منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أنا ناكرة معروف وأكثر ! (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=26920)

سَارة القحطاني 03-25-2011 02:50 AM

أنا ناكرة معروف وأكثر !
 
http://www10.0zz0.com/2010/09/11/00/993222744.jpg


حسناً , كما تريد أنا ناكرة معروف , وحقودة , وأكثر شيء أُحسن اتقانه على الوجه الذي يرضيني هو
إظهار ملامح الكره في وجه كل عابر يمر بي !
هلا أسديت لي معروفاً أخيراً وأخبرتني من تكون أنت ..؟
هه , أنا على يقين بأنني أول وجهٍ يُصادفكِ ويبادر بصفع وجنتيك بسؤال أحمق كهذا !
مم سأجيبك بالنيابة عنك إذ أنك لا تحسن لجم جوع أعماقي بإجابة مُنمقة كتلك التي أنتظرها منك !


أنت ناكراً للمعروف إذ أنك أزهدتني ومضيت وحدك ترتب فوضى أحلامك من بعد أن سرقت منّي عمراً شاخت به كل حواس إدراكي لنفسي ,
من بعد أن سرقت من كفيّ رغيف حلمٍ ظللتُ أُحيّك ثيابي بمقاسه فما أدركته إذ أن حسن نيتي بك كانت أكبر من رغبتي بالظفر به ,
وأمنيتي في حياكة ثوب بمقاسه , بمقاس جسده , بمقاس مسافاته , بمقاس سقوطي في فخّ الوصول إليه !
أنت منحتني وجهاً آخر لا يشبه وجهي , وجهاً أخرساً يحتفي بتجاعيد الغياب في كل ربيّع , وجهاً يشبه في تفاصيله الظاهرة وجهِ عجوزٍ شمطاء
تدعي صغر سنها وهي ليست بذلك , وجهاً يشبه في تشكيله وجه خارطة ميّتة لايدرك رائحة تعفنّها سوى من فقد رغبته بالنجاة من وحل الموت ,
وجهاً بات يخشى من ملامسة الأشياء الساكنة ومعالم الشُرود المنحشرة على رُفّ أسودٍ يبتسم له في كل عبور !
فأنا اليوم أُشبه ذلك الفقير العاجز عن إدراك خُطى النور التي تكفل له لجم جوع أعماقه التي تئن جوعاً بكسرة خُبز يابسة لا تستسيغ إبتلاعها أفواه العابرين سواه !
أو بالاحرى أشبهه حين يستجدي السماء أن تمطر عليه بالغيثُ حتى يشيخ حزنه ويموت جوعهِ ويفنى قبل أن يموت هو تحت قبضة إنتظار شيء لا يأتي !
أظنّك لا تفقه أي شعورّ هو ذاك الذي ينتبانا لحظة عجزنا عن إدراك أصوات من نُحب , ولا أظنك تدرك معالم الفقر على وجهٍ عاجزٍ ظل من بعد خذلانك له
يحرثُ بطن الذاكرة في كل انهمار للمطر بحثاً عن حقيقة حلم أحسن الظن بتفاصيله فأهلكته !
هذه إحدى خصالك السيئة : أنك ناكر للمعروف فقط !
وأما خطيئتك الثانية هي أنك تتقمص دورك كما يشتهي لك جشعك في إمتلاك ماليس لك أن تكون عليه , ولذلك أنت تفرط في كثير من الأحيان
في إستثارة شفقة من هم حولك كي يحسنوا الظن بك كثيراً فيصبح أمر شطبهم من قائمتك السوداء أكثر سهولة !
وأنا كُنت أحد أولئك الذين يرتعون في مُحيطك , وأنا كنت أشدّهم تعلقاً بك , وأكثرهم وثوقاً بوعودك المُؤجلة , وأحسنهم إتقاناً في رسم حدود خارطة الأحلام الكبيرة
على جبين عمر ظننته فيما مضى سيأتي بي معك وخذلني حسن ظني بك / بي / بكل
شيء جعلني أثقَ بأنك أكبر الأحلام وأعظمها على الإطلاق !


أتُصدق أنني كتبت يوماً على كفيّ أحدهم حين صرخ بوجهي : سارة أنا لا حاجة لي بالحب , إذ أنني لا أملك أن أمنح من يرغب بي أي شيء مهما قلّ
مقابل منحه إياي للكثير من الأشياء العظيمة , ولذلك يتوجب علي أن أرحل إذ أنني لا أستحقه أبداً !
كتبت على كفيّه :
حين لا تستطيع أن تمنح من تُحبّ رغيف حُبّ أو شظيّة حلم , لا تغادره ولاتحاول أن تنتزعه من اعماقك , فهو لم يبقى معك إلا لأنه يتمنى الظفر بك ,
يحلم بالوصول إلى قلبك , بالعبور إلى وطنك ,وعليك أن تثق بأنه وجد فيك شيئاً مُختلفاً / نادراً هو بحاجة إليه ولأجل ذلك هو باقٍ معك , يسمع صوتك
ويدرك خطواتك ويشعر بك دوماً !! لذا دعه يسرح في تشكيل ملامحك / ملامحه , دعه يحلم , دعه يرسم , دعه يغني فربما يجبرك حسن عطائه لك
على تقمصّ أدوار كثيرة ظننت أنت يوماً أنها لا تشبه وجهك الصلب , أكيّدة بأنك تستحقه فقط أكمل طريقك معه ودعّ الأيام تكشف لك عن حُزّمة الفرح الآتية لكما معاً !!


