منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   كلمات ضائعة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=32168)

عبدالرحيم فرغلي 05-06-2013 01:15 AM

كلمات ضائعة
 
يبدو أن رقم شريحته الجديد يعود لرجلٍ دأب على استقبال رسائل يومية من امرأةٍ ما :ـ


ـــ صباحٌ كأنت .. كحب يتحسس حرير الأرض لينقشها بالورد والزهر ..
كشمس تفرد خصلاتها على جبين الكون ليغني بصخب .
ـــ صباح القصيدة .. بعدما رضعت من رحيق الفجر .. وغذّتها لثغة الضوء ..
وجاءت تسألك لذيذ الشهد .
ـــ للناس مساءهم وسماءهم .. أما أنا .. فكلما أشرتُ إليكَ بزغ قمرٌ في إصبعي ..
وحين أذكرك .. أرى مساء تجمل وتزين وجاء لي وحدي .
ــ اليوم .. أضفتُ صورتك لصور ألبومي القديم .. بالفوتوشوب ..
أجزم أنك كنت فيها دون أن أدري .
ــ أخواتي يزمعن الخروج .. بعد مسلسل الثامنة .. أعتذرت ..
فأنت علمتني حب ذاكرتي والجلوس معها .
ـــ الآن .. خسر الليل زهرة عرشه .. ويترقب خسارة ثمره .. خضوع عظيم ..
يتوج بفجرٍ رائع . هكذا حبي .
ـــ المرآة تعلمت الصدق معي .. وشعري بات لامعاً مع كل شامبو .. ويثرثر
كثيراً مع النسمات الهادئة .
ـــ أعاودك الصداع اللعين ؟ .. فحجب رسائلك عني .. لو كنت بجانبك لرأيتني طبية
بارعة .. لا أدري كيف .. لكنًّ بعض الحب سحر .
ـــ لعلها القراءة سافرت بك عني .. ستجدني بين نساء الرواية ..
فأنا .. كما قلت عني .. قبيلة نساء .
ــــ مسكينة هي ستارة النافذة .. يلعب بها الهواء ..
تأتي وتذهب .. كما قلقي عليك .
ـــ القلق ذباب خبيث .. كلما هممت بإصطياده .. طار ليزعجك
في مكان آخر .
ــــ حبة الطماطم مقسومة على الطاولة .. هي قلبي ..
محشوة ببذور توتري واضطرابي .
ـــ السؤال طفلٌ مزعج .. يقفز على كتفي .. أتعثر به في المطبخ ..
في قناة هادئة .. هلاّ أدبته بالجواب .
ـــــ عدتُ عشرين عاماً للوراء .. أستطيع الآن أن أصنع لعبة من
أوراق متناثرة .. أتسلى بها عن حنيني وشوقي .
ـــــ ضوء الصباح لا يستذنني وهو يسرق سكينة أرواجي .. ويتسلى
بتفاصيل عطوري .. ويدركه شوقي إليك ليبعثر سرير قلبي .
ــــ واحد .. اثنان ، ألف .. باء ، بذرة .. شجرة ، بحر .. شاطئ ..
يبدو أن الكون كله منتظم .. إلا قلبي .. كلما كبر في الحب أوغل في الفوضى .
ـــ حين وصولي لعملي .. أنزع عباءتي وذكرياتي .. اليوم نبهتني سعاد ..
أني ما زلت أرتدي عباءتي في مكتبي .
ــــ إن كان هجراً .. فأي ذنبٍ اقترفته .. وإن كان رحيلاً .. فالشمس رغم سطوتها ..
تودعنا بحنان عند غروبها .
ـــ بالأمس كنتُ أشير إليك بسبابتي وأقول أنت .. اليوم أشير بكل أصابعي ..
لأقول كفى .
ـــ ليتني أنسى .. لكن علمتني الحياة .. أن النسيان هو من يقرر متى يأتي .
ــ هديتك لي في ذكرى تعارفنا .. أحسبها دموع زهرة رائعة .. محبوسة في قنينة .
ــ هي رسالتي الأخيرة .. فيها انكسار .. ورجاء .. ووداع .

هنا أرسل إليها كاتباً :ـ
أيتها السيدة .. أنتِ تبعثي رسائلك على الرقم الخطأ .

عبدالإله المالك 05-06-2013 04:57 PM

ما أقساها من حالة
مطاردة الأنثى لرجل وهو يهرب منها ..
وكأن فسحة الكون ضاقت
وكأن الرجل انثدروا ..

وما هذا الحظ الذي أسقط في يد هذا الرجل شريحة مشبوهة
وما حالته إن قبضت عليه زوجته متلبسًا ذنبًا لم يرتكبه

مبدع أنت ياعبدالرحيم كعادتك وعهدنا بك

تقبل الود والتحية

نادرة عبدالحي 05-06-2013 05:57 PM

أحببتها حقا وأقولها صراحة أحببتُ تفاصيلها
هذه المقطوعات الأدبية والمساجات الصباحية المسائية .
خفيفة الظل والروح وتدخل إلى القلب مباشرة .
وفيها من الأقوال والحكم ما يغذي الفكر الخامل گ فكري
اقتباس:

ـــ القلق ذباب خبيث .. كلما هممت بإصطياده .. طار ليزعجك
اقتباس:

السؤال طفلٌ مزعج
دوختني هذه الجملة كأنني أقرأ وألتهم رواية كاملة
اقتباس:

ـــ لعلها القراءة سافرت بك عني .. ستجدني بين نساء الرواية ..
فأنا .. كما قلت عني .. قبيلة نساء .
وقبل أن أدخل الصفحة قرأتُ العنوان كلمات ضائعة
هيئتُ نفسي ينتظرك عشاء دسم يا نادرة مممم
لو كنت مكانهُ لأستمتعتُ كل صباحا ومساءا بهذه القطع الأدبية
سلمت يداكَ أستاذي

درر الشام 05-06-2013 06:13 PM

واضح أنه عندما عزفت أنغام الوداع ..
استحال لطفل يتعلق بأطراف ثوب حرف
خشية أن يفقده

فبدا كمن يطمئنه بأن في الجوار .... رجل آخر
يستحق كل هذا الحب ...


رااااائع أنت .. سيدي

تحيتي
درر

حسن قرى 05-06-2013 09:49 PM

جميل هذا الدفق من مبدع لا يشق له غبار ، دمت متألقا سيدي عبدالرحيم.

بدرية البدري 05-07-2013 09:29 AM

أستاذ عبدالرحيم فرغلي

من أي إناءٍ تغرف إبداعك ؟!

وأي روحٍ هذه التي تسكنك ؟!

رباه !
أعتقد أنني لو بقيتُ أقرأُ لك عمراً ما اكتفيت

لتحرسك عين المولى فتزهر روحك ـ آمين ـ

علي آل علي 05-07-2013 08:45 PM

القدير / عبدالرحيم فرغلي
هذه ملكة أديب بلا شك، فحينما نقرأُ لك نجد الفارق بين من هم مبتدئين ومن هم متقدمين في هذا المجال، وأنت يا أستاذي الكريم بلغت ذروة الهرم.
حقاً كانت القراءة هنا ماتعة بحق...
تقديري ومحبتي لك
آل علي

عثمان الحاج 05-08-2013 09:39 AM

ولولا أن تلك العلاقات النبيلة تدخل من الباب الكبير..
لما ضرّه أن يعيد بارقة الأمل لقلب يعزف الوفاء كضوء الصباح..
إلا أن الغائب الحاضر ربما سيكتفي بقرار النسيان
وإن لم تبلغه رسالتها الأخيرة..
أ:عبدالرحيم:
مثل هذه الكلمات لا تضيع
فقد يسوّدها بياض قلب نفث فيها الصعداء
ووضع القلم..
تقديري


الساعة الآن 12:37 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.