منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أختي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=20574)

عبدالرحيم فرغلي 10-19-2009 09:18 AM

أختي
 
مسكينٌ هذا القمر .. ليس له أخت ، مرآته سوداء تأكل في وجهه حتى الصباح ، يشرب قهوته بعيداً عن البشر .. مذ عرفته وعجمةٌ في لسانه لستُ أفهمها ، لم يتب من سرقة الضوء حتى بعدما قطّعوا يديه ورجليه .. لكن ماذا يصنع .. وهو يواري بالنور سوءة عزلته ، يقولون أن أمه كانت تبيع قصائداً للعشاق .. وأبوه الغاضب سافر في محاق ولم يعد .. فما زالت بقع الخجل تسكن سطحه ، غداً تكفنه الشمس ببياضها .. ويأتي قمرٌ آخر .. ماله أخت .

فتعالي يا أُخية .. الشاي لم يبرد بعد .. وحديثك شهيٌ لا يُمل ، تركتُ الشوارع ورائي تنتحر تحت الأبنية .. والشجرة الماجنة تلبس عباءتها المزركشة وتغازل الأرصفة ، المكان معكِ هنا يغري بالثرثرة .. بالبوح .. بإطعام أسراري بعض الصمت ، المكان معكِ له رائحة بيتنا القديم .. وفستان أمي .. وصوت الجيران ، حين أراكِ أتذكر الفوضى المدسوسة في حياتي .. أتذكر صلاة العشاء التي سهوتُ عنها ، أرى في وجهك إيمان .. وفي عينيك إيمان .. ولي فيك إيمان .

اشتقتُ إليكِ .. أنت لا تأتين لأمنا حتى يملّ الهلال من الهلال .. حتى ينتفخ صدري بالكلام .. حتى تنبت نظراتي في زوايا المكان ، اشتقتُ لجلوسك بجانبي .. وأتعجب كيف تزرعين الربيع في حبات المطر .. كيف تهوني الهموم حتى تشرق بالنور وتنادي على نفسها بالثبور ، كيف تُسهرين الليل على كتفيك وينام الفجر بين يديك ، أبعدكِ السفر يا حبيبتي .. والزوج والأبناء ، كلما تذكرتُ طفولتنا .. لعبنا .. لهونا في حارتنا المتعبة .. قلتُ .. ستأتي .

مغرورة هي الأرض يا أخية .. في المساء تتنكر للشمس .. للنور .. للأشجار التي منحتها جسدها طيلة النهار ، تدور حول نفسها مختالة مجنونة .. تظن هذا الكون مرآتها ، أما أنتِ فتمنحيني الحب .. تمنحيني الورد معجوناً بالنخل .. بالبحر .. بالأمل المصفى ، أنتِ كالماء النقي يعرف ملامحي .. يفهم الشقاء الذي يتلبسني وقد استطال كعيدان الخيزران .. يشعر بأحلامي وهي تغوص بداخلي سيوف مشرعة .. يرويني كلما ظمأت للابتسام .. ويقول لي لم يزل لك عندي كثير .

صوت أمنا .. وجهها المليح سقط في دمنا كالعمر .. كالتاريخ المديد ، تآلفنا .. نرى الصباح يأتي لأنه صادق الوعد .. نرى الأمكنة وهي تبوح لنا بحديث طويل لا يفهمه سوانا، في بعض الأحايين أراك ثرثارة .. فأنتِ تقولي مافي نفسي جملة واحدة ، إيهٍ يا أخية .. أنت تريني أعز الرجال .. وأنا أراك أعز ما في الحياة .

سعد المغري 10-19-2009 10:09 AM

..

عبدالرحيم فرغلي..

الله الله أيها الـ قمر الذي يطرز
بأضواءه أثواب الـ ذكريات.
ولأنها أختك الـ متربعة في قلبك
كان هذا الـ نص يحلق بنا فوق واحة من الـ طهر والـ نقاء.
بعدها عتمة تقيد عالمك وقربها ضوء يخرجك من الـ عتمة..
هذه الـ حروف ياعبدالرحيم غصن يمتد إلى الـ سماء لـ يصافح الـ غيم.
كل ماكان مني لن يبلغ حاجب إبداعك
فـ اسمح بأن أمر.!
صباحك كـ قلبك .



.

نهله محمد 10-19-2009 11:27 AM

عبد الرحيم ...

الكوب في يدي , برد ....
وأنا أتوجه لهذا النص وأتركه في حيرته ,
يوزع دفئه على الحيز الموجود فيه ,
فيما أنا أقتبس من دفء النص مايكفي للاستغناء عنه ...
إذا دفء يلغيه دفء ..!
ونص , يُبعد فنجان قهوة ,,

قلتها لك سابقاً , أنت تجعل من النثر مادة مغرية لكل ذات شاعرة ...
إفطاري بجانبي , لاحاجة لي به , وهنا لقمة مشبعة ..


أعجبني جداً
هذا المكتوب , لكأنه تمهيد لقلع كل مادون الطهر خارجا والدخول دونه ..

مسكينٌ هذا القمر .. ليس له أخت ، مرآته سوداء تأكل في وجهه حتى الصباح ، يشرب قهوته بعيداً عن البشر .. مذ عرفته وعجمةٌ في لسانه لستُ أفهمها ، لم يتب من سرقة الضوء حتى بعدما قطّعوا يديه ورجليه .. لكن ماذا يصنع .. وهو يواري بالنور سوءة عزلته ، يقولون أن أمه كانت تبيع قصائداً للعشاق .. وأبوه الغاضب سافر في محاق ولم يعد .. فما زالت بقع الخجل تسكن سطحه ، غداً تكفنه الشمس ببياضها .. ويأتي قمرٌ آخر .. ماله أخت .

