منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   التصنع - مُسابقة المقال (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36909)

نادرة عبدالحي 06-19-2016 06:09 PM

التصنع - مُسابقة المقال
 
إلى أين سيمضي بنا التصنع ؟

صادفت مقولة تقول : ليس كل أبيض طحينا . وأخرى تقول : من لا يعرف التصنع لا يعرف العيش .

آمنت بالمقولة الأولى وأنكرتُ الثانية .

آفة العصر . آفة إنتشرت كالنار في الهشيم وسيطرت بسطوتها وأضرت بالأفراد والمجتمعات . مرضاً إجتماعيا منتشراً بين الكثير من المجتمعات وهو لا يقتصر على فئة مُعينة .

عملة ذات وجهين يقارن نفسه بالاخرين ولا يتبع سلوكه الخاص به أو الفطرة التي خلقت معهُ هو إنسان يعيش في صراع نفسي .

يعيش هذا السلوك يوميا في عمله بين أصدقائه أو عائلته وفي نهاية اليوم يتخلص من هذا القناع بينه وبين نفسه ويبدأ جدلا ذاتيا هل نجحَ اليوم أم أخفق ؟ حتى بات لا يُصدق نفسه انه غير متصنع

حتى لن يقدر أن يُكون علاقات طويلة وعميقة لأنه يخاف إنه ينكشف تصنعه .يلجأ للتصنع نتيجة لأسباب عديدة غالبيتها نفسية ضعف في ثقته لذاته وخوفه من مواجهة الواقع الذي يعيش فيه وقلة ثقة المحيطين به،

ويكون نتيجة عدم إدراك الإنسان لقدراته وتميزه،او نتيجة فشله من جعل فينشأ الفرد دون معرفة ما يميزه عن غيره ويرى ميزات الآخرين فيدفعه ذلك إلى تقليدهم .

في إتباعنا لسلوكيات المصانعة والرياء وأصبحنا كمسرح دمى فقط نتصرف هذا التصرف أمام الأخرين لنظهر طريقتة عيشنا الزائفة وبثها من خلال صور لبرامج تستولي على حياتنا الخاصة

لِنظهر السعادة المصطنعة والحب المصنع. الذي تنتاول منه كبسولات مخدرة لنقف امام المجتمع بهذا المايسمى عاطفة وسعادة وثقافة زائفة .......

وتزداد حجم الخلافات وتتمدد والمصيبة الكبرى أن الأبناء نشأوا واعتادوا على هذا التصنع وفي قرارة أنفسهم يظنون ان الوضع الذي يعيشونه ما هو إلا مستوى حقيقي .

وعندها يُجبر الأبناء الأهل توفير كل ما يلزم من أدوات التبرج .لإكمال حياتهم كما نشأو .وتبدأ الطامة الكبرى في توريط الأهل المتصنعين في ديون مالية وخلافات عائلية لا حسر لها .

سألقي اللوم كاملا على المتصنع وليس المجتمع المتصنع لأن الفرد هو الجذر الذي أنمى هذه الأفة السيئة ، لا أحد يجبرني ان ألبس هذا القناع حتى لو كان أكثر من نصف المجتمع يتخذونه سلوك.

التصنع يفقدنا القيم الإنسانية والطبائع التي خُلقت معنا الفطرة الجميلة . ويدخلنا في دوامات يُصعب الخروج منها وتمتد لتؤذي معتقداتنا أفكار تنويرية نؤذي جيلا يكفيه أمراض عصرية مجنونة .

أيأتي علينا زمن لا نستطيع ان نضحك ونأكل بطريقة عفوية حتى مع أقرب البشر إلى قلوبنا ........؟



سيرين 06-19-2016 10:04 PM

نعم كاتبتنا المبدعة " نادرة "
فالتصنع آفة تنخر في كيان الشخصية الضعيفة المهزوزة المفتقدة الثقة بنفسها
نتيجة لإحساسه بالنقص وعدم تمتعة بالقناعة مما ؤدي الي محاولة كسب مالايستحق بالتصنع
وهو نوع من انواع الكذب ويجد أن مكسبه الوحيد هو " فقد ذاته "
لذا وجب عليه تعزيز الثقة بنفسه وتدعيمها بالايمان والتطوير
فقصور الذات
تحتاج الي دعم معنوي ومادي تمنحه لنفسك لا تنتظره من الاخرين
دمتِ مبدعتنا " النادرة " ضوء يُستدل به
امتنان مرصع بالزبرجد لأول غيث مورق بالالق
امنياتي بالتوفيق



\..:icon20:

حسام الدين ريشو 06-20-2016 12:16 AM

أنه زمن الأقنعة السبعين
زمن الوجوه المتعددة
زكى نارها عالم الميديا
وكأنها شيطان يتحكم في العقول والنفوس

أستاذتي / نادرة
أصبت في مقالك كبد الحقيقة
والواقع بضربة قاضية
وليس لها من دون الله كاشفة
لك خالص التحية
مع تقديري

بلقيس الرشيدي 06-20-2016 02:05 AM

كُل الحريَّة فِي البسَاطَة والعَفويَّة !
رائِعة يانادِرة أمنياتي لكِ بِالتوفيق يَاحبيبة

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

رشا عرابي 06-20-2016 02:37 AM

هو قِناع لا يُمكن استِعارَته مدى الحياة كَـ نُسُقٍ يُعاش
ورداءُ زَيفٍ لا يُمكن انتِزاعه فيَغدو " عادةً " مقيتة إذ تُفقد المرء عفويته ..!

هو كمن يرتدي ثوباً يراهُ لائقاً في حين يُبصِره سواه بِـ عيبه
إما ضائِقٌ جداً أو فضفاضٌ بتكلّف

جوهرتي النفيسة الحبيبة
تأتيت بِـ درِّ الكلام منبَعُهُ مَحارُ الفِكر

لك التَحايا من جَذر تيوليبٍ تَعشَقينَه

نادية المرزوقي 06-20-2016 09:33 AM

إذا كانت الدنيا في هذه المجتمعات تجتمع؛لتتزين للمتصنعين، و المتصنعات، و تعطي وجهها المغبر المكفهر لسواهم، و يستمر الوضع على هذا الحال؛ليغدو صحيحا و سواهم خطأ..
ما الصراع النفسي الذي سيعانيه هؤلاء البقية بين أن يكونوا أو لا ، و إلى متى سيقاومون برأيك، و من هؤلاء الفدائيون المثاليون الصامدون الذي سيفترشون الوجه الأسوأ من الدنيا حولهم دون تغيير أو اكتراث..! و أي نوع من التصرف هذا يكون و البشر اجتماعيون،معروفون بالتكيف و الاتباع للأكثرية التي تغدو على حق فقط لأكثريتهم..! و لا يطيقون الوحدة و الغربة بطبيعة الحال.لهذا مقاومة الأفكار و التغرب معها لا يتبناها إلا القليل و بشقة.

حين تغيرت المفاهيم و صار الخطأ صحيحا، و الصحيح خاطئا، و أكثر القطيع حولهم مع الخطأ الصحيح المتداول بكل سعادة و راحة بال، يا ترى بماذا سيصفون أنفسهم و يسمهم المجتمع من وصف:
أغبياء، متخلفون ، غير مرنين للتعايش و التأقلم مع المتغيرات؟
من يخرب دنياه و يحيا الغربة و النكد من أجل مثاليات بالية ستغدو في هذا التجمع المجتمع..؟
هل سيراهم أحد بأنهم على حق؟هل سيرون أنفسهم أذكياء و يستمر بهم المسير، بفخر و اعتزاز و سلام نفسي ، و بصحة و عافية ..؟


صراع نفسي مرير في حياة مرهقة،ستسقط الكثيرين من على جواد المحارب، و تجعلهم في صف المشاة مع الجموع، كثير من التعب، كثير من الخوف و القلق، كثير من اليأس، و الانكسار،كثير من النجاحات التي تدوم و تزدهر لهؤلاء ..يقلب موازين الصح و الخطأ في العقول و النفوس،و يجبر الكثيرين على الاستسلام و تقليد من سبقوهم، فصاروا رموزا للنجاح و المهارات، و الافتخارات..

هل لنا حق اللوم ؟ أو حق العتاب، أم نبقى موجة عنيدة في وجه من تكيفوا و تقبلوا الوضع و صاروا من القطيع..!

حاولت قراءة الموقف و حتى قراءتها و تحليلها مرهق و مشتت..علي وفقت..


كل الشكر و التقدير.

عبدالله السهلي 06-21-2016 02:55 AM

نادرة عبد الحي:
ما أود طرحه سؤال يحيرني لشريحة كبيرة من الناس وهو التصنع لإبداء رأي يقتضي طمس حقيقة وإبداء وجهات نظر أشره .رغم تناقض الشخصية وازدواجية المواقف وتعدد توجهاتها.
تقبل مروري ولك التحية

نادية المرزوقي 06-21-2016 10:11 AM

" أتصنع الشفاء و أنا سقيم" لعيونك
" أتصنع أني بخير، و أنا أمضي إلى هاوية لا يعلم قعرها إلا الله" لحين ميسرة؛ فأنا تائه الآن، و لا أملك حيلة غير ذلك ... الخ

و أكثر ما نتفق على تصنعه : تصنع الاحترام للنفس، و للآخرين،
في مجالات أفقدت الإنسان قيمته فجعلته أرخص البضاعة، و أخفها وزنا.

هنا يجتمع الكل ، على تصنع الاحترام و ينافقون بعضهم بعضا،حين تتسيد المادة الحسناء؛يراودونها عن نفسها، لحاجاتهم ، و مشتهياتهم التي تفور و تفور،
و يخادع المرء نفسه بقيمته أمام نفسه، و الآخرين (بل الإنسان على نفسه بصيرة) ..
عبثا ليفرض احترامه بشعارات مزيفة، في مجتمع تواطأ على باطل، و خبث، و هباء..
عمر و جهود تمضي طواعية إلى السخف و الضياع، مقابل حفنات المال، أو حتى تسول إعجابات، و مشاعر..!

تمرض القلوب و النفوس، و تفتقر إلى حاجاتها الملحة؛فتستعبد، أو في أحسن حالاتها تكون مرهقة حد الموت، فتساق لأسهل الحيل،
فتتصنع الحياة أملا، أو من أجل غد، أو لعيون من نحب و نرضى التصنع لراحة بالهم.

ختاما غاليتي: التصنع يجبر عليها البعض تحت ضغوط، أو تجيء عفوية حيلة تكيف و تعايش ابتكره الإنسان، حين مخادعة، و استغلال و احتيال قوت و فتات حياة، و مشاعر حتى،
حين عجز،
حين ضياع،
البعض قد يتخذه دواء، و البعض قد يبتلى به؛فيستهويه داء و حرفة..!

و هل ترين إلا من رحم الله نجا من هذا في موقف أو أمة؟


الساعة الآن 11:36 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.