منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   أَسْئِلَةُ الضَّبَابْ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=44262)

حامد أبو طلعة 09-10-2023 04:17 PM

أَسْئِلَةُ الضَّبَابْ
 
هَكَذَا غِبْتِ
فَثَارَتْ فِيَّ أَسْئِلَةُ الضَّبَابْ
كَيْفَ غِبْتِ
وَلِمَاذَا
وَمَتَى
لَكِنْ تَسَاءَلْتُ وَلَمْ أَلْقَ الجَوَابْ
وَطَرَقْتُ البَابَ، لَكِنْ أَيَّ بَابْ
هَكَذَا غِبْتِ
ولا أَعْلَمُ شَيْئَاً
كُلُّ ما أَعْلَمُهُ أَنَّكِ يَوْمَاً
قَدْ نَثَرْتِ الحُبَّ في كَفَيَّ مِلْحَاً
ثُمَّ ذَابْ
وَفَتَنْتِ القَلْبَ مِنِّي
حِينَ أَلْقَيْتِ عَلَيْهِ الصَّمْتَ جَمْرَاً
فَأَنَابْ
هَكَذَا غِبْتِ ولا تَدْرِينَ ما مَعَنَى الغِيَابْ
إِنَّهَا الأَقْدَارُ شَاءَتْ
إِنَّهُا الأَيَّامُ جَاءَتْ
نَهَشَتْ حُلْمَ الشَّبَابْ
سَاقَطَتُهُ كِسَفَاً مِثْلَ السَّحَابْ
عِنْدَمَا غِبْتِ
اسْتَدَارَ الكَوْنُ نَحْوَ الظُّلُمَاتْ
وَكَأَنَّ الضَّوْءَ مَاتْ
وَأَنَا كَالكَوْنِ أَظْلَمْتُ
وَكَالضَّوْءِ تَفَرَّقْتُ
فَمَنْ يَسْتَعِيدُ العُمْرَ مِنْ أَيْدِي الشَّتَاتْ
غِبْتِ أَنْتِ
فَإِذَا الحَاضِرُ غَابْ
وَإِذَا القَادِمُ للعُمْرِ اغْتِرَابْ
لَمْ أَعُدْ أَحْسُبُ للدُّنْيَا حِسَابْ
كُلُّ مَا عَمَّرْتُهُ فِيهَا هُوَ الآنَ خَرَابْ
كُلُّ ما أَمَّلْتُهُ فِيهَا هُوَ الآنَ يَبَابْ
أَيُّ دُنْيَا هَذِهِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مُقْفِرَةْ
أَيُّ دُنْيَا هَذِهِ
كالمَقْبَرَة
مَنْ أَنَا في هَذِهِ الدُّنْيَا
أَنَا
مَيِّتٌ حَيٌّ
أَهَالَتْ فَوْقَهُ الدُّنْيَا تُرَابْ
عِنْدَمَا غِبْتِ
شَقَقْتِ الرَّحْمَةَ
اغْتَلْتِ الطَّمَأْنِينَةَ
زَعْزَعْتِ سُكُونَ الرُّوحِ
فالرُّوحُ ارْتِيَابْ
وَقَضَى قَلْبُكِ أَلَّا يَنْتَهِي هَذَا الغِيَابْ
وَقَضَى حُبُّكِ أَلَّا يَنْتَهِي هَذَا العَذَابْ

محمد آل عبداللطيف 09-11-2023 09:35 AM

أَنَا
مَيِّتٌ حَيٌّ
أَهَالَتْ فَوْقَهُ الدُّنْيَا تُرَابْ
عِنْدَمَا غِبْتِ
شَقَقْتِ الرَّحْمَةَ
اغْتَلْتِ الطَّمَأْنِينَةَ
زَعْزَعْتِ سُكُونَ الرُّوحِ
فالرُّوحُ ارْتِيَابْ


حامد أبو طلعة

شرف لي أن أكون أول المعلقين

نصوصك العذبة تصنع الذائقة، وتشبع نهمنا للجمال


لا عدمناك شاعرنا الرائع

🌹🌹

عَلاَمَ 09-11-2023 05:37 PM

.



يَاا رَبّ كُل مَرْء
لَمْ تحمله الأرض !
جَاور سُحبًا مِن الرَهل، حتى غشّيته الأسْئلة المُغلقة.

يَاا رَبّ كُل عَقل
وخَاطرٌ، وَرَغبةً ومَيل
مَلزومٌ بِحُب يَستمر
لِغَائبٍ تَعهده الأفول ..


هذا النص باذخ جداً
شكرًا جزيلاً لحضرتك


عبدالإله المالك 09-13-2023 01:19 PM

الزميل العزيز
والشاعر الجميل
حامد أبو طلعة

حياك الله وبياك في منتداك

في شعرك النور وعلامة السرور ونخب الصحاب وعلاقة الأحباب

حييت يا صاح

نادرة عبدالحي 09-23-2023 07:41 PM



هذا الوصف عند الغياب هو جمال فوق جمال حتى الجمال وقف مُندهشا , فيوصف إستدارة الكون نحو الظلمات

فيشعر الشاعر ان الضؤ ما عاد موجوداا في الكون .. والكون في إمكانه الإستدارة وبإمكان القارئ أن يرى

المشهد بجمالياته الفنية وبقوة الحزن والألم عند قوله وَكَأَنَّ الضَّوْءَ مَاتْ .
وَأَنَا كَالكَوْنِ أَظْلَمْتُ وهنا يرى نفسه أنه أظلم كالكون وهذا التشبيه رهيب جداا

ويرى نفسه كالضؤ يتوزع ويتفرق على كل شئ ومن الضؤ ما يخبو ومنه ما يسطع
ويُنير للأخرين .

ونرى بعد المشهد الإنهاك تساؤل مُتعب فَمَنْ يَسْتَعِيدُ العُمْرَ مِنْ أَيْدِي الشَّتَاتْ ؟؟؟
من خلال هذا التساؤل نُدرك أن العمر ضاع من أيدي الشتات هذا الشتات الذي يصبح
وطن المقهورين والموجوعين الباحثين عن الأمن والأمان في هذا الشتات الواسع
في هذا الشتات الشرس,

اقتباس:

عِنْدَمَا غِبْتِ
اسْتَدَارَ الكَوْنُ نَحْوَ الظُّلُمَاتْ
وَكَأَنَّ الضَّوْءَ مَاتْ
وَأَنَا كَالكَوْنِ أَظْلَمْتُ
وَكَالضَّوْءِ تَفَرَّقْتُ
فَمَنْ يَسْتَعِيدُ العُمْرَ مِنْ أَيْدِي الشَّتَاتْ


الشاعر الفاضل حامد أبو طلعة سأعتبرُ هذه القصيدة هدية وهدايا الشعراء لا تُرد .
دامت محبرتكم عامر بالإبداع والطيب وجمال الكلام الذي لا ينتهي,

رشا عرابي 02-01-2024 03:11 AM

عبثيّة أحلامنا باءت بالحيرة،
كسرناها حيناً بأمنياتٍ طوال
وجبرناها حيناً بالتمتمة (آمين .. آمين) ..
احترنا فيما اخترنا لنا من مآل!

النصّ دهشاتٓ تترى
ولنا في جعبتكم المزيد
ذوائقنا طمُاعة وأنت من الكرام

سلمَ اليراع :icon20:

قايـد الحربي 02-01-2024 08:05 PM

:
:

حامد أبو طلعة

بَعْد الشعر - علماً أنّه لا بَعْد بعْدَ الشعر- إلا أنْ ثمّة موسيقى هي قبل الشعر وبعده وحينه ،
وشاعرنا هو موسيقيّ فَذّ يعرف جيداً متى ينحني الصوت ليكون أرضاً و متى يرتفع ليكون سماءً ،
أما الشعر فبينهما كـ الحياة.


شكراً أيها العازف نَغَماً و النازف ألمَاً.


الساعة الآن 10:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.