رسالة طويلة جداً
فِي الفترةِ ما بينَ 29/8/2011 و 7/9/2011 ولا زالَ وسيبقى هو المستقبلُ الوحيدُ لكلِ ما أكتبُ وأقولُ وأحلمُ مدخل : تعلمتُ منَ الأيامِ أنهُ لا بقاءَ لها , ومنَ الحياةِ أنهُ لا لقاءَ بها , , ومنَ الحزنِ أنهُ لا وفاءَ لهُ وإن طالت صحبتهُ , ومنَ الفرحِ أن لحظاتِهِ هي كلُ ما يتبقى لنا إن رحلَ العمرُ وإن قصُرت إليكَ : صاحبَ القلبِ الأبيض , الزمن : ما بين ثانيةٍ وأخرى حياةٌ طويلةٌ جداً , المكان : أضيقُ من خُرم إبرة , مرهقةٌ , وبيني وبين البكاءِ شعرةُ معاوية , مرهقةٌ , ومريضةٌ بحب الناس , وكم طلبت اللهَ أن يأخُذَ من عُمري ما بقي من فرحٍ ويقسِمهُ بين الموجوعين هذا المساء , مرهقةٌ , وبي من التعبِ هذه الليلةِ ما يكفي لتلتفَ حولهُ النجماتُ فترقبهُ ولا تملك أن تنتشلهُ من بين ضلوعي , مرهقةٌ يا رفيقي , وأناشدُك اللهَ والرحم , أن تؤمن على كل كلمةٍ سأكتبها , ولا تُغمض عينيك إلا وقد ارتفع صوتُ قلبِك وحنجرتك أن اللهم حقق , عائدةٌ فلا تنفك عن الدعاء , |
مدخل أخر : أنا .. أنا .. أنا , أستمد من أنفاسك أنفاسي , ف لأجلي : لا ترهقها صعودا .. يا صاحب القلب الأبيض , مرهقة هذا المساء أيضا , والعالم الإسلامي حتى وهو يئن تحت ويلات الحروب والفقر والجوع والتشرد والفرقة , يتأهب لاستقبال يوم عظيم , يقول قريب لي إنه سمع خطيب الجمعة يحدث أن يوم الغد هو يوم الجوائز , وأن الليالي التي أضاء ليلها صلوات اختلط فيها الوقوف بالدعوات والدموع , وأن الأيام التي استجاب فيها عباد الرحمن لندائه فامتنعوا عن المأكل والمشرب طاعة له سبحانه , سيكون الغد هو فرحهم , وموعدا لتوزيع هدايا الكريم سبحانه , وأنا , أبحث في شراييني عن دمعة الفرح وهي تسري خلالها ولا أمسك بها , مرهقة يا رفيق الحياة , والإبتسامة التي وعدتك أني لن أنزعها من ثغري ما حييت , تطلب من الله أن يغفر لها ما أزهقته من دماء سالت على أرض طيبة نقية بيضاء كصباح هذه الليلة , أعتذر , أعتذر , أعتذر , عندما ارتميت في حضن أبي وهو الصدر الذي لم تنشق الأرض عن أجمل منه ولا أرحب ولا أدفى , وبكيت في حضنه , وأنا أسأله : يا والدي : أيمكن لقلب غرسه الله بين ضلوعي رقيقا شفافا أن يجرح النسمات التي تهب عليه فتأخذه معها حيث الغيمات , فتزيده رقة وبياضا , أو قد يحصل يا أبتاه ؟! ويقسم وهو الصادق أبدا , أن السماء قد تسقط على الأرض وتعانقها , ولا يختلط قلبي بوجع أحدهم , تعال الأن يا أبي , أو اطلبني هذه الليلة لأرحل إليك , واكشف لي عن صدرك ولو أنه منذ زمن بعيد جدا أصبح ترابا , لأعتنقه وأخبره , أن نبوءته لم تصدق .. عائدة فلا تنفك عن الدعاء .. |
