مِرآةٌ وَاحِدةٌ لِأوْجُهٍ عِدّةْ !
لِأنّهُ فَصلٌ قَابِلٌ لِتشكّلِ مِن خَزفِ الريحِ :
ليلةُ ضجيجٍ تلكَ التي ارتمتْ على صدرِ التفكيرِ , حينَ تأتي متخفيّاً في شكل ذِكرى يُنازعُ أوردتي ليبقى متدثراً بِالإشتياقِ , وأبْقى أنا شِتاءٌ لا يعترفُ بِالدفءِ ! غافلتَني عَن بؤرةِ نُعاسي , أتيتَ مُشاكساً , يهوى اللعب بكرةِ الصّوف , يُغلقُ عن وجهي معالمِ الكونِ إلّا من وجهكَ المرتسمَ قِبالةَ الرّوحِ ! غريبٌ أنْ لا أنطفيءَ بعدَ كُلِّ احتراقٍ , غريبٌ أنْ لا ينثرنِي كَفُّ البُكاءِ رماداً مُتهالِكاً عِلقَ في حُنجرةِ الإنْتِظارِ , وبيني وبينكَ شهيقٌ يَختنقُ بعدَ مسافةٍ وفاصِلة ! أغرقتَ قميصَ الرّوح بِكَ , جَددّت ميلادَ الأمْكنةِ , وشوارِعَ الذاتِ , أقمتَ سياجاً هائِلاً مِن الحُبِّ يكفينِي عُمرا , شيّدتَ وطناً تأوي إليهِ عصافيرُ قلبي , إنّي بِكَ مُحاطةٌ ! أنْشِئْني الآنّ مِن ذرّاتِ وُجودِكَ , مِن عُيونِ الليلِ القاتمِ , ساحلاً غجريّاً يرقصُ على حافةِ القمرِ , من أُغنيّاتِ النُجومِ , حينَ تنضجُ فِي كفِّ الأُمنيّاتِ , مِن شيخٍ اسْتقرّ في جبينهِ حِكايّةُ السنينِ مِن تَعبِ الحيرةِ , وهي تبحثُ عَن قرينتِها اليَقينِ في أرضِ الموتى , مِن قِلاعِ العُمر المُتهتكةِ , فِإنّي أُنثى سهلةُ التكوينِ , سهلةُ الفرزِ مِن عُصارةِ الوقتِ ! أغْلِقنِي عَن مَنافذِ الأوْجهِ المُتصديّةِ , تِلكَ التي أكسدَتني لأُنثى تَهوى مُقارعةَ الريحِ , بِلونِ الصريرِ وهي تمورُ في عيونِ الوجعِ , حينَ تأخذُ وجهها بِيديْ الترقب لِلمغسلةِ , تَفركُ مَلامِحَ التَعب عَن اكْتنازِ حزنٍ حشر نفسهُ هكذَا , فيسيلُ حِبرا مُقتضباً , لِتُشكّل المرآةُ وَجهاً آخرَ يَفي بِغرضِ الليلةِ الآتيّةِ ! https://encrypted-tbn2.google.com/im...jLrQrkdz-BXgWA (مُجرّد فضفضةٍ مَسائِيّةٍ يتيمةٍ) |
.. و الريح يعشق الأحاديث الغاضبة يتفاعل معها و يشعلها في القلوب نبض رائع جميل مسائي بك :34:. |
اقتباس:
ثمة ضوء يخترق الشّعور ويجعلنا نقرأ بكثافة ، ما أجملكِ مريم :34: |
ما شاء الله عليك ،، أبدعت ،،
احساس راقي وتصوير وتعبير ولا أروع ! د. السيد عبد الله سالم |
فضفضتكِ يـ مريم حلقت بي بجناحين من ضوء.. شكراً لهذا الزخم من الإبداع..! |
الحروف نعرفها والكلمات ليست غريبة
لكن الكاتبة وشعورها جدا فريد مريم نصك قلادة من زمرد |
الساعة الآن 03:32 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.