... في حضرة الأعزل
جاءت ... على كسل تجرّ الخيبة بيد ... و تحمل فنجان قهوة سوداء بالأخرى .. قدماها ... متعثرتان منذ أزمنة .. و ما زالت تحاول انتزاع الشوك منهما ... كل الأحذية ضيّقة ... أحلامها تضخمت منذ بلوغها أول درجات القاع .. كان النور ساطعاً ... يحجبه عن أفق إدراكها .. لكنه حقاً .. يجلس حيث تمنّت .. