منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   نحوَ المطار (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=14561)

محمد فكري 11-17-2008 09:30 AM

نحوَ المطار
 
نحوَ المطار

http://img527.imageshack.us/img527/1186/capture1gf7.jpg


تَعِبٌ..
تجرُّ يدا حقيبتِهِ يديْه

ومسافِرٌ..
كي يشتري منفىً جميلاً واسِعاً..
ما دامتِ الأوطانُ قد ضاقت عليه

قبلَ الرجوعِ إلى بلادِ الذكرياتِ
توقفَ الحيرانُ يعكِسُ سيرَهُ نحوَ المطارِ
فسالَ ضعفُ فؤادِهِ من مُقلَتَيْه !

وتمدد الدربُ القصيرُ توسُّلاً..
في أن يعودَ إلى الوراءِ بخطوَتَيْه

لكنهم..
قد درّبوا بابَ المطارِ
على مقابلةِ الحزينِ وكيفَ يُشرِعُ في ابتسامٍ..
ساعِدَيْه

مِفتاحُ بابِ فؤادِه..
في كفِّ من قد باعَها
من أجلِ تذكرةِ العذابِ وباعَ جملَةَ ما لديه

ورِسالةٌ صوتيّةٌ من أمِّهِ
رغمَ انقطاعِ الصوتِ حينَ مماتِها..
لكنّهُ صوتُ الصدى ما زال يَصرُخُ
أي بُنَيَّ..
لعلّهُ سَيَحِنُّ ملتَفِتاً إليه

الداخِلونَ إلى المطارِ مُوَدِّعٌ..
أو في انتظارِ أحبّةٍ
وهوَ الوحيدُ وإن تجمّعَتِ المَرايا حولَهُ
حتى تقاتِلَ غربةً من غُربَتَيْه

وجرى الذي في داخِلِ المِرآةِ
نحوَكَ إذ مَشَيْت

بشجاعةٍ قد قالَها..
رغمَ ازدِحامِ الصوتِ:
يا هذا الذي.....
متناقِضانِ أنا وأنتَ فَسَلْ عيونَكَ..
هل رأيْت؟!

يا أيها الماضي من الماضي إلى المجهولِ كيفَ هنا أتَيْت؟!

جدرانُ بَلدَتِنا..
وأصغرُ وردةٍ في حيِّنا..
والمخبزُ الجوعانُ
كلٌّ قد بكى حينَ الرحيلِ كما بكيتُ فهل بكيْت؟!

بالأمسِ كنا توأمينِ
وأمنا مرآةُ غرفتِنا العجوزِ
برغمِ كلِّ شروخِها ودموعِها السوداءِ
كم هيَ زيَّنتْنا بالنقاءِ
فليتَ أمسِ يعودُ ليت

الانَ تُبحِرُ راكِباً موجَ الرِضى..
وغداً سترجِعُ شئتَ أم حتى أبيت

أتُرى سترحلُ تارِكاً إياكَ
في دربٍ شريدٍ كم تمنّى أن يكونَ لديهِ بيت

إن كنتَ حتماً راحِلاً عنّا..
فإنّي قد بقَيْت


سَحَر 11-17-2008 02:16 PM



لكنهم درّبوا باب المطار
على مقابلة الحزين ..


يااااااه

أي حزن هذا درّب شعورك
على الغرق في بحر الشّعر!

منتهى القريش 11-17-2008 04:42 PM

ومسافِرٌ..
كي يشتري منفىً جميلاً واسِعاً..
ما دامتِ الأوطانُ قد ضاقت عليه

يا الله .. يا الله .. يا الله

اختنقت هنا وخرجت أبحث عن منفى ..

لله أنت من أروعك ..

قايـد الحربي 11-17-2008 04:44 PM

محمد فكري
ــــــــــــ
* * *



أُرحبُ بك مُجدّداً .

:

[ نحو المطار ] : ثَمّة خُطىً قَصيرة ، لكنّها طويلةٌ إلَى الحَدّ الذيْ
بِإمكانِهَا أنْ تَختَزلَ عُمْراً بِأكْمَلهْ .. لا يُمكنُها ذلِك إلاّ بِالشّعرِ -
أعنِيْ :
[ الشّعرَ الخالِصَ ] : ذَاك الذِيْ يَرْتَكبهُ وَ يَبْتَكرَهُ شَاعرَاً كَـ
[ مُحمْد فِكْريْ ] .

* *

" لكنهم..
قد درّبوا بابَ المطارِ
على مقابلةِ الحزينِ وكيفَ يُشرِعُ في ابتسامٍ..
ساعِدَيْه "

لَيْسَ مِنْ مُتَغَلْغِلٍ فِيْنَا أكْثَر مِن هَذا الْفِكرُ : مُحمْد .

* *

" جدرانُ بَلدَتِنا..
وأصغرُ وردةٍ في حيِّنا..
والمخبزُ الجوعانُ "

أدقّ التّفاصِيلِ وَ أرقّها ، يُحيْلها هُنا إلى دَهْشةٍ تُؤكّدُهَا جُمْلةُ :
" و المخْبزُ الجوْعانُ " .

:

أيّها الشاعر الأجْمل ،
هُنا جِئتَ ، فَجاءَ الشّعر بكَامِل هَيْبَتهِ وَ هَيْبَةِ كَمَالِه .

شكْراً لا مَثِيْل لهَا إلاّكَ .

د. منال عبدالرحمن 11-17-2008 08:16 PM

و كأنّكَ تُمارسُ الشِّعرَ تنفّسّاً , يتقطّعُ تارةً و يندفعُ أخرى مُسرعاً نحوَ الرّئةِ كهاربٍ من قدرٍ إليه !

نحوَ المطارِ , كنتَ ألمحُ في كلِّ حرفٍ روحاً و أتابعُ العدَّ التنازليَّ للرّحيلِ على أصابعِ الحروفِ , ثمَّ يأتي المقطعُ الاخيرِ مُباغتاً كصوتِ استدعاءِ المسافرينَ للطّائرة !



أمّا هُنا , فدهشةٌ ما بعدها دهشة !



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فكري (المشاركة 376253)



لكنهم..
قد درّبوا بابَ المطارِ
على مقابلةِ الحزينِ وكيفَ يُشرِعُ في ابتسامٍ..
ساعِدَيْه



أستاذ محمّد فكري :

دامَ الشِّعرُ ينهلُ من أصابعكَ الماءَ و يتشكّلُ على هيئةِ غيمة !

صهيب نبهان 11-18-2008 09:26 PM

..


أخي الأصغر/ محمد


ما أجملكَ حينَ تعود بنا إلى ذكرياتِ السفر والطائرات وعشقِ المقعدِ المجاورِ للجناح :)


ثمة تساؤلٍ يدور في خَلَدِي :


إذا كانَ يملكُ من المالِ ما يكفي لـ (شراء) المنفى فكيفَ ستضيقُ الأوطانُ عليه ؟
وأنتَ تعلمُ أنَّ الحياةَ أصبحتْ ماديةً بحتةً ولولا أنَّنا لا نملكُ المالَ في أوطاننا لما غادرناها إلى المنافي !
ربما لم أستسغ كلمة (يشتري) هنا :)



فسال ضعفُ فؤاده من مقلتيه !


أبديتُ إعجابي بها سابقًا وأجددُ ذلك الآن
رائعةٌ بحق


المخبز الجوعان
دموع المرآة السوداء


لقد اختصرتَ الدهشة بعينها أيها الشاعر


..


حبي وتقديري


..

شــمــ نـجـد ــس 11-20-2008 03:19 AM

:
وتمدد الدربُ القصيرُ توسُّلاً..
في أن يعودَ إلى الوراءِ بخطوَتَيْه

لكنهم..
قد درّبوا بابَ المطارِ
على مقابلةِ الحزينِ وكيفَ يُشرِعُ في ابتسامٍ..
ساعِدَيْه

:


اتفقنا على أنها أكثر من رائعة ..

محمد فكري

شاعر جميل يتفق الشعر معه دائما

شكراً غامرة

سامي بافقيه 11-22-2008 01:12 AM

محمد فكري

هنا بوح شعري رائد
وصور ابداعيه جميله

اقف لك بكل احترام وتقدير


كل الود


الساعة الآن 04:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.