منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   رسالة طويلة جداً (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=28264)

روح تائهة 09-09-2011 12:44 AM

رسالة طويلة جداً
 
فِي الفترةِ ما بينَ 29/8/2011 و 7/9/2011 ولا زالَ وسيبقى هو المستقبلُ الوحيدُ لكلِ ما أكتبُ وأقولُ وأحلمُ




مدخل :

تعلمتُ منَ الأيامِ أنهُ لا بقاءَ لها , ومنَ الحياةِ أنهُ لا لقاءَ بها ,
ومنَ الحزنِ أنهُ لا وفاءَ لهُ وإن طالت صحبتهُ ,
ومنَ الفرحِ أن لحظاتِهِ هي كلُ ما يتبقى لنا إن رحلَ العمرُ وإن قصُرت
,




إليكَ : صاحبَ القلبِ الأبيض ,
الزمن : ما بين ثانيةٍ وأخرى حياةٌ طويلةٌ جداً ,
المكان : أضيقُ من خُرم إبرة ,

مرهقةٌ , وبيني وبين البكاءِ شعرةُ معاوية ,
مرهقةٌ , ومريضةٌ بحب الناس , وكم طلبت اللهَ أن يأخُذَ من عُمري ما بقي من فرحٍ ويقسِمهُ بين الموجوعين هذا المساء ,
مرهقةٌ , وبي من التعبِ هذه الليلةِ ما يكفي لتلتفَ حولهُ النجماتُ فترقبهُ ولا تملك أن تنتشلهُ من بين ضلوعي ,
مرهقةٌ يا رفيقي ,
وأناشدُك اللهَ والرحم , أن تؤمن على كل كلمةٍ سأكتبها , ولا تُغمض عينيك إلا وقد ارتفع صوتُ قلبِك وحنجرتك أن اللهم حقق ,



عائدةٌ فلا تنفك عن الدعاء ,

روح تائهة 09-09-2011 12:48 AM

مدخل أخر :
أنا .. أنا .. أنا , أستمد من أنفاسك أنفاسي , ف لأجلي : لا ترهقها صعودا ..



يا صاحب القلب الأبيض ,
مرهقة هذا المساء أيضا ,
والعالم الإسلامي حتى وهو يئن تحت ويلات الحروب والفقر والجوع والتشرد والفرقة ,
يتأهب لاستقبال يوم عظيم , يقول قريب لي إنه سمع خطيب الجمعة يحدث أن يوم الغد هو يوم الجوائز ,
وأن الليالي التي أضاء ليلها صلوات اختلط فيها الوقوف بالدعوات والدموع , وأن الأيام التي استجاب فيها عباد الرحمن لندائه فامتنعوا عن المأكل والمشرب طاعة له سبحانه ,
سيكون الغد هو فرحهم , وموعدا لتوزيع هدايا الكريم سبحانه ,
وأنا , أبحث في شراييني عن دمعة الفرح وهي تسري خلالها ولا أمسك بها ,
مرهقة يا رفيق الحياة ,
والإبتسامة التي وعدتك أني لن أنزعها من ثغري ما حييت , تطلب من الله أن يغفر لها ما أزهقته من دماء سالت على أرض طيبة نقية بيضاء كصباح هذه الليلة ,
أعتذر , أعتذر , أعتذر ,
عندما ارتميت في حضن أبي وهو الصدر الذي لم تنشق الأرض عن أجمل منه ولا أرحب ولا أدفى , وبكيت في حضنه , وأنا أسأله : يا والدي : أيمكن لقلب غرسه الله بين ضلوعي رقيقا شفافا أن يجرح النسمات التي تهب عليه فتأخذه معها حيث الغيمات , فتزيده رقة وبياضا , أو قد يحصل يا أبتاه ؟!
ويقسم وهو الصادق أبدا , أن السماء قد تسقط على الأرض وتعانقها , ولا يختلط قلبي بوجع أحدهم ,
تعال الأن يا أبي , أو اطلبني هذه الليلة لأرحل إليك , واكشف لي عن صدرك ولو أنه منذ زمن بعيد جدا أصبح ترابا , لأعتنقه وأخبره , أن نبوءته لم تصدق ..





عائدة فلا تنفك عن الدعاء ..

