منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الورّاق والحب ..! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=34382)

علي آل علي 10-29-2014 01:42 AM

الورّاق والحب ..!
 
https://www.youtube.com/watch?v=33H5zM-ErlA


امرأتي تحت الأسقف، بين الجدران، فوق نهرٍ من متغيرات عابرة.

لا أفهمني حين كتبتُ ما قرأته أعلاه، ألأني ضجر! في هذه الساعة من الزمن، أم لأني وعيتُ ما يعنيه الضجر، وما يقدمه لي عندما يمتص رحيقاً طيباً من جسدي.

ألا يفهمني! ... ألا يعرفني!

لا أخفيه وقاراً ومع هذا يقصد بهتاني، وما أدراني إن كنت أنا وهوَ بديلان لبعضنا البعض، أقصده دوراً ويقصدني أدوارا، نعيش نقيضين مبتوري الفكر، منزوع عنهما الشعور الفطري، يخشيان الموت في أي لحظة جشعة.

امرأتي ..!
تلك التي قصدتني في العيد سلاماً من آل بعدٍ بلا سراب، لكونها قبل أن تأتِ أرسلت لي باقات من الأسى، إنها باقات زهر لحافه الرماد، رحيقه أسود، وغصنهُ هزيلٌ جداً، العروق بداخل ذلك الغصن قد قضت نحبها، لا يرثها أحد، ولم يسعفها الندى قبل الجفاف، لأنها كانت لي قبل أن أموت، وقبل أن أهبها الحياة.

امرأتي.!
أنا الروح التي تسكنك في عامك الجديد، ما عدت أطيق صبراً، ولا أعلم للغد فكراً، ولا أعلم عما سيأتي فهماً، فالصمتُ طقس من طقوس الموت، لذلك سأكسر حاجزه، وسأصرخ، وسأناديك، لأكتب لكِ نوراً، بكلماتٍ أُرسلت من لحدي الآني، من فهوة أنفاس ليست لي، للتراب، للأشجار، للتلال، للجبال، للبحار، إنها أنفاسٌ تشاهقني، تزفرني، تسافرني إليك، كل ما حولك أنا، وأنتِ البركان الثائر من بواطنها، لأننا كونٌ بحاله، نصفه أنتِ، ونصفه أنا، وإنَّ المجرة هي العمر الذي قضيناه سويةً، والشمس هي لحظة البعث لتعارفنا، والكواكب محطات السفر لحكايتنا، والنجوم أبيات شعر أرسلناها لتضيء ظلمتنا، أما الشهب والنيازك فهي علامات مرسلة كي ترينا الطريق، إلى التاريخ، إلى آدم وحواء، أبوينا إن كنتِ تذكرين، وهذه كلمات لا يصعب عليك فهمها، ولا يفهمها إلا من تجلى علمه غالباً جهله، ارتقى ببصره إلى فوهة السماء، مسترسلاً متأملاً فيما هناك من غيب، لا يعلمه إلا الله وإننا سائرون لمعرفته، حتى تنتهي أعمارنا وما أدركنا الفهم فهماً.

امرأتي ..!
فصل خامسٌ أنتِ، لم يشهده غيري، ولا يعرف طقوسه إلا أنا، ومن ثمَّ أنت، ولهذا شاءت الأنفاس أن تروي ظمأ أنفاسها من ذكرك، لكونك القلب الذي لن يعيش إلا بامتثالك أمامه قضيةً، أكون المُدان فيها، يلتهمني اتهام مباغت، مفاده أنَّا أكون لك وأنت الغيهب السرمدي، الذي رأيته في الأحلام، حين منام.

فلسفة الحب (امرأة)، رموز تلك الفلسفة آحادُ أرقامٍ في سمائي، أرتبها كلمة واحدة، إنَّ الكلمة إشارة لك، اسمك من بين الاسماء التي أنطقني بها بوحك في لحظة فقدان للهوية، وكنتِ أنتِ الهوية، وأنا الهاوية التي تخشين السقوط فيها، أيقنتُ هذا تماماً، ورأيتُ عذركَ سلاماً مني، حتى كانَ منكِ المضي قدماً قبالتي، فهل رأيتني مرتعاً للسقوط؟ أم كنتُ مبهراً للنور!

هاه !
هي أسئلتي التي تدور في أفلاك حولك، تساهرك في ليالي العتمة التي تحيط بك، كالنجوم التي لا ينبلج نورها حتى تصفحي عنها برؤيتها، تتكون حينها هيئتي، لتشاهدين صورتي تتكرر! وما زلتِ تسألين! وتترددين! وتقلبين أفكارك بداخل أحلامك، وتهمسين بعد هذا بكلمة حب باردة، لا يسمعك أحد، ولا تسمعين بها وحدتك حتى، وإني أسمعها بوضوح، وقتها أكون قد كتبت الروح، ورسمت الفنون لي، كي أكون الورّاق الذي يورِّق ويكتُبُ مصنفات وحكايات، عناوينها أنتِ، وصفحاتها أنا، والأدراج التي تحتويها كفضاء بلا هواء، يتلألأ نجوماً، ويستحيل على أحد بلوغها، براءةٌ من يقين حدوثها، وهرباً من أوهام لا صلة لها بك، ولا اعتراف مني بأنها خدع ليس إلا.

علي آل علي. في بداية السنة الهجرية الجديدة ( 1436 هـ ).


بلقيس الرشيدي 10-29-2014 08:17 AM

يَكتُبُنا الحُب رِوايَة ويَمتزجُ بِنا حِبرَهُ لِيصِلَ بِنا حديثٌ يَطول فِي ذَاكرتهم !
فَصلٌ ندِي وربِيعٌ عَاطرُ الشَذَى بين هَذَِهِ الأغصان الأدبيَّة يَامطر . كل التقدِير


http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

ساره عبدالمنعم 10-29-2014 12:53 PM

علي آل علي
الحب له طقوس توسم بالنفس
سلمت

انبعاث شاكر 10-29-2014 02:31 PM


خطأ أن نختزل الحب في امرأة !

ثم إن هناك تراكيب أقربُ إلى العامية منها إلى الفصيحة.

ثم هاأنا ذا أتقمص دور الشرير الذي لم أجده في هذه الحكاية متعددة الفصول؛ الموسومة بأبعاد !!
وليكن!
فلأن أحصل على أوسكار لدور أحسن شخصية شريرة خير من أن أضربَ أخماسا في أسداس
باكيا أو متباكيا على مثالية يحاول الجميع تقمّصها استجداءً لارتواء نفسانيّ زائف زائل

-ابتسامة- تحكي القادم في هذا الفضاء

نادرة عبدالحي 10-29-2014 03:58 PM

الورّاق والحب عنوان جذب ذهني المشتت وأعادهُ إلى قواعده سالما
الورّاق إي الذي يورق الكتب . ...كاتبها بلا شك
هنا عنصران في العنوان
1 الورّاق إنسان موجود ويمتلك الموهبة ليستطيع وصف الحب بطريقة جميلة
2 الحب مشاعر تجتاح الإنسان وتجعل منه كائن حي سعيدا
.......
الفحوى
اقتباس:

امرأتي
أنا الروح التي تسكنك في عامكِ الجديد
يصف نفسه بالروح التي تسكن عامها الجديد ..ثقة كبيرة بالنفس أن يصف
الإنسان نفسه بروح عامها .
ووجدت رابط قوي بين الفصل خامس الا هو هي والروح التي هي هو .

آجميع من يملكون الإلهام يودن فصل خامس ولا يكفيهم أربعة فصول ؟؟
إذا يقول كاتبنا أنها فصل خامس لا يشهده ولا يعرف طقوسه إلا إثنان فقط هو وهي..
بل هناك طقوس تُقام في هذا الفصل وهنا حُرمنا من معرفة تفاصيل الطقوس
لإنها خفية وبلا شك لا يعرفها إلا هو وهي....وشرد فكري لعلوم أحوال الطبيعة
لو كان هُناك فصل خامس كيف ستكون ملامحه يجمع ما بين الشتاء والصيف؟؟
يجمع ما بين الخريف والربيع ؟ وعدتٰ بإجابة النفي بلا شك سيكون جامعٌ للأربعة فصول
سيكون جميلا وثاثرا لأن الفصل الخامس سيكون امرأة جمعت إشتداد المطر وبزوغٌ ربيعي
اقتباس:

فصل خامسٌ أنتِ . لم يشهده غيري ولا يعرف طقوسه إلا أنا ومن ثم أنت .
ولا أستطيع جعل فكري يغفل عن مثل بوح الكاتب ال علي لأن الفكر حينما
يتجذر في تربة خصبة يحق له أن يتباه ويتفاخر بهذا المنبت .. فاعذر هذا الفكر
الذي عندما يقرأ يصاب بثوران نادر من نوعه .

رشا عرابي 10-30-2014 08:22 AM

أتساءل..
أي القوانين هي التي تحكم قلبين عاشقين ..؟
أي الفصول تلك التي تقيم مراسم الشتاء والزهر والرياح والهجير
أيّها تعني تآلف روحين التقتا ذات نبض..؟
حينها تغدو كل التفاصيل
هم أنفاسها
إحساسها
أرضها سماؤها
وكل ما في الكون
يُختزل وينكمش ليكون في قلبٍ محبوب
وحينها تتسع بعين القلب كل الرؤى والفضاءات
بما يتيح للروح فرحة ودمعةً
قربٌ وجفاء
يأسٌ ورجاء
وكلها في إطار النبض أروع ما يكون ..

الأديب الراقي علي آل علي
أي شهادةٍ منّي في حرفك العميق تظلّ قاصرة

ويبقى عزائي أن ما أكتب صدقا...
امتناني العميق
وتحايا عطرها ياسميني أنيق

عبدالرحيم فرغلي 10-31-2014 07:14 AM

كنت أقرأ النص أكثر من مرة .. وفي كل مرة أشعر أن هناك ما يتفلت مني ..
معنى غائب .. غير واضح .. كلما توالت العبارات قلت سأمسك به هنا .. لكنه
يمضى ، لا أخفيك أيها الأستاذ .. أن في النص روحا جميلا وتتابعا في
السطور وصرخات عاطفية هنا وهناك .. تجذب إليها القارئ .. تجعله
بالقرب من هذا النص .. يقرأ ويتعلم .
ألف تحية وتقدير أيها الأستاذ

نازك 11-02-2014 08:59 AM

تماماً ، أوافقُ أ / عبد الرحيم في رؤيتهِ ،
وأراكَ هُنا مارستَ فنّ المُواربة، مع بروز مراسم الحيرة والضجر في نهاية كل سطر ،
وهي وحسب ماترأى لي نتاجُ تفكُّرٍ ومخالطةٍ طويلة ، ولاأخفيك فأحوال زماننا وضعتنا في دائرة يصعُب الخروج منها بذاكرة مُكتمِلة ،
فصقلُ حجر الألماس من أصعب الفنون التي تستنزِفُ الكثير مِن الدقة والصبر حتى الوصول لخلقِ ستة وثلاثون وجهاً يتلألأ أمام وهج الضوء!

أ/ علي
جميلٌ أن نبتدع فنّاً نتحايلُ بهِ على واقعنا ونٌجمِّلهُ ،

تقديري


الساعة الآن 02:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.