منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أنا وكل أشلائي بخير (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=38123)

محمد بن هاشم 05-20-2017 10:37 PM

أنا وكل أشلائي بخير
 
أنا وكل أشلائي بخير
....

تهيؤوا يا رفاق ؛ اربطوا الاحزمه
أنا على وشك السقوط ..
اووووه كدتُ أنسى
ال (cv)
سيداتي سادتي
أنا نصف شياطين الأرض، أنا اللعنة، وأنا كل الأشقياء
أنا الرصاصة، الجسد والثقب أنا، وأنا رائحة الدماء ..
أنا رجلٌ من أقصى الهزيمة يسعى ؛
هل سمعتم عن الحرب ؟!
هي أنا ..
أنا القاتل .. أنا المُقتتل عليه.. وأنا ملايين القتلى
أنا المتهم باِغتيال سنبلة في طريقها لمغادرة الحقل ، (المدين) بـاندلاع فوضى في أحبال الفقراء الصوتية ،
اجتمع عليه أولياء الارض و رفعوا به شكوى للسماء فكان الفزع العظيم وتساقطت الاشلاء ..
أنا حاضرٌ ممزق بين خيبات وفجائع، يحده من المستقبل فجيعة بفم مفتوح وأسنان مدببة ،
ومن الماضي خيبة حسناء ذات ردف كبير وأظافر مطلية،
من الاسفل مستودع هزائم، ومن الاعلى مصنع فجائع،
وبوابة الهروب محاط بالكثير من الشياطين الشائكة..
المسافة لعنة متعرجة ، الطريق شبح طويل ممتلئ بالأفواه المتشدقة ،
وأنا لا أملك إلا ساقاً واحدة ونعلاً قديماً .

عجوز الفزع الحكيم أخبرني أني أعاني من اليأس وقال :
" الارتطام باليأس دليل الإصابة بالتفكير، حين تستيقظ الفكرة يا ولدي تبحث عن ثقب ولا مناص من الحَفْر ..
سماؤك تتعرق يا ولدي ولا تستطيع إسكاتها ، وهنا أيضاً لا مناص من البلل ..
وهذا المرض الجميل لا تنفع معه عقاقير الكلام ، ما الإرشادات إلا "كبسولات خدع مغلفة "
للنجاة منك/ منهم يلزمك استئصال لك وزراعة شخص جديد جدير بالرعب،
نجار بارع في معاملة المنشار و يجيد التلاعب بـ المسامير، يذبح الشجرة وينام على سرير اللامبالاة "
هذا ما ختم به حديثه وغادر
...
أنه اليأس يا رفاق؛ يضعني في مواجهة اللاشيء ، يربت على كتف قلقي ويقول :
" لا تندهش ؛ هذا أنت يا عزيزي "..
أنه اليأس ابن الحب العاق .. من منتصف قدمي ينبع ، يسكب في رأسي،
وفي طريقه ينهش جدار حنجرتي من الداخل..
يغسلني مني ومنكم ومن كل شيء، وبعدسة البشاعة يعريني ويغريكم ..
يكشف لي الوجه الحقيقي للضوء :
" ليس ثمة صباح يا رفاق هذا البياض أسنان العتمة في ابتسامتها الساخرة "..
ربما يتزحلق الأمل من رأس أحدكم يسقط في فمه ، يقفز من لسانه إلى وجهي بحجة أن يمنحني زواية أخرى للحياة !
يا صديقي/صديقتي
يقول الأمل في كتابه الشهير " أنا " :
" حتى تجد سنتيمتر فرح ؛ عليك أن تقطع مدن عديدة من الوجع، أن تتسكع دائماً في شوارع الذل ،
ولا تتذمر إذا ما خلف الأمل وعده ، وصدق كذبه، وضحك الأحزاب وانتصر وجنده" .
::
زيادة منسوب الأمل يا أصدقاء يصيب العمل بالخمول، فـ تكسد بضاعة العقول وتفسد الحياة ..
إذا انتظر المصابون بالصقيع إشراقة شمس تتكرم عليهم بزفير ساخن ؛ قد يصيبهم الموت وهم يمارسون سجود انتظار ..
لكن إذا ما انتفضوا وأرغموا اصتكاك الحجر بأكثر من ضربة، سيشعلون من قبسه ما يسكت رعشة أجسادهم .
الأمل .. هو العمل ، هو قتل الموت بالموت
البؤس ، الاكتئاب و الحزن ليسوا للصلوات في مساجد الانتظار هم خُلقوا لصرخات الانتصار .

والآن
إلى عزيزي الموت، أما بعد :
كل ما أحتاجه الآن باباً أماناً يضمن لي خروجاً يليق بهزائمي.

الصلاة
اصطفوا يا رفاق سنقيم الصلاة عليّ،
اقرأوا ما تيسر مني لكن أخبروني أي مقبرة يمكن أن تتسع وتستوعب كل هذه الجثث ؟!!

حسناً سأكمل الحديث بدلاً عني :
بعد أن تنازلت عني وعن كل ما يحيط بي وما يحيط بما يحيط بي
سأؤُذّن في الناس
" البقاء للأوغاد ".
فتوى رقم 1 :
الكثير من الذنوب = الكثير من الحياة = الكثير من الرقص .
فتوى رقم 2 :
كل ما يحتاجه الضمير للنوم
نقودٌ كثيرة أو أرداف ونهود كبيرة .
فتوى رقم 3 :
الكلمة وحدها تستطيع أكل كل البشر، تصنع أفواه/أفخاخ، تمنح السقوط نظرية النصر ..
الكلمة حين تدخل عقل امتهن حرفة الخداع اللفظي؛
تتناسل وتتكاثر حتى تصبح نظريات، والبرهان الوحيد دائماً هو الانسان .