روح تائهة 09-09-2011 12:50 AM

كل عام وأنت بخير ,
عيدا سعيدا باسما , وعمرا مديدا ,
كما عهدتني رفيق الحياة , أخر الواصلين لبابك دوما , أخر المهنئين , أخر المعزين , الأخيرة في كل شيء حين يتعلق الأمر بك ,
وأعاهدك من جديد : أنني سأكون أخر من يغلق عينيه على صورتك التي رسمها حرفك ,
وأخر هواء أتنفسه هو الهواء الخارج من صدرك ,
وأخر ابتسامة ترسمها الأيام على شفتي لن تكون إلا لروحك الطيبة ,
وأخر كلمة ( أحبك ) سأحكيها قبل أن أصمت للأبد ستكون لك خالصة من دون الناس ,
مرهقة يا رفيق الحرف ,
لكنني ضحكت كثيرا في نهار العيد كما لم أشتهي ,
وأكلت كثيرا كما لم أشتهي ,
وشاغبت كل من عايدني في ذلك الصباح كما لم أشتهي ,
وبكيت أيضا وكثيرا جدا كما لم أشتهي ,
مليئة بالتناقضات , متعاكسة الإتجاهات , تائهة الحكايات ,
باكية ضاحكة أو ضاحكة باكية ,
صدقني لم أعد أهتم إلا بما قد يبنيه حرفك من مدن فرح على أرض قلب لا يسكنه سواك ,



عائدة فلا تنفك عن الدعاء

روح تائهة 09-09-2011 12:52 AM

مُتكأ :
لا مناص , لا مناص : مزيدا من الفرح , مزيدا من الحزن , مزيدا من كل شيء إلا أنت !!



يا صاحب القلب الأبيض :
بين ركوع وسجود , وأشياء لا تنتمي إلا لك , ومواعيد غائبة , أبتهل إلى الله :
اللهم ما كتبته لي من فرح في هذه الحياة فامنحه أياه ,
اللهم خذ ما بقي من ابتسامة , ولا تحرمه من لذة النظر لوجهك الكريم ,
اللهم هذه روحي أطرحها بين يديك , اللهم لا تترك فيها عرقا ينبض إلا وقد وهبته له , اللهم أمين ,





عائدة فلا تنفك عن الدعاء

روح تائهة 09-09-2011 12:54 AM

صرخة :

تعال , تعال , علمني كيف تُكتب ال ( أه ) وارحل بعدها رفيق الحياة !!


اليوم افترشتُ أرضاً أخبرتني أنها تشتاقك أيضاً ,
كنتُ أحتاجُ كثيرا أن أكتب إليك , فقد أفتقدتك كثيراً ,
أحدهم يسألني : أنتِ تشبهينه تماماً , وكأنكما خُلقتما من رحمٍ واحد ,
يا صاحب القلب الأبيض : إن حدث وسُئلت ذات السؤال , بمَ ستجيب ؟!!
أقسمُ بمن خلقني وخلقك : أني أجبته ( أه ) , وتركتُ فسحة لعيني ليكتبا ( أهاً ) أخرى , وأقسمتُ له : أن رحماً أنجبهُ حقيقٌ أن يكون الأمنية الأعظم والحلم الأجمل ,
أشتاقك ,
ولا أطلبُ من هذا المساء إلا كأساً مملؤاً برائحتك , مخلوطاً بشيءٍ من أنفاسك
,







عائدة فلا تنفك عن الدعاء

روح تائهة 09-09-2011 12:56 AM

رغبة :
يا أنت , ليتني خُلِقتُ نافذةً تُطلُ عليك دونَ أن تشتِمني عيونُ المارة , وحينَ يأتي المساء ألتحِفُك وأنام
!!