أجمل مايميزك يافرغلي , انسيابية الكلمة , وعذوبة الشعور ,
أحياناً , يصادفني كاتب عملاق لكنه بشعور خشن يجعلني أخرج من صفحته غير آسفة ...
ليتهم يعلمون أن الشاعر ليس بالكلمات الغريبة , والصعبة , المعقدة , ولا في كمها ,
الشاعرية ليست إلا كلمة بسيطة , في مكانها المفترض, بين أخرى موضوعة لتفصح
عن شعور ما , بذات القدر من البساطة , وهذا ماتفعله هنا ... وتبهرني ....

أهنؤك دائماً على وصولك لهذا , وأغبطك بحق ...
متابعة
....

عائشه المعمري 10-19-2009 12:43 PM

أتمنى أن أكبر فحسب ..



،
/
عبدالرحيم : ليس بجديد عليك أن تكون السماء
ونحن كائنات أرضية تستجدي ما تمطره ..



شُكراً لك

طلال عايل 10-19-2009 12:57 PM

،

جميل هذا البوح ياعبدالرحيم
انتفاخ صدرك بالكلام .. لم يسكته ملل الهلال من الهلال ..
بل زاده بهاءا حتى تساقط علينا رطبا جنيا
لم يكن إيمان محض صدفة .. بل يقين بل يقين

أترقبك ياساحر

ودي طلال

قايـد الحربي 10-19-2009 08:30 PM

عبدالرحيم فرغلي
ـــــــــــــ
* * *


أُرحبُ بك كثيْراً .

:


[ أختي ]

سَأتأمّلهَا حَرْفاً وَ سأتَألّمهَا حَفْراً :
أقُولُ :
[ الألفُ : تَكْبيْرةٌ وَ الهَمْزَة الفَاتحَة .
الخَاء : رُكوْع بِـ خشُوع .
التّاء : جَلْسةٌ بَين .
اليَاء : سَجْدَة ]

،

البِداية بِالـ " مسكيْن " ،
وَ النّهاية بِـ " الحياة " ،
فـ ثَمّة أثَرٌ يُوصِي بِالمسَاكين ،وَ يؤكّد بأنّهم أكْثر أهلِ الجنّة .

،

إلى أعلى علّيين ينْتمي قَامُوس هذهِ الأحْرف ، حيْث :
" القَمر ، الشّمس ، المَطر .. "

،

[ عبدالرحيم فرغلي ]

﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾

وَ هيَ كذلك .

،

شُكراً تُقبّل جبيْنك

حصه العامري 10-19-2009 11:16 PM

.
.

قَليلٌ من هُم موقنون بِحميمية العِلاقَة الأخويَة.

والله ياعَبدالرحيم
اقرأُ مائِدتك العفَة وفي يَدي هاتِفٌ يُسمعني صَوت " خالد " المُغترِب الدافيء
أُسمعه " شارات " مُسلسلاتِنا الكرتونِية القديمة .. ونُردد في نفس اللَحظة " اتذكر/اتذكرين ؟! "


أُختي عائِشَة ياعَبدالرحيم

وَالله إلى الآن كُلما دَب في نفسي خوف غَبي , اتسللُ سَريرها البَنفسجي وأُريج ذِكرياتي هُناك
لِأعلم أني لَم أكبر ومازلتُ تلك الجبانَة الحاضِنة لراحَة يَد عائشة ليلاً كُلما ارتعد قَلبي الصَغير
وما اختلَف إلا " السَرير , والمنزل , وغياب أبي ".



مَضمونٌ كَهذا يُشد ذكرياتي إلى مَرمى الـ كَفى
ويُخل بكثيرٍ مِن مَبادئي وإلتزاماتي كبالِغة , يُقلع الكثير مِن أفكاري المُتزِنَة
ويشعل حَطب .. الشوق والشوق والشوق .

مُدهش
أن لانتذكر مافَعلناه البارِحَة , ونتذكر أدَق تفاصيل الطفولَة .


فرغلي

أُريد أن أوقط إخوَتي وأُمي وأُعيد المُغترب الآن , ليحضنوني.

أنت أمل لإنعاش الذِكرى.

نوف آل محمد 10-20-2009 07:54 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم فرغلي (المشاركة 536113)



مسكينٌ هذا القمر .. ليس له أخت ، مرآته سوداء تأكل في وجهه حتى الصباح ، يشرب قهوته بعيداً عن البشر .. مذ عرفته وعجمةٌ في لسانه لستُ أفهمها ، لم يتب من سرقة الضوء حتى بعدما قطّعوا يديه ورجليه .. لكن ماذا يصنع .. وهو يواري بالنور سوءة عزلته ، يقولون أن أمه كانت تبيع قصائداً للعشاق .. وأبوه الغاضب سافر في محاق ولم يعد .. فما زالت بقع الخجل تسكن سطحه ، غداً تكفنه الشمس ببياضها .. ويأتي قمرٌ آخر .. ماله أخت .


.


مسكينْ والله
وَ محظوظ هو بكَ وَ جداً محظوظ أن خَلّدتْ أبجَديتُكَ سِيرتُه المَنفيّة !

يقولون أن أمه كانت تبيع قصائداً للعشاق .. وأبوه الغاضب سافر في محاق ولم يعد *


آمنتْ بقولهم معكَ , خطيئة التَصديق لا يغفر لها

أ / عبدالرحيم
طوبى لنا ابداعك


الساعة الآن 02:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.