منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حين يُزهر فينا تشرين ../ (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37378)

منية الحسين 11-01-2016 08:46 AM

حين يُزهر فينا تشرين ../
 
؛
شيءٌ ما يحضرني مِنك،
يوثّق الحُب على خارطة الوجع، ويطهّر إيماني بكَ من خطيئة الهجر ..،
الليل القاطن في العظام حدّ مسقط النخاع،
غواية الريح للأوراقِ الصفراء للتسكّع في شوارع تحبل برائحةِ الشقاء ..،
عِراك الساعات في الوجوه الذاهبة للاشيء..،أحلام الصغارِ المُلتصقة
بكسرة خبزٍ يابسة ..
وذاك البحر الغائب في البكاء ريثما يهشّ المطر الأخرس أكواز الملح الثقيلة
عن كاهل جسده المكوم بين أطلال النوارس المهاجرة ..
تهبّ بكلّها من بحة صوتك المأسور في حائط المنفى ..
أبحثُ عن نفسي الضائعة فيك مُنذ الصرخة لآخر حقيبة تحمل في أحشائها غبار المطارات
وتسبح فوق لمعة الدمعِ في العيون الملوّحة بالأسى ..
أفتشُ فيك عن أراجيح الطفولة ..،
عن لون الأرض المخصّب بعرق الأجداد ..،
وعن قصيدة عودة يغنّي الحمام على مآذنها نشيد الوفاء ..
قومي ياقطرة الحبر،
فلن أهتك ستركِ البارد بحُمى أصابعي،
قومي وتناوبي هذا المساء التشريني الحزين ،
فقد تمدّد بملء الأرق في مساماتي وخنق هدير الوتر الخافت ..!
أنا لاأكتب ، بل أشهق هواءَ الإختناق من الطرفِ الآخر من حياة ،
أنا لاأُكدّس الشوق لخريرِ ينابيعك الغائرة في الطين ،
لكنّي أستدرج المعنى المُخبأ في سريرة الحلم المدفون هناك في معابدِ الذاكرة ،
وقتَ كنتَ الزّند الحاني الذي أُخبئ فيه رأسي الصغير،
وأعلّق عليه أملي في غدٍ يبخّر الأرض بزغاريدِ الشمس ،
وقتَ كنتُ أُطْلق في مداك الشامخ طائرتي الورقيّة وأنا أعلم أنها لن تهبط إلا على ظهرِ السحاب ..
أجترُ قلبي الراحل في بقايا ضمائر أقسمت لك على الولاء حدّ انتهاء الدماء ،
في محاولة يائسة لقطف ندف الفرحِ من حُنجرة الوقتِ المتشبث
بتلويحةِ الضّوء البعيد ..
أتمرسُ مساءً يشبهك كثيرا ياحبيبي ،
مساء كسنبلة لاتكسر مخالب الجوع النّاشب في ريق الوهن ..
مساءً غائما كلونِ الأشياء العالقة في سُرة فمك ..
كخَطْوك الغامض في الحبّ ..
كطعمِ الرجفة التي تتقاسمها مع ظلالٍ بلا هوية وتخرج منها بلا ملامح
غير وجهي النّابت على ستائرك الفاضحة ،
غير حفنة زعفرانٍ أورقتْ على شفتيّ حين كنتُ أردّد إسمك
كلّما قبض الحنين صدري وتشقق عُشبَ حلقي ..
تشرين يُشبهنا كثيراً حين يكوّر الشمسَ في عُبّ الضباب وكأنّه يقتص من رعشةِ يديْنا
التي لم تعدْ تتوضأ بمسّ من حميميةِ الدّفء ،
لمْ تعُد تفرك صَبار الإنتظار الملتف حول المعاصم ..
وتتذوق لذة الإنسكابِ القدري في محطةِ وصولٍ بعد عُمريْن من التّشرد في الذبول ..
تشرين رصاصة زيّفوا لها وجهتها فاحترقتْ وهي تبصُق مسيرتها العمياء .. !!
تشرين صوت الجسدِ الكهل الباحث عن قِبلته، وصراخ أرواحٍ مازالت طريّة
ترسم الآن فوق جثتينا جسراً للعبور .
/

منية الحسين

رشا عرابي 11-01-2016 10:37 AM

أحابيل موشومة بالتّأرجح على هُوّة
والمُفارقة مصيريّة في اقتِناص قَشّة النّجاة

منية ،
مُكتنِزٌ بوحَك بما يَستعصي عن الصّراخ
بينما يبوءُ به القلم كوِزرٍ أثقل الكاهل
فتحمّله تخفّفاً !

