منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   كاتب! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=15387)

سعد الميموني 01-02-2009 08:29 PM

كاتب!
 
الكاتب هو شخص يجلس على مكتبه في غرفته و بجانبه كوب شاي منعنع، و نسبة لا يستهان بها منهم يوجد على يسارهم منفضة سجائر، و يتوهم هؤلاء أنهم يقفون على منابر من ذهب مطعمة بالعاج و مرصعة بالأحجار الكريمة و أنّ وهجهم و هم فوق ذلك المنبر يفوق توهج المنبر نفسه الذي وُضع من أجلهم بكل ما يحويه من معادن و أحجار نفيسة مشعة.
الكاتب شخص يعتقد نفسه أكثر من مجرد شخص، يعتقد نفسه وريث للأنبياء في شهرتهم و رسالاتهم و يرفض و يا للغرابة وراثة عذاباتهم، يعتقد أنّ الناس إذا أتى ذكره يصيبهم ما يصيب مدمني المخدرات من أعراض إنسحابية ناتجة عن حاجتهم لنورانيته و حكمته و فلسفته و سعة إطلاعه و روعة تحليلاته و دهاء إستنتاجاته و قبل ذلك و بعده سحر كلماته، و يظن أنه يستحق على كل هذا أن يُرفع ذكره، و أن تزيد حظواته، و أن يتقرب إلى نعيم الدنيا زلفى، ذلك النعيم الذي يراه عند المستبدين فيهاجمهم ليمنحوا المحرومين بعضاً منه، و ربما لهذا السبب يظن أنه يستحق عمولة أو بدل أتعاب و بدل إنبحاح حلق، و غلبة.

لهذا أنا أتفق مع تولستوي ذلك الروائي الذي وُصف بأنه كان يملك عقلاً بالغ الجمال في جسدٍ بالغ الدمامة، و الذي كاد أن ينتحر في بداية مراهقته لأنّ جمال روحه كان يٌصعق في كل مرة يطل فيها على قبح منظره، تولستوي الذي وازت شهرته شهرة روسيا و فاقت شهرة الكثيرين من رؤسائها و أعلامها استنتج في آخر حياته - التي وقفها للأدب و الفن- أنّ : " أي جزمجي ( إسكافي ) أنفع للحياة من شكسبير " و هذه و إن كانت ردة فعل عنيفة جداً من أحد المنتمين الفاعلين في مجال الأدب و المحسوبين عليه! إلا أني أتفق معه عليها.

و أشدُ أيضاً على يد الطاغية ستالين الذي كان رقيباً على الإنتاج المعرفي و الأدبي في بلاده، و يقال أنّه لم يصدر أي كتاب في روسيا دون أن يقرأه بنفسه، عندما قرأ مرة ديوان شعر قدّمه صاحبه لكي يحصل على فسح يمكّنه من نشر ديوانه فما كان من ستالين إلا أن أمر بأن يُطبع من الكتاب نسختين فقط، نسخة للشاعر و نسخة أخرى لمحبوبته لأنه وجد أن أغلب القصائد في ذلك الديوان كانت موجهة للحبيبة فقط. هذا التصرف و إن خلا من بعد النظر و خصوبة الخيال إلا أني أجده مبنياً على فهم عميق للحياة!

كاتب، كلمة تطورت و خلال هذا التطور تبهذلت كثيراً، فالكاتب في زمنٍ مضى كان يوازي المستشار الرئاسي أو الوزير أما اليوم فالكاتب هو من ركب جملة مفيدة قد تخرج من قلمه خروج المولود الخدج، باهتة تتلوها أخرى أبهت منها إلى درجة تجعلك إما أن تغامر فتكمل المكتوب لتستفرغ عند آخر نقطة فيه، أو أن تشتري دماغك و لا تكمل القراءة.

الكاتب اليوم كالجارية المملوكة في زمن مضى تجده مُكبل بقيود عبودية لرب نعمته، و تجده خاضع بأفكاره و تفكيره لمن يدفع له، الكتابة اليوم كالغناء و الرقص أيضاً فالكتابة اليوم تستمد قوتها من جماهيريتها، لذا تجد الكُتّاب يرددون كما تردد الراقصات و المغنيات : أنا رأس مالي حب الناس لي، أنا من غير جمهوري لا أساوي شيئاً!!

ما فائدة الكُتّاب اليوم إذا كانوا سيصبغون أنفسهم بصبغة الجمهور، كي لا يشذوا فيتم نبذهم! و أين رسالتهم إذا أصبح هدفهم رضى العامة عنهم، و أين تحملهم لآلام النبذ و التحقير و التنكيل الذي تعرض له أصحاب الرسالات فصبروا.

كاتب، رقاصة، مغنية، كل هؤلاء يتمنون رضى جمهورهم عنهم لأن هدفهم الأول و الأخير هو الإنتشار، و تجدهم يعرّضون بسمعة غيرهم من الكُتّاب المنافسين لهم، و يدّعون أنهم بريئين من الإسترزاق بأقلامهم و أنهم يكتبون لأنهم يحبون الناس فقط، و الغريب أنّ حالهم هو كاد المريب أن يقول خذوني.

فعلاً يا تولستوي إن أي جزمجي أنفع للحياة من كُتّاب لا رسالة لهم إلا أن يرضى الناس عنهم، و الوسيلة إلى ذلك الرضى ستكون أي شيء يكتب لهم الرضى، أي شيء!!

فاطمة العرجان 01-03-2009 12:21 AM

الكاتب .. هو الذي يكتب مايرضي نفسه ..
ويكون كاتباً حقيقياً .. إذا لم يرضَ عنها..
أما جماعة الكتاب لأجل الجمهور .. فالجمهور
تتلون ذائقته باستمرار ..
لذا فلا تضمن مقعدك في نفسه اليوم ..
لأنك قد تكون خارج اهتماماته غداً .

:

جميلٌ ماقرأته أعلاه
شكراً لك أستاذ سعد

حسين الحوالي 01-03-2009 02:43 AM



ماذا لو قام أحد الكتاب الذين نبذتهم ياسعد .. في طرحك هذا ..
وقرر أن يتخذ الطريق الصعب .. لـ الخلود
وكتب مايرضيه هو فقط ..! حسب قناعاته ..

وفي نفس الوقت مازال شعور العظمة آنف الذكر .. يلازمه .. ويسكنه من الداخل ..
لـ يبقى على ظنه أنه شاغل العالم .. وملهم البشر .. ومحط أنظارها ..و إنتظارها ..!

حينها قد يكون الوضع .. كارثيا ً بـ حق ..!

دعه .. و .. أشباهه

دعهم .. يتوهمون .. ودع الجمهور/ [ المتلقي ] .. يضحك .. :)

في النهاية .. لن يبقى إلا ذلك الكاتب ..
الذي كتب فكره .. [ قناعات ٍ مقروءه ] ..
لـ يحترمه المبدأ .. ويخلدّه التاريخ ..

حتى وإن كان متطرفا ً ضد الإسكافي .. وعاش حياته .. حافي القدمين ..! :)


سعد بن علي ..

شكرا ً لـ هذا المتصفح .. الذي جعلنا نقرأك .. لـ نراجع بنود الحرف ..
بإمتنان .. وإطمئنان أيضا ً ..
لـ أن الوعي مازال رسالة .. يوصلها النزهاء ..