كل عام وأنت بخير , عيدا سعيدا باسما , وعمرا مديدا , كما عهدتني رفيق الحياة , أخر الواصلين لبابك دوما , أخر المهنئين , أخر المعزين , الأخيرة في كل شيء حين يتعلق الأمر بك , وأعاهدك من جديد : أنني سأكون أخر من يغلق عينيه على صورتك التي رسمها حرفك , وأخر هواء أتنفسه هو الهواء الخارج من صدرك , وأخر ابتسامة ترسمها الأيام على شفتي لن تكون إلا لروحك الطيبة , وأخر كلمة ( أحبك ) سأحكيها قبل أن أصمت للأبد ستكون لك خالصة من دون الناس , مرهقة يا رفيق الحرف , لكنني ضحكت كثيرا في نهار العيد كما لم أشتهي , وأكلت كثيرا كما لم أشتهي , وشاغبت كل من عايدني في ذلك الصباح كما لم أشتهي , وبكيت أيضا وكثيرا جدا كما لم أشتهي , مليئة بالتناقضات , متعاكسة الإتجاهات , تائهة الحكايات , باكية ضاحكة أو ضاحكة باكية , صدقني لم أعد أهتم إلا بما قد يبنيه حرفك من مدن فرح على أرض قلب لا يسكنه سواك , عائدة فلا تنفك عن الدعاء |
مُتكأ : لا مناص , لا مناص : مزيدا من الفرح , مزيدا من الحزن , مزيدا من كل شيء إلا أنت !! يا صاحب القلب الأبيض : بين ركوع وسجود , وأشياء لا تنتمي إلا لك , ومواعيد غائبة , أبتهل إلى الله : اللهم ما كتبته لي من فرح في هذه الحياة فامنحه أياه , اللهم خذ ما بقي من ابتسامة , ولا تحرمه من لذة النظر لوجهك الكريم , اللهم هذه روحي أطرحها بين يديك , اللهم لا تترك فيها عرقا ينبض إلا وقد وهبته له , اللهم أمين , عائدة فلا تنفك عن الدعاء |
صرخة : تعال , تعال , علمني كيف تُكتب ال ( أه ) وارحل بعدها رفيق الحياة !! اليوم افترشتُ أرضاً أخبرتني أنها تشتاقك أيضاً , , كنتُ أحتاجُ كثيرا أن أكتب إليك , فقد أفتقدتك كثيراً , أحدهم يسألني : أنتِ تشبهينه تماماً , وكأنكما خُلقتما من رحمٍ واحد , يا صاحب القلب الأبيض : إن حدث وسُئلت ذات السؤال , بمَ ستجيب ؟!! أقسمُ بمن خلقني وخلقك : أني أجبته ( أه ) , وتركتُ فسحة لعيني ليكتبا ( أهاً ) أخرى , وأقسمتُ له : أن رحماً أنجبهُ حقيقٌ أن يكون الأمنية الأعظم والحلم الأجمل , أشتاقك , ولا أطلبُ من هذا المساء إلا كأساً مملؤاً برائحتك , مخلوطاً بشيءٍ من أنفاسك عائدة فلا تنفك عن الدعاء |
رغبة : !!يا أنت , ليتني خُلِقتُ نافذةً تُطلُ عليك دونَ أن تشتِمني عيونُ المارة , وحينَ يأتي المساء ألتحِفُك وأنام مجنونةٌ أعلم , وإن منعك خجلٌ يلازِمُك كظلِك من أن تقولَها لي أو حتى تكتُبها , لكنها رغبةٌ تسكُنني منذُ زمنٍ تعاهدنا أنا وأنت ألا نحسِبهُ بمقاييس الأرض , وإلا هلكنا , أينَ ستضعُني يا صاحبَ القلب الأبيض لو طلع صباحُ الغد , وقد تحولتُ إلى نافذةٍ خشبيةٍ يهديك أياها نجارٌ يهوى صنعتهُ كثيراً ؟!! أفوق رأسك تماماً ؟ أو مباشرةً أمام عينيك ؟ ماذا لو كُنتَ تُحِبُ أن أكونَ عن يمينك حيثُ اعتدتَ أن تنامَ على جنبِك الأيمن ؟ أو أكونَ عن شمالِك تحسباً لحلمٍ مزعجٍ يجعلك تغيرُ هيئةَ منامِك مكرهاً ؟ أتريدُ مني أن أسمحَ لأشعةِ الشمسِ أنَ تدخلَ من خلالي صباحاً حتى إذا أخذت حرارتُها في الإرتفاعِ تدريجياً أدرتُ لها ظهري ليستقبِلها فتحافظَ غرفتُكَ على توازنِ مناخِها ؟ أتعشقُ صوتَ المطرِ والريحِ خلفِي أم تريدُ أن أفسحَ لعينيك الطريقَ لتشاركَ أذُنيكَ المتعة ؟ وماذا عن النجومِ والقمرِ وهُما يختلسان النظرَ لبياضِ حرفِك , هل تمانعُ لو حرمتُهما لذةَ سرقةِ الجمالِ من منبعِهِ ؟ مرهقةُ يا سيدي , وسواءً وضعتني عن يمينك أو شمالِك أو فوقَ رأسِك أو أمامَ عينيك أو اكتفيتَ بي هديةً تنفِضُ عنها الغبارَ بين حينٍ وأخر , يكفيني من الحياة أن أكونَ شيئاً من ممتلكاتِك وإن لم أكُن أحبها إليك , مجنونة ٌ , قُلها ولا تعتذر , ألم تكتب يوماً : جُن عقلُهُ ..أليسَ من الأجملِ لو كانت : جُن قلبُه ؟!! عائدة فلا تنفك عن الدعاء |
رجاء : لا تُفلِت خِنجرك إلا وقد أطمأنت نفسُك ونفسي أن الروحَ فارقت جسدي بلا عودة .. أشتهي الأن أن أُحدِثك عن نفسي قليلاً فليتسع صدرُك لحديثي رفيق الحياة , قد يكونُ الأخيرَ رُبما , البارحة حدثتُك أني تمنيتُ أمنيةً مجنونةً , ولو علت الأتربةُ روحي الكريهة , لكنها قريبةٌ منك , كانت أمي تقول لي دوماً أنها تبكي حين كان الموتُ يقتربُ مني وينهشُ جسدي الغض دونَ أن يصغي لنداءاتها بأنني لازلتُ صغيرةً , وحينَ دمعتَ عيناها الكريمتان رقَ قلبُهُ ورحلَ على وعدٍ أنهُ لن يُمهلني طويلاً , لحظتَها أدركتُ أني سأكونُ مختلفةً , وأن أياماً لا أعلمُ عددها ستُرافِقُني ما شاءَ اللهُ لها ثم عند نبضةٍ ما لن يشرقَ علي صباحُها , هذه أنا سيدي , مخلوقةٌ من الموت , لكن الكلَ يرحلُ وأبقى أنا , هل سمعتَ ببؤسٍ أكثرَ من هذا ؟!! مخلوقةٌ من الموت , ومعدتي التي تتمزقُ منذُ فجرِ هذا اليوم , رغم أنني أتبعتُ نصائحَ أمي التي حفظتٌها ليوم كهذا ( إن أوجعك راسك اكرميه , وإن أوجعك بطنك احرميه ) كم أنتي طيبةٌ أماه , كم أحبكِ , كم أتمنى أن أحتضِنك بعد أن لفِظتني أرحبُ بقاعِ الدنيا , هههههههـ يا أمي , أتاذنين لي بلقمةٍ ولو صغيرةً أستعينُ بها على وجعِ روحي , مدللتُكِ الصغيرة يزورها الموتُ كما وعدها , فارفُقي بدمعِك أماه , مرهقةٌ يا رفيقي : وموجوعةٌ هذا المساء ، لا تنفك عن الدعاء وإن لم أعود |
قد تكوني عنونتِها برسالةٍ يا روح و لكنّي أراها روحاً تحلّق في الفضاء تقصُّ للأثيرِ حبّها فيحملهُ إلى أرواح العابرين دون استثناء .. كنتِ هنا قريبة و رقيقة دمتِ بخيرٍ و فرح. |
الساعة الآن 09:17 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.