ما قرأت بقَدر ما لمَستُ الشعور
وأدرَكت الشّتات، ومغبّة التّأرجح !!

لله أنت ،
كم لمَسني هذا الشّجو
وكم حَثَوتُ منه قبل الذهاب

لست أدري!

بحق،
مدهشة وسكنتِني

بلقيس الرشيدي 11-01-2016 04:16 PM

حينَ يُزهرُ فِينا تِشرِين !
سَينسَكبُ فِينا الحِبر غصَّاتٍ تلُوكُ عُمرَنا وتَندُبُ مسَاءَاتُنا ونَشتهِي معهُم صَباحاتُنا !
سَيعلقُ عَلى جِيدِ العُمر حُلمًا مازالَ يُراوِدُنا ولَم يصِل ليُلامِسَ أصابعنا !

أهلًا بكِ يامُنيَة الحَسن وتلكَ السَنابِل الَّتِي تتقاطرُ من أصابعكِ سِحرًا
لكِ كُل التحايَا العطِرة والوِدَاد

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

هاني هاشم 11-01-2016 05:02 PM

حين يُزهر الحرف
وتكتسي أغصانه بالنضارة
ينبأ عن قدوم ربيع المعنى
في حضرة أنامل
غرست بذور الشعور
بأرض لاتبور ...
أهلاً ومرحباً ... سعداء بوجودكِ
النقاء .. منية الحسين
سلمتِ .. والنبض
لروحكِ السعادة ......

سيرين 11-01-2016 05:12 PM

ألا من برهة تجيد العطاء مع يقظة تشرين
فسرعان ما يرحل الحلم قبل ان نتمكن من قراءة ملامحه
تلتحفنا أسراب النشوة صقيع مؤود الدفء
المطر " منية الحسين "
تشرين زينه روض حرفك السامق العطر
كما هنئنا وأبعادنا بما منحتينا من غيث مورق بالألق
ود وياسمين


\..:icon20:

محمود الجندي 11-01-2016 06:00 PM

تشرين يُشبهنا كثيراً حين يكوّر الشمسَ في عُبّ الضباب وكأنّه يقتص من رعشةِ يديْنا
التي لم تعدْ تتوضأ بمسّ من حميميةِ الدّفء ،
لمْ تعُد تفرك صَبار الإنتظار الملتف حول المعاصم
وتتذوق لذة الإنسكابِ القدري في محطةِ وصولٍ بعد عُمريْن من التّشرد في الذبول



https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...LpPFYyHKa12qfA
تشرين لم يعد يمنحنا سوى
ضوء داجن يشتبك بالعتمة
و صرخة موتى عالقة على الأوراق المهترئة
تشرين
بات ذكرى مؤلمة لصدى صوت تهاوي أشجاري العتيقة
فـ تعال نقيم فيه سرادق عزاء على أرصفة الوداع الحزينة
محصناً بـ دياجير الضياع الكئيبة
و دعني وحيدة يتيمة في غربة الطين الفريدة !


http://al-malekh.com/upnew/uploads/i...c7910d674e.gif

محبرة الجمال المهيب
الأديبة القديرة منية الحسين

كيف يزهر تشرين في كف الهموم
و الزهور الذابلة باتت مصلوبة على غُصن القلب المكلوم !
و تحية تليق بهذه المحبرة العتيقة

منال العبدالله 11-01-2016 06:29 PM

زبرجد الحرف يانع
جذوره تسقى من وفرة

أبدعت

منية الحسين 11-01-2016 06:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي (المشاركة 976429)
أحابيل موشومة بالتّأرجح على هُوّة
والمُفارقة مصيريّة في اقتِناص قَشّة النّجاة

منية ،
مُكتنِزٌ بوحَك بما يَستعصي عن الصّراخ
بينما يبوءُ به القلم كوِزرٍ أثقل الكاهل
فتحمّله تخفّفاً !

ما قرأت بقَدر ما لمَستُ الشعور
وأدرَكت الشّتات، ومغبّة التّأرجح !!

لله أنت ،
كم لمَسني هذا الشّجو
وكم حَثَوتُ منه قبل الذهاب

لست أدري!

بحق،
مدهشة وسكنتِني

على هوة نقف مكتوفي الخطوات
يلفنا العجز عن الحب سوى بزفير ضبابي الملامح
كل ذنبنا أننا غرزناه في الضلوع ربيعا لاينطفئ
وكل ذنبه أنهم جعلوا من ربيعه خريفا أزهر فينا الشوك
؛؛
الفاتنة .. رشا
استكان حرفي في كوثرة من نور
فهنيئا له ولي ..
كوني بقرب القلب دوماً🌹


الساعة الآن 05:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.