دمت بخير ,,






ح . ح . ح

عائشه المعمري 01-03-2009 06:45 PM






الكَاتب ، مهما تصارعات في داخلة أفكار العظمة والكبرياء ، وأنه صاحب فكر وفلسفة ، وهُنا أعني من يستحق مسمى ( كاتب ) فقط ..
إلا أنه كذلك ، يمد العالم بغذاء الروح (قراءته )

،
وربما تعدد المنابر الإعلامية في وقتنا الحالي ، منح من لا يستحق أن يمنح هذه المكانة ـ بأن يُمَسُّك قلماًًًً ، ويُُعطى مِساحه لـ الكتابة ،
كـ كثرة المطبوعات ، المنتديات الأدبيه ،،، وغيرها من المنابر

ولكن بعض الكُتاب أثبتوا وبجداره أحقيتهم في المسمى المُقترن بالمَكانة ، حيث أصدروا العديد من الكتب التي يلهث خلفها القُراء
ومن هنا لا نستطيع تعميم قولك على الجميع

،
أما الكاتب الذي يبيع قناعاته من أجل من يكتب عنهم ولهم ، فهذا لا يُعتبر كاتباً ـ البته ،،
فـ يجب أن تُستحدث مُسمسات جديدة لهم ،،
ولو أنهم يحمل ولو بالقليل من ذرات الثقافة لـ ما شعر بالغرور ، فـ هَم المُثقف الحقيقي أكبر من أن يقول ( أنا )

وحينما تحدثت عن إختلاف مكانات الكُتاب لدى الأمراء والسلاطين في الماضي ،،
هذا أكبر دليل على أن الكُتاب الحالين لا يملكون ما ياهلهم من الثقافة والفكر والفلسفة ما يُُرضى عنه ،(( إلا مَن رحم ربي ))

كذلك الكُتاب ، يحتلون مستويات مُختلفه في الثقافة ،،
فالمستوى الأول من الثقافة / هم الكُتاب العادين الذي لا يفكرون إلا بطريقة تفكيرهم هُم ، ومثال عليهم كُتاب المقالات اليومية في الجرائد وكذلك المُنتديات

المستوى الثاني من الثقافة / هم الكُتاب الذي يُمفكرون بطريقة تفكير الأخرين ،،
وهم أولئك الذين يملكون القدرة على تأليف الكُتب ، وبلغوا مراحل مُتقدمة من الفلسفة والقدرة على التفسير والتحليل

أما الكُتاب في المستوى الثالث من الثقافة /
فهم أؤلئك المؤرخون ، والفلاسفة وعظماء اللغه ، الذين يفكرون بطرق التفكير أس 2 ,,

وقلة قليله من الكُتاب ، من هُم في المستوى الثالث من الثقافة ـ

كَما يمكن أن يتقدم الكُتاب في هذه المُستويات مع الزمن ..

فنحن نحتاج وقبل كُل شي كاتب مُثقف قبل أن يحمل فكرة عادية أو قضية مُستهلكة ويعيد الحديث فيها ، كَمن يملىء بـ الرمل زُجاجة مَثقوبة

والكاتب مهما كتب ، وأثار الزمان والمكان ، فلا شَيء مُخلد ، حتى لوأصدر هذا الكاتب : كِتاباً ،
فهو محدود لـ زمن معين ـ ولمكان مُعين ،،

سعد علي
إعذرني يا أخي على الإسهاب ..
ولكن أعجبني طرحك
ووجدته مساحه رحبة لـ التعبير عن الرأي
كما أنه قريب جِدا لـ مقال الكاتب حسين الراوي ( صهوة الأقلام ) أتمنى أن تتطلع عليه

شُكراً لك

سعد الميموني 01-04-2009 12:49 PM

فاطمة العرجان

أتفق معك على أنّ الكاتب هو من يرضى عما يكتبه و لا ينتظر
رضى الناس عن رؤيته، و لا مانع من إنتظار رضاهم عن أسلوبه


و بذكر الأسلوب فأنا أنظر لما كنتُ قد كتبتُه أعلاه على أنه يفتقد للكثير من
جماليات الأسلوب، و لكن عذري أننا بشر نصاب بالنزق أحياناً و هو للأسف
رفيقي منذ فترة ليست بالقصيرة، و أشعر أنني مدينٌ بالإعتذار عن الأسلوب
الذي انتهجته، و لكن لا مانع من السخرية أحياناً، و في كل ما ورد أعلاه لم
يكن هنالك ما هو شخصي أبداً، مجرد طرح لرؤية و أعتقد أن الأسلوب لم
يخدمني كثيراً :)


