منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   الماء ينحدر صعوداً (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=32012)

عبدالرحيم فرغلي 03-26-2013 04:52 AM

الماء ينحدر صعوداً
 
كل مساء .. وحين تبيض السماء قمرها الموعود .. يتسلل الشوق إليّ كثعبان ضرير .. يجلدني بذكرياتنا يا سلمى .. حتى أشتم رائحتك في المكان .. أرى وجهك الحنون يعاتبني .. يلزمني بتدبر موعداً مع صاحب لئيم .. فوحدها أفكاره تُنسيني .. أو لعلي أبتكر قصة تؤلمني تفاصيلها .. وقد أخنق الساعات ليسيل دمها على الأرصفة .. إن الحب متى ودّعنا أورثنا الشوق .. أورثنا ألعاباً نارية تنفجر فينا كل الوقت .

البدايات تُغرينا والنهايات تؤلمنا .. كنا نحلي الشاي بحبات النجوم .. ونسكب فيه من نظراتنا لتفوح منها الضحكات والنكات .. كنتُ أغتاظ من تمام توافقنا .. فخلط الماء بالماء رتابة .. وأجمل منه الزيت والماء .
كنتُ أطوي الأيام بُعداً عنكِ .. أكمن تحت درج الوقت لأري حين ألتقيكِ ..ثرثرة القمر وصراخ المطر وانكسار النخل وحكاية الشعر .. قد اجتمعوا في روضة عينيك .. لأزهو بحبك الكبير وهو يتطوس في صدري .. كنتُ ألهو بالبُعد عنكِ .. فعاد البعد يلهو بي .

قالوا الحب مفسدة العمر .. فالنوافذ تتعكز على ضوء مكسور .. والأبواب تهرب متى هبت عاصفة الحنين .. والطرقات تُضيع شجرها وتشتهي العنوان .. لِمَ اقتربنا لهذا الحد يا سلمى ؟ فكنا العطر وأريجه .. والزهر ورحيقه .. لِمَ كنا الموعد وزمانه .. والطفل وجماله ؟ لِمَ التقينا ؟ .. لنبحث بعدها عن وجوهنا المختبئة منا .. لنعلِّم مناديلنا ملوحة بكائنا .. لنزرع الشوك في حنجرة القصيدة .. لنصحو من نومنا بلا غد .. لنكتب عذاباتنا على شطآن الليالي .. حتى إذا ذ ُكرالحبيب .. محوناها .

ألم أوصيك بالنسيان ؟ أن تلملمي تفاصيلنا الصغيرة وتلقمينها فم الريح .. أن تجففي خطواتك من شوارع مشيناها .. وتتواري كلص محترف عن أحلامٍ عشقناها .. قلتُ لكِ مراراً .. ذاكرتنا أكبر مصائبنا .. فتعلمي أن تعدي أصابعك خطأ حين تمر قصتنا ببالك .. أن تجعلي الليل قطعة قماش بالية تقصي منها مشاريع خائبة .. أن تدسي النهار تحت أعمال زائفة .. أن تثرثري كثيراً مع صويحباتك .. فنحن أحياناً نثرثر يا سلمى .. لا لنبوح بما نحب .. بل لُنخرس داخلنا مالا نحب .

نخرني الحب طويلاً .. رماني رجلاً يرى في المطر انتحار غيمة .. هروب جماعي من وطن عظيم .. قطرات خنثى تحب السقوط في الحفر .. رجلاً يسرق حفنة من الشمس ليذيبها في كأس المساء .. يتسلى بتفتيت الهواء بين أسراب الشجر .. يُصلح غترته عند أبواب المشانق .. الحب يا سلمى يُغمض عيوننا عن الحياة .. عن نجوم تمر وتنسانا .. حتى إذا فتحناها .. وجدنا العمر تركنا ومضى .

