها على عنقي كذبتك ! أتذكر شاليَ الأحمر ؟ أهديتّني إيّاهُ في يومِ ميلادي , قلتَ أنّ ميلادي يذّكركَ بأشياءَ كثيرة , و يوقفُ الأزمنة . و يومَ ميلادك ؟ حين أهديتكَ قلماً يلونِ دمي , قلتَ : أنّك لن تكتبَ لسواي بهِ . الأرصفة الّتي قلتَ لي : أنّها تشتاقُ لاحتضانِ خطواتي حبّاتُ المطرِ الّتي أقسمتَ انها وشوشت لكَ بحنينها لملامسةِ وجهي .. شفتاكَ حينَ نبضتا باسمي : ما كفرتُ بهنّ إلا ايماناً بكِ .. صدّقتكَ , و ما زلتُ أصدقّكَ , و ما زلتُ ألفُّ الشّالَ الأحمر , و أوقفُ الأزمنة ! كذبك حلو ! http://www.maestro-sm.com/mayada/sonds/ya%20tayoub/kzbak%20hlou.mp3 ( كلك يمين و حفظ باسم ) |
http://www.aljaml.com/files/16-2_2.jpg يا صديقتي .. زيزفونٌ ذاكَ الّذي وجدتُه معلّقاً على شُبّاكِ حلمي .. صدقت نبوءتكِ يا قريبة , كانَ انساناً برائحة الزيزفون . و امتلأت أوراقُ الخيبةِ بدمعٍ تغصّ بهُ الرّئة كنتُ أنا هناكَ , كحنجرتكِ غارقةً بالحزن , موغلةً بخذلانِ الزيزفون . |
http://www.y1y1.com/data/media/48/Myadahb-Bslees-3.jpg
ذاك الحريقُ الممزوج بصقيعِ البردِ السّاكنِ أطراف لهفتك , كانَ يجتثُّ اصابعي من بين يديك , كلّما نسيتُ ان أسحب يدي من تحتِ شفاهك .. تلكَ الرّغبة المشتعلة فيّ للقائكَ , الممتزجةَ بوعودِ الحبّ و مواثيق الشّوق .. تلكَ الكلمة المتجمّدة في عيني حينَ كنتُ أمارسُ البكاءَ سرّا أمامَ شفاهكَ المطبقةِ على رئتيّ كأسوارِ اللّيالي الحزينة .. كلّ ذلك , يغمرني الآن بالدفء .. و .. تلجك دفّاني |
قطراتُ الحزنِ الماطرِ تناثرت فوقَ وجهي الحبّ و الأسئلة , و الصّور صوتكَ و العصافير و أوراق الشّجر ذاكرتي .. و رفيقٌ قديمٌ بعمرِ الشّمس , يرحلُ و تسبقهُ خُطى المغفرة و تردّدُ أمنياتي نسيانه بذاتِ حلاوةِ لقاءاتنا المسروقة توقيعٌ على شجرة , و مقعدٌ يتيمٌ أقسمَ أن يحتضنَ قبلتنا الأولى أمسٌ تائهٌ لم يتبّقى منهُ سوى وجهُ وطن .. و أصرُّ أن تبقى أنتَ أغنيتي ... فرحيَ الموعود و مشوار الأزمنةِ الشّاردة أن تبقى ... تاريخَ ميلادي ,و طعمَ السّكر في مرارةِ هزائمي و خيباتي أحفظكَ كجنينِ الحُلم في رحمِ الحقائقِ العاقرة كآخرِ قطراتِ الماء يحملها ثغرُ عصفورٍ جريحٍ في الخفاء .. كفرحٍ مؤودٍ , لا زال يغمرُ طريقي بالأمنية .. و .. وحدي بلا رفيق ! |
الساعة الآن 10:15 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.