و بما أنني صريح فسأتمادى قليلاً و أعترف بأن رؤيتي أيضاً لم تكن ناضجة
فبعض الكُتّاب يحملون رؤية لذواتهم فقط، و الكتابة بالنسبة لهم أداة للتعبير
كالرسم و غيره، و هؤلاء من حقهم أن يكتبوا ما شاؤوا و ذلك لن يسلب
منهم لقب كاتب، و لكني كنتُ أفكر لحظتها بكتّاب الرأي و الإجتماعيين
أكثر من تفكيري في غيرهم، و لتكتمل الحقيقة فأنا كنتُ غارقاً في الفترة
الماضية في قراءة الصحف :)



شكراً جزيلاً على مرورك الكريم و إضافتك الجميلة


دمتي بخير




سعد الميموني 01-04-2009 06:20 PM

حسين الحوالي

إن كنت من حوالة القابعة بين القمع و قذانة
فأنت جارٌ عزيز و قبل ذلك و بعده و بدونه أيضا
أنت أخ عزيز، فأهلاً بك :)

الغريب أنني كتبتُ ما قد كتبته أعلاه بعد استماعي
الى أغنية: I wish I was a poet :)


لا أدري ما الرابط، ربما الموسيقى كانت مستثيرة
لمنطقة التمرد في الإذن الداخلية :)

شكراً على تحليلك الجميل بالفعل : )


سعيد بمصافحتك هنا

د. منال عبدالرحمن 01-04-2009 08:10 PM

أستاذ سعد , أهلاً بكَ مجدّداً في المقال ,

لنقل بأنَّ الكاتِبَ عينُ الشّارعِ الثّاقبة , القادرة على التقاطِ التّفاصيلِ و الأحداثِ و صياغتها بقالبٍ مقبولٍ لا مقلوب ,
قلتَ في ردٍّ لكَ انَّ ما كتبتَه ينطلقُ من قراءتكَ لواقعِ الكُّتّابِ و المحلّلينَ الاجتماعيين - في الصّحف - , و هم لن يختلفوا عن غيرهم , سوى بانَّ مادّة كتابتهم جاهزة , لا تحتاجُ إلّا إلى عينٍ قادرةٍ على سبرِ أغوارِ الحقيقة ,
اذن لننظر من الامرِ من زاويةٍ اخرى : الكتابة كوسيلة للحصولِ على لقمةِ العيش !
و بهذا يكونُ تساؤلكَ قد نالَ جواباً لن يكونَ مُرضياً بقدرِ ما يكونُ مُقنعاً .


أهلاً بكَ كثيراً

تقديري !

حسين الحوالي 01-05-2009 12:10 AM



أنت جاري العزيز .. منذ قرأتك وعيا ً [ هنا ].. ياسعد
حتى ولو لم أكن من حوالة القابعة بين القمع و قذانة .. :)
وأحب أن أوضح .. أن
الإسم هذا إسم عائلتي .. وليس إسم قبيلتي ..
وأعلم من مواقف سابقة واستفسارات عديدة .. أن هناك من يحمل هذا الإسم ..
ومنهم أيضا ً الشيخ العلامّه .. سفر الحوّالي ..
ولست أيضا ً من قبيلته :)

يكفينا إنتمائنا .. لـ الفكر .. والحرف .. وهو خير إنتماء ..
والجيرة فيهما تتعدى الـ سابع جار .. بـ كثيرررررر :)

قمت بالتعقيب لـ أوضح لك إستفسارك ..
وسأستغل هذا المرور .. لـ أشكر الأغنية العذبة لـ Janny Loseth ..
التي كانت سببا ً في وجود حرفك ..
http://www.youtube.com/watch?v=h1RbJ9ExTy4

وصدقني ياسعد .. أنت شاعر .. بـ روحك .. بـ فكرك .. والدليل طرحك هذا ..

دمت حاضرا ً .. لـ نتأمل
و ..
دمت بخير ,,






ح . ح . ح


الساعة الآن 04:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.