سأصدقك القول هذه المرة : قد يحصل أن يستحق الآخر منا أن نحسن الظن به ونمنحه كل شيء مُقابل احتوائه لنا , لكن الجميع ليسوا كذلك
الذي احتفى به ذلك القلب الصلب الذي آتاني مفجوعاً وغادرني فرحاً يومها ولايزال يغرد فرحاً حتى هذه اللحظة !
أظنك تسأل نفسك : وما يهمني في ذلك الأمر !
سأجيبك :أردتُ أن أعيّد لك كلماتك التي زرعتها بي يوماً بوجهة أُخرى لا تحتمل الجفاء , أردت أن أعيد لك وجه حرفٍ ظل يكبر بي حتى شاخ ومات
دون أن يترك بعمقك صرخة مُبللة بريقٍ إستعطاف , أردت أن تدرك أنك يوماً مآ قد منحتني شيئاً عظيماً أصبحت الآن أُجبر به كسور غيري , أردت أن تفطن
أنت لحقيقة إمتناني لك على كل شيء منحتني اياه , على كل لحظة لقاء
زرعت ملامح الفرح على وجهي , على كل خيبة أمل منحتني قناعة بأن الأشياء الجميلة أقرب من غيرها للزوال !!


حسناً , لا يجدر بي أن أكون ناكرة معروف وأفعل كما يفعل سواي !
فأنت مقابل كل خصالك السيئة , تملك بداخلك بياضاً وإن كان ضئيلاً فهو قد يُضيء ببساطته , وقلّته عتمة دروبٍ كثيرة أنهكتها مواسم الجفاف !
فأنت ببياضك القليل قد أشتريت لك بقلبي وطناً لا أملك أن أعيره لـ سواك !



سارة القحطاني

نادرة عبدالحي 03-25-2011 05:39 PM

سارة تتبعتُ هذا الوطن العريق من الالهام والمشاعر النابضة بكل صدق يذكر
جعلتني اُحلق بلا أجنحة لان هذا العتاب الممزوج بمحبة كانَ أجنحتي بلا منازع
دمتي حقلا من السنابل الشامخة فالعطاء من سمتكِ

رَوْضٌ 03-26-2011 03:54 AM





آَهٍ يَا سَارَة
هَؤُلاءِ اَلْذِيِّنَ يَضْعُوْن عَلْىَ رُؤوْسِهم تَّاجِ اَلْرِفْعَةِ ! ألَمَّ يَتَنَبؤا بَأيِّ حَفْنَة خُلِقوْا ؟!







سعد المغري 03-26-2011 05:10 AM

..

سارة الـ قحطاني .
رغم تمرغه بالـ خطيئة إلا انكِ مؤمنة أن بداخله بقعة من الـ ضوء
لاتستنكر حتى وإن نكرتها .. فـ بهذا الـ نص الـ مشبع بالـ دفء والـ عتب
أمتعنا حين قراءة .
شكراً لكِ.

ابتسام آل سليمان 03-26-2011 04:24 PM


ومازال سيناريو الأحلام يتكرر مع اختلاف الشخوص ,
وحين الإفاقة في وطن السراب لا شيء يجدي سوى الجحود!
همسة :
/ تصالحي مع همزات القطع / الوصل
( و تصالحي مع النحوفي غيرما وطن !

فرحَة النجدي 03-26-2011 08:01 PM



فعلاً ، هو الجحود و التنكر لكل صنيع حسن أتينا به محاربين الظروف و كل شيء من أجلهم !
الجرح الذي يخلفه الجحود لا يطيب أبداً .!

ماتعة حروفك يا سارة برغم أشواك الوجع التي تخز القلب سطراً بعد سطر !

أماني بنت محسن 03-27-2011 02:52 AM

" سارة القحطاني "

ممتع هذا النص بكل مافيه
من ألم وبياض قلبك ...
استوقفتني الصورة فقد حكت الكثير
وأتت كروح للنص .
:

كل الود



عائشه المعمري 03-27-2011 03:01 PM

فأنت ببياضك القليل قد أشتريت لك بقلبي وطناً لا أملك أن أعيره لـ سواك !



رغم كل هذا النكران ..
كانت القفلة أقوى وفائاً وأشد


جميلة يا سارة
تملكين حس وصفي مقنع ..
راق لي


الساعة الآن 05:50 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.