منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ( أرجوحة الظل ) (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=33858)

عماد تريسي 06-11-2014 11:10 PM

( أرجوحة الظل )
 


( أرجوحة الظل )

/
/
/


هكذا أنا , هكذا أنتِ , و هذه حكاية الظل الذي لا يفتأ متأرجحاً !!
لستُ هنا بصدد أن أخاتل ما لفَّ الأيام من سرابٍ كنتُ – بسذاجةٍ – أظنه يقيناً , و لا لأتتبع أزقة العمر حيث كان الظل المرجوّ يلوذ بها , هارباً لا يلوي على شيء سوى أن لا يطارح أمكنتي بعضاً من مكوثٍ !

لست بصدد ذلك كله ... رغم أنّي لا أنكر أنَّ من المفاجأة أن أرى - بعين اليقين - أنَّ الظل بات ممّا يحسب على ذمة السراب !


و ما كان الشوق سراباً

/
/
/


و هذا رواحكِ تركَ صهيله على حافة العمر ليقصَّ أحزن القَصص ... لكن ؛ ما مات حُسْنُ يوسف و لا تابتْ عن تقطيع أياديهنّ النساء .

- ( قبلكِ ) , كانت الأشياء منخوسة كلها , فوعدتِها بالحرية قبل أن يفتضح أمر عبوديتك !!!
- ( بعدكِ ) , استعاد الموج هدوءه حين رسا على هدير ذاته , و أهدى النوارس سبيل بياضها .
- ( حينكِ ) , حسبتِ الشمس بعضاً منكِ حتى قلتِ : أنا ضوؤكم الأسنى ! فهاجرت المجرات إلى أفلاك الموت عن طيب انتحار .
- ( بعدكِ ) , عرف الشوق كيف يمشِّط أسرابه راحلاً إلى مستقر النعيم , و أيقن أنَّ سالف انهماره في حقولكِ كانت دونه عاقر نواياكِ .
- ( قبلكِ ) , كم حجتْ اللهفة إلى سنابلَ ملئتْ سراباً , فعادتْ من تطوافها و قد اعتمرتْ بمجامر النكبات و لم تفضْ إلى السَكينة .
- ( حينكِ ) , تزيَّتْ الصباحات بفساتين غوايةٍ , على بواباتها ما أغرى القلب أن يبث رُسُلَ نبضه سائلاً عن رغيف أمان .
- ( بعدكِ ) , خارت الشرايين جوعاً حين خُذِلَتْ رسُلُها و كُذِّبَتْ .

فيا أنثى خُلِقَتْ من ضلع التورية , و رشفتْ من لبن الغواية و فُطِمَتْ عليه , كم حيَّرتِ قواميس الطيبة و هي تقدُّ لكِ أعذاراً تتلوها أعذار , و أنتِ تقدين قميص الياسمين من كل الجهات , حتى تعرَّتْ نواياكِ حين أزفت ساعة الغفران !

و كم بُحَّ صوت الحنين إليكِ , يستدني تنزُّلَ الصدق من مواعيدكِ حين كان الحنين يولّي وجهه شطر قبلتكِ دون سواكِ , و كنت ملآنة بالريبة , حتى آبَ صداه مثخناً بالخيبة مسوَّراً بالقنوط .

أوَ ثَمَ تتساءلين – سراً أو جهراً – لِمَ تزلزلَ العشق المبين !!؟


\
\
\


عماد


شاطئ طرطوس 29 / 5 / 2008





طلال الفقير 06-12-2014 01:43 AM

القدير / عماد تريسي ..

أرجوحة الظل تحمل ابعادٍ من الأشجان يدفعها الحنين


تقبل مودتي وتقديري

ساره عبدالمنعم 06-12-2014 03:10 AM

راقي جدا ماكتبت
دمت بكل الخير

عماد تريسي 06-12-2014 05:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلال الفقير (المشاركة 869888)
القدير / عماد تريسي ..

أرجوحة الظل تحمل ابعادٍ من الأشجان يدفعها الحنين


تقبل مودتي وتقديري



أخي المكرم أ. طلال الفقير ,

أكرمتَني و النص بحضوركَ الراقي و قراءتكَ المباركة .

لكَ عاطر الامتنان دائماً .




مودتي


عماد تريسي 06-12-2014 05:32 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساره عبدالمنعم (المشاركة 869893)
راقي جدا ماكتبت
دمت بكل الخير



بوركتِ و إطلالتكِ الكريمة يا أستاذة سارة ,

تقبَّلي موفور شكري و عاطر التحيات .




مودتي


نادية المرزوقي 06-12-2014 07:51 AM

يا الله ،

سبحان الملهم


، منذ سنوات ربما لم أقرأ نثرية متتالية متكاملة مناجاة بين هو و هي بكل هذا السمو و الألق من التناجي


لم أرد الانتهاء و ربي ..


كم هي القراءة هنا غواية للمكث و التسامي ..لا مفردة ماجنة و لا إيحاءات مشينة ..!

كما يليق بحروف القرآن تماما ليصرخ قلبي و أخيييييييييييرا تهنت عيني بمشتهى الكلمة ..


بارك الله الفكر و سمو المداد و ثبت خطاه
على سماويته و عرشه العالي


،

رعاك الله و حفظكم


ن

رشا عرابي 06-12-2014 01:40 PM

لله أنت ولحرفِ تثير به الدهشة

تبارك ربي إذ وهبك ملكَة الإبداع على بساط التواضع

ويهطل حرفك كلؤلؤاتٍ تناثرت من جيد الثريّا

ويبقى ردّي عاجزاً وربي عن إعجابي

واسمح لي فسأحتفظ به في المفضلة

فقراءته مغنم بين حينٍ وحين

ولك من الجوري ما تشاء يا طيّب

عماد تريسي 06-12-2014 09:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية المرزوقي (المشاركة 869904)
يا الله ،

سبحان الملهم


، منذ سنوات ربما لم أقرأ نثرية متتالية متكاملة مناجاة بين هو و هي بكل هذا السمو و الألق من التناجي


لم أرد الانتهاء و ربي ..


كم هي القراءة هنا غواية للمكث و التسامي ..لا مفردة ماجنة و لا إيحاءات مشينة ..!

كما يليق بحروف القرآن تماما ليصرخ قلبي و أخيييييييييييرا تهنت عيني بمشتهى الكلمة ..


بارك الله الفكر و سمو المداد و ثبت خطاه
على سماويته و عرشه العالي


،

رعاك الله و حفظكم


ن



يا لسعدي و هنائي و اعتزازي و حبوري !

هذا الوشاح المعطَّر بالسمو و الألق وهبني الارتقاءَ عالياً جداً .

شاعرتنا المتفردة بالإبداع الأستاذة نادية المرزوقي ,
شكراً بلا حدود لهذا المطر الذي أغثتِ به الحرف ليبقى على ذمة البوح بإذن بارئه .

لكِ موفور الامتنان دائماً .



مودتي



الساعة الآن 05:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.