*

..
ليست نزهة, رحلة البحث عن وظيفة,
تنتخب ثياباً لم تشرشرها الحاجة ولم يقدر عليها جوع
ترافقك لرفضٍ منتظر،
تحمل معك الأوراق إلى مثواها الأخير
و ثمة قصاصة في جيبك تعلن عن قصيدة محتملة


لا تهتم،
رائحة هذه المكاتب تشي بقبولك
انتظر هنا, مع من هاجروا إلى ما هاجرتَ إليه


نصف ساعة وهذا " الدب " بجانبي في اتصال مع..ـها
لو كنت مكانها لأغلقتُ الخط منذ الدقيقة الأولى
لا أسلوبه يشفع, ولا رائحة عرقه تبشّر بخير
قد يكون لها فيه مآرب أخرى!

ولكن لماذا يحمل ورقة عليها ختم عثماني؟
أيّ فَرَمان نادر و سرّي هذا!!؟
أم أنه مجرد توقيع، مبالغ فيه، لرجل مهم؟ - لا يهم
ففي وطني حتّى الكروش تورَّث


لا تهتم،
خرج " الدب " ولا تبدو عليه السعادة,
ليس سعيداً من يفضّ النزاع بين مؤخرته و ثوبه


ستفضحك شفتاك, لا تضحك
كأن مكاتب التوظيف واحده وكأنّه المسئول نفسه, لا تضحك
القهوة، أعقاب السجائر، الجبال الورقية، الأجنبي
ولكن ماذا سيختار من المفردات السعودية هذه المرّة؟
شيء من التحية!؟ ربما! أرجو أن لا يختار شيئاً من التوديع
فنحن أقوام لا تجيد الوداع و نتفنن في عبارات الطرد


لا تقبل بالرحيل دون أن تفهم
تذكّر كم كان يؤرّقك الانتظار عند الهاتف,
أسأل، لا تقبل بهذه المراوغة...
أسأل مرة أخرى
تباً لإلحاحي, لم أكن أنتظر هذه الصراحة

- (بدناشْ انوظفَكْ يا زَلَمِه)

- (بدناشْ انوظفَكْ يا زَلَمِه)