مجنونةٌ أعلم , وإن منعك خجلٌ يلازِمُك كظلِك من أن تقولَها لي أو حتى تكتُبها ,
لكنها رغبةٌ تسكُنني منذُ زمنٍ تعاهدنا أنا وأنت ألا نحسِبهُ بمقاييس الأرض , وإلا هلكنا ,
أينَ ستضعُني يا صاحبَ القلب الأبيض لو طلع صباحُ الغد , وقد تحولتُ إلى نافذةٍ خشبيةٍ يهديك أياها نجارٌ يهوى صنعتهُ كثيراً ؟!!
أفوق رأسك تماماً ؟ أو مباشرةً أمام عينيك ؟
ماذا لو كُنتَ تُحِبُ أن أكونَ عن يمينك حيثُ اعتدتَ أن تنامَ على جنبِك الأيمن ؟
أو أكونَ عن شمالِك تحسباً لحلمٍ مزعجٍ يجعلك تغيرُ هيئةَ منامِك مكرهاً ؟
أتريدُ مني أن أسمحَ لأشعةِ الشمسِ أنَ تدخلَ من خلالي صباحاً حتى إذا أخذت حرارتُها في الإرتفاعِ تدريجياً أدرتُ لها ظهري ليستقبِلها فتحافظَ غرفتُكَ على توازنِ مناخِها ؟
أتعشقُ صوتَ المطرِ والريحِ خلفِي أم تريدُ أن أفسحَ لعينيك الطريقَ لتشاركَ أذُنيكَ المتعة ؟
وماذا عن النجومِ والقمرِ وهُما يختلسان النظرَ لبياضِ حرفِك , هل تمانعُ لو حرمتُهما لذةَ سرقةِ الجمالِ من منبعِهِ ؟
مرهقةُ يا سيدي ,
وسواءً وضعتني عن يمينك أو شمالِك أو فوقَ رأسِك أو أمامَ عينيك أو اكتفيتَ بي هديةً تنفِضُ عنها الغبارَ بين حينٍ وأخر ,
يكفيني من الحياة أن أكونَ شيئاً من ممتلكاتِك وإن لم أكُن أحبها إليك ,
مجنونة ٌ , قُلها ولا تعتذر , ألم تكتب يوماً :
جُن عقلُهُ ..أليسَ من الأجملِ لو كانت : جُن قلبُه ؟!!




عائدة فلا تنفك عن الدعاء

روح تائهة 09-09-2011 12:58 AM

رجاء :
لا تُفلِت خِنجرك إلا وقد أطمأنت نفسُك ونفسي أن الروحَ فارقت جسدي بلا عودة ..



أشتهي الأن أن أُحدِثك عن نفسي قليلاً فليتسع صدرُك لحديثي رفيق الحياة , قد يكونُ الأخيرَ رُبما ,
البارحة حدثتُك أني تمنيتُ أمنيةً مجنونةً , ولو علت الأتربةُ روحي الكريهة , لكنها قريبةٌ منك ,
كانت أمي تقول لي دوماً أنها تبكي حين كان الموتُ يقتربُ مني وينهشُ جسدي الغض دونَ أن يصغي لنداءاتها بأنني لازلتُ صغيرةً ,
وحينَ دمعتَ عيناها الكريمتان رقَ قلبُهُ ورحلَ على وعدٍ أنهُ لن يُمهلني طويلاً , لحظتَها أدركتُ أني سأكونُ مختلفةً , وأن أياماً لا أعلمُ عددها ستُرافِقُني ما شاءَ اللهُ لها ثم عند نبضةٍ ما لن يشرقَ علي صباحُها ,
هذه أنا سيدي , مخلوقةٌ من الموت , لكن الكلَ يرحلُ وأبقى أنا , هل سمعتَ ببؤسٍ أكثرَ من هذا ؟!!
مخلوقةٌ من الموت , ومعدتي التي تتمزقُ منذُ فجرِ هذا اليوم , رغم أنني أتبعتُ نصائحَ أمي التي حفظتٌها ليوم كهذا ( إن أوجعك راسك اكرميه , وإن أوجعك بطنك احرميه )
كم أنتي طيبةٌ أماه , كم أحبكِ , كم أتمنى أن أحتضِنك بعد أن لفِظتني أرحبُ بقاعِ الدنيا , هههههههـ يا أمي , أتاذنين لي بلقمةٍ ولو صغيرةً أستعينُ بها على وجعِ روحي , مدللتُكِ الصغيرة يزورها الموتُ كما وعدها , فارفُقي بدمعِك أماه ,
مرهقةٌ يا رفيقي :
وموجوعةٌ هذا المساء ،




لا تنفك عن الدعاء وإن لم أعود

د. منال عبدالرحمن 09-09-2011 08:25 AM

قد تكوني عنونتِها برسالةٍ يا روح و لكنّي أراها روحاً تحلّق في الفضاء
تقصُّ للأثيرِ حبّها فيحملهُ إلى أرواح العابرين دون استثناء ..

كنتِ هنا قريبة و رقيقة
دمتِ بخيرٍ و فرح.


الساعة الآن 09:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.