نادرة عبدالحي 03-26-2013 06:50 AM

الماء ينحدر صعودا وتسألتُ كيف يتم ذلكَ ؟؟؟؟
أهي تركيبة كيماوية جديدة !!؟ جاذبية أكتشفت الان ؟؟ ولِما لا في عصرنا كل شئ أصبح ممكنا
هي جاذبية لٍالهام حين ينسكب ننسى أوجاع فكرنا والجسد .
أستاذي لا أعرف أذ إعترفتُ لكَ مُسبقا بأنني أحببتُ سلمتُكَ فهي كانت وما زالت رفيقتنا التي
تفتحَ هذا البوح من بين أصابعها وأصبح كل إصبع كوكبا يتنفس الصبح من خلال مسمات جلدهُ .
وأذكر جيدا حين أعدت لكَ الشاي بالنعناع وأذكر جيدا حين كُنتَ بحضرتها ماء طهور . والان بفضل عينيها
ثرثرة القمر وصراخ المطر وانكسار النخل وحكاية الشعر .. قد اجتمعوا .
اقتباس:

البدايات تُغرينا والنهايات تؤلمنا
قضية ما زلنا لا نتقبلها ولا نتقبل حقائقها برغم ذلك ندعي أنه النصيب ليس أكثر .....
اقتباس:

إن الحب متى ودّعنا أورثنا الشوق
لا يمكن أن يكون الحب بدون شوق كالجسد والروح مكملان لبعضهم البعض
الحب يورثنا الشوق والشوق يورثناا الجنون وندخل في سلسلة لا نهاية لها ...
أن نحصل من الحب على إرث خير من العدم .

كُنتَ معلما مرشدا صديقا رفيقا محبا لسلمى ألم تقل لها :
قلتُ لكِ مراراً .. ذاكرتنا أكبر مصائبنا
ألم أوصيك بالنسيان؟
الحب يا سلمى يُغمض عيوننا عن الحياة ..
البدايات تُغرينا والنهايات تؤلمنا
.....
.....
....
وعذرا منك أستاذي ثرثرتُ كثيرا هنا ومكثتُ كثيرا هنا وكانت بدايات فجري هذا الصباح هنا
الساعة الان قريبة من السادسة صباحا بتوقيت قدسنا وقدسكم
حماكـَ القدير أستاذي ....

عثمان الحاج 03-26-2013 06:22 PM

(كل مساء),,,
بواكير ثائرة لمشهد الوقت والمكان,,,
اختزال حكايا الشوق والتوق في ساعة مخنوقة باحكام لتسكب الحب في قالب الزمن وتبتكر قطعة من الحروف تنبض بالحياة,,,,
(إغراء البدايات,,وألم النهايات):
وما بين هذه وتلك تماهت المشاهد بسيرها الحفيف والمتوافق نحو غاياتها الكبري,,سارت بها ركبان الفضاء الفسيح دون الحاجة للركون لتبرير النهايات,,,
(العودة لثرثرة القمر):
ذاك بيت القصيدة العامر بالشوق والحضور,,
وتلك سمة الوقت الذي طوقه النص بذكرياته الخالدة,,
ذاك ليل,,,وذاك ليل,,,
إلا أن القمر الذي يغري بالشوق يغري لترديد ألم النهاية,, وتلك فكرة محكمة لقياد الحروف...
(نصحو بلا غد):
ذاك جرم لن نرتكبه في حق القصيدة,,وكل غد يحيط به ثرثرة القمر ويحمل البشري وصراخ المطر,,
(ذاكرتنا أكبر مصائبنا):
وتلك حالة تتلبسنا بلا خيار,, وتدخل بيوتنا بلا إذن بالدخول,,إلا أن تمسك وتماسك النص أحالها لذاكرة أكبر من المصائب لتغدو في مشهد الوقت تجربة عامرة وشفيفة,,,
أستاذي عبدالرحيم فرغلي:
بمشاعر تكبر ولا تشيخ يجئ نصك الباذخ ليهدينا هذا المساء الجميل,,
تقبل قراءتي للنص من زاوية خاصة,,يكبرها النص فكرة وألقا,,,
فائق تقديري...






عبدالإله المالك 03-27-2013 05:39 AM

الأساتذة:
عبدالرحيم
نادرة
عثمان

وللأول مرة تكون الردود كالنص .. كلاهما يفوق الآخر جمالا وحضورا
لكم تعب الكتابة .. ولنا التلذذ بالقراءة
فالله دركم جميعا

علي آل علي 03-27-2013 10:35 AM

تلك المساءات لم تكن كمثيلاتها الماضية ،
لأنّها تتوالد إلى حينٍ أُخرى ،
تُحاول أن تُعيدنا إلى المهدِ ،
عندَ موعد الميلاد الأول لهذه الحياة التي دبّت في العروق.
هناكَ ثُعبانٌ أقرع وأعمى ،
لا يُعلم أيّ موضع قد اختار
حينما يتسلقُ هامتنا كي تكون لنابهِ تلك اللدغة المسمومة شوقاً ،
إنّهُ والشوق كصحبة يُلومان حِنكة مغبتنا.
على ضفاف أديمٍ بيضاوي نسيرُ ونضيع
ثمَّ نعود عبر بوابات الذكريات إلى البداية
لتكون النهاية خلفنا وبلمح البصر تكون أمامنا
تودعنا برحيلٍ تُعلنه فنلحق بها لعلّها تُدرك حاجتنا إليها.
هو الحبُّ يا صاحبي في أحشاءهِ كنَّا ،
يُغذيّ الأجساد ويُشكّل الأرواح
على هيئتها المُثلى
حتى لا يبقى لنا إلاّ المخاض العسير ،
فإمّا أن نولد
وإمّا أن نهلك
فُيصلّى علينا صلاة الميّت
الذي فارق هذهِ الدُنيا.

تقديري لك يا عزيزي عبدالرحيم

بدرية البدري 03-27-2013 09:59 PM

أبعاد النثر : كم أغبطك !

لتواجد هذه الأقلام الأكثر من رائعة

أتعلم يا عبدالرحيم ..
بودي لو أقرأ لك عشرات الروايات ، وأعيد تكرارها كلما انتهيت منها

أنت مبدع ( ما شاء الله ! )

تقديري أيها الوضّاء

يحي احمد 03-28-2013 02:25 AM

(رجلاً يسرق حفنة من الشمس ليذيبها في كأس المساء .. يتسلى بتفتيت الهواء بين أسراب الشجر .. يُصلح غترته عند أبواب المشانق .. الحب يا سلمى يُغمض عيوننا عن الحياة .. عن نجوم تمر وتنسانا .. حتى إذا فتحناها .. وجدنا العمر تركنا ومضى )
المتالق دوماً / عبدالرحيم ...
هطول غزير منك كالعادة يغرق حقول السنابل ويملأ
الجداول لتفيض ..
لله درك ودر قلمك وفكرك يا صولجان الحرف .
وشكرا لفاتننك التي مازالت تقبع في افياء روحك ، تهز شدوك فتغرد
فتعلو .. ونعلوا

مودتي

تغريد 03-28-2013 04:21 AM

أتعرف يا أستاذي بعض النصوص تدعك في حيرة !! ليس كما يقال روتينا (( السكوت في حرم الجمال جمال واستهلكت لمن لا يكرم جمال النص برد يليق به ، لكنني فعلا الان لم استطع أروي حكاية نص لامست فينا الوجدان
نص يقرانا وان لم تعنينا أحداثه لكنه ترك صدى عميق
اختلفت الاحداث وتشابهت الصور (( الذكريات ))
عجبا امر هذا المدعو ((حب ))
وحده الذي يجعل واقع المرء مجرد حلم ..
لن اجعل من تمتماتي ما ينحدر عن نص ما رضي الا الصعود
وافر تقديري واحترامي


الساعة الآن 03:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.