والآن يلزمني معول أهدم به هذا النص العشوائي فوق رأس كاتبه، أمنحه سقوطاً يحفظ للندم غبار وجهه .

انحراف السير نحو الهاوية ..
"الغريق كان يحتفل هذا ما قاله البحر وما لم يدونه الحب".

سيرين 05-21-2017 12:31 AM

نعم البقاء للاوغاد
وصرنا نحتاج لاقتلاعنا وزراعتنا من جديد
علنا نحيا بعثاََ من توابيت وئدت بها مسببات الحياة
وإلا أعلنوا وفاتنا وأقيموا سرادق العزاء قبل أن يبتلعنا الظلام
كانت الحياة هنا مستقطعة تستجدي إعجازاََ كي تستمر
وكانت لغتك سامقة الابهار
كما اعتدنا منك كاتبنا المبدع \ محمد بن هاشم
مودتي والياسمين

\..:34:

منى مخلص 05-21-2017 07:53 AM

نص ثري جدا يامحمد


الاسلوب والمعاني والمفردات - رغم السوداوية التي تغلف كل مساحة فيه صغرت أم كبرت

بارك الله لك في قلمك واناره بنور التفاؤل وحسن الظن بالله عز وجل


سلمت الانامل :)

عثمان الحاج 05-21-2017 02:41 PM

قد ينكأ هجمة أمنايتنا الغائرة جُرح التفاصيل
فيتداعي شتات الليالي العتيقة
ليضعنا في الواجهة..
تنغمس فينا العتمة حتي لا نكاد نرانا
إلا من خلال لُجة الموت,
محمد بن هاشم
ساقك الواحدة لابد أن تحملك للغيمة
علي أنغام هادئة,
فأنت لا يليق بك الهرب رغم تلك الحشود..
تقديري لقلمك الباذخ..

بلقيس الرشيدي 05-21-2017 04:34 PM

..
..

نَسقُطُ فَيأخُذُنا الشهِيقُ لِلعُلا نَصعدُ بِكُل آلامنا لِنفتحَ لأفاقنا بابًا جدِيدًا !
نحنُ نَحتجزُ أرواحُنا فِي دائِرةٍ نُغلِقها علينَا بِرضًى منَّا نحتاجُ أن نَخرُجَ منهَا لَنصنَع للحياةِ حُلمًا آخر !

أهلًا بِعودتك يَامطر الأدب . كُل التحايا والتقدِير

.

نادرة عبدالحي 05-22-2017 07:44 PM

وجدتُ ما يجدهُ القارئ فلسفة أدبية إبداعية فريدة من نوعها
لم أفر من النص ومحتواها .ولكني تجرأتُ وذهني للإنجراف عبر التيارات
وحصلنا على طاقات ذهنية جديدة ،

يا لكَ من كاتبا إنسانا تستطيع مُخاطبة الموت ومناداته بالعزيز ،
وتعريفه بما تحتاج وهو الباب االأمن الذي يضمن الخروج يليق بالهزائم ،
والإعتراف انها هزائم شخصية ،بكلمة (هزائمي)

اقتباس:

والآن
إلى عزيزي الموت، أما بعد :
كل ما أحتاجه الآن باباً أماناً يضمن لي خروجاً يليق بهزائمي
فلسفة حياة ،هي نصيحة يقدمها كاتبنا لأصدقائه فيقول ان زيادة منسوب الامل
يصيب العمل بالخمول ف تكسد بضاعة العقل وتفسد الحياة،
اقتباس:

زيادة منسوب الأمل يا أصدقاء يصيب العمل بالخمول، فـ تكسد بضاعة العقول وتفسد الحياة .

يوسف الأنصاري 05-22-2017 11:42 PM

الأخ والأديب
( محمد بن هاشم )
افتدقت قلمك .. كنت من أوائل من أطلع لهم في بداياتي ..
وكنت ومازلت رائعاً ..

__
النص به العديد من المفردات والتقلبات الفكرية المذهلة ..
وضعت لاوعيك في كلمات وحفرت عمق ذاكرتك لنعيش داخلك للحظة ..
تعريت دون خجل قد تكون بعض الكلمات مبتذلة للبعض لولا أنك صغتها لتوفي حقها ..
كنت في رحلة مع ذاتك ، وهذا في رأي ما جعل بعض النص غير متجانس وشارد ..
لكن ما يمنح هكذا نوع هو الإخلاص والتجرد من كل شيء حتى يكون النص صادق الوصف والعاطفة ..

كنت مبدعاً .. ربي يحفظك ..

محمد بن هاشم 05-24-2017 01:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 1011074)
نعم البقاء للاوغاد
وصرنا نحتاج لاقتلاعنا وزراعتنا من جديد
علنا نحيا بعثاََ من توابيت وئدت بها مسببات الحياة
وإلا أعلنوا وفاتنا وأقيموا سرادق العزاء قبل أن يبتلعنا الظلام
كانت الحياة هنا مستقطعة تستجدي إعجازاََ كي تستمر
وكانت لغتك سامقة الابهار
كما اعتدنا منك كاتبنا المبدع \ محمد بن هاشم
مودتي والياسمين

\..:34:

المرأة الكابتشينو سيرين
نحن بلاشك مجبلون على الجمال نتهافت حيثه
وهنا سطرت سيرين كيف يكون انسكاب الجمال
تعرف جيداً هذا الصديقة الجملية كيف تغري القلم بالسقوط مرة اخرى في فخ الكتابة

فستان ورد مطرز باالمودة


الساعة الآن 10:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.