قطرات اليراع
في صباح اليوم ، كانت قد توقفت الغيوم عن رشق قطراتها ، خرجت مسرعًا إلى حديقة المنزل حافي القدمين .لا زالت رائحة المطر تعبق في أرجاء المكان ، وبدا لي أن السماء توشك أن ترسل دفعة آخرى من القطرات . ظللت واقفًا في مكاني في منتصف الحديقة كما لو أنني فزَّاعة في مزرعة . انتابني الحبور ، أحسست بأنني خلقت من جديد وأتنفس الآن مع الطبيعة . سألت نفسي حينها ، ألا يكفي أن يجد الإنسان السعادة المنشودة في الطبيعة ؟ ألا يكفي أن يحب الطبيعة وحدها ويتوقف عن حب الآخرين ؟ الطبيعة صامتة ، تزرع الجمال في عينيك ، تعطيك بلا مقابل . ولعمري هذا يكفيني . |
استيقظ في الصباح فشم رائحة غريبة . رنا إلى الأشياء من حوله فأدرك أنها مرتبة ونظيفة . التفت إلى النافذة فوجدها مغلقة . شم جسده فلم يعثر على شيء . استغرب من الأمر ، فقال في ذات نفسه " إذا كان كل شيء على ما يرام فلماذا ما زلت أشمها بقوة ! ". حاول أن ينهض من سريره ولكنه شعر بفتور وكسل شديد ، فعاد إلى فراشه وأكمل نومه ولم يستيقظ بعدها . |
مزاجك يتغير فجأة وفي لحظات من حالة فرح إلى أسى إلى صمت وسكون . تراقب إيمانك وهو ينفد تدريجًا ، وترى أن يومك يطول فيه الكآبة والملل . ماذا تنوي أن تفعل ؟ هل ستذهب إلى طبيب نفسي ؟ وعندما تذهب إليه ، ربما يشخص حالتك بأنك مصاب باكتئاب مزمن وعلاجك أدوية وجلسات كهرباء ( بلا فائدة ) . هل تراودك فكرة الإنتحار ؟ إذا كان نعم ، فهل قررت أي من أنواع الإنتحار ؟ إذا قررت رصاصة مسدس تخترق رأسك الهش في أقل جزء من الثانية ، أنصحك بأن تبتعد عن هذا النوع لأنه غير ممتع .لا بد أن تنهي معاناتك بمعاناة آخرى ، جرب القفزة الفليكسية ؟ قفزة من فوق قمة جبل لست ثواني وأنت تتدحرج في الهواء قبل الموت مغامرة رائعة وممتعة ، أو جرب أن تغرق نفسك في البحر لثمان إلى عشر دقائق حتى يتراكم ثاني أكسيد الكربون ثم تفارق الحياة ( تأكد أن البحر خالي من المتطفلين حتى لا تفشل خطتك ) ، أو جرب أن تشنق نفسك بحبل غير مهترئ ، لكي تصارع الموت حتى يصرعك . وإذا لم تخطر ببالك فكرة الإنتحار ، هل كنت تفكر بعلاج نفسك بالروحانيات ؟ ربما تكون مؤمنًا بالقرين الشيطاني وتظن أنه من يكدر صفو حياتك ويريد أن يراك حزينًا ومكتئبًا طوال الوقت لهذا تريد أن تدنو من إلهك وتمارس طقوسك الدينية للتغلب عليه ، حل جميل ، ولكن يؤسفني اخبارك أن قرينك لا يستطيع أن يؤذيك إلا بالوسوسة ، وعندما تمارس شعائرك الدينية سيرتفع معدل وسوستك بشكل كبير ، والأبحاث النفسية الحديثة تخبرنا ، كلما زاد الإنسان تدينًا ، زادت احتمالية إصابته بالوسواس القهري . هل أوقعتك في حيرة ؟ لا عليك الحل بسيط جدًا ولكنه يحتاج إلى عزيمة وإرادة ، مارس شعائرك الدينية بشكل معتدل . اخرج من المنزل ولا تبقى حبيس لأربع جدران . لا تجلس على الإنترنت لأكثر من ساعة . خالط البشر في الحدائق العامة حتى لا تشعر بالوحدة . مارس الرياضة وانصحك بالمشي السريع لنصف ساعة . أبدأ بقراءة كتب قليلة الصفحات حتى لا تصاب بالملل ، اكتب يومياً عن الإيجابيات التي تحدث معك . قم بأعمال تطوعية . هذا ما لدي الآن . وداعًا . |
ستمر بمراحل كثيرة في حياتك ، ومن أصعب المراحل نبذ المجتمع والناس والمؤسسات . |
تدّعي البراءة وتتصنع الطيبة لتكسب قلوب الناس ، وفي جوفها خبث الأنام جميعًا . ومن هشاشة شخصيتها ، تجبر الآخرين بطريقة غير مباشرة على حبها والتعلق بها . عندما زالت الغشاوة عن عيني صاحبي ، قال لي : " لا أكرهها ولن أفعل ذلك أبدًا ولكنني بكل تأكيد لم أعد أحبها ولقد سقطت من قلبي وعيني إلى الأبد " . |
لا أدري لماذا هجرتهم هجرًا قبيحا ! معظم أصدقائي وأحبابي تركت لهم ندبة في القلب وخيبة لا تنسى وتلاشيت في الزحام . |
هذا المساء مشحون بكِ كل ذكرياتنا العذبة تحوم حولي الآن .. |
اشتاق إلى تلك الأحاديث البسيطة الرقيقة التي دارت بيننا والله اشتاق وأكثر إلى صوتك الناعم اللطيف ووجهك المضيء ... |
الساعة الآن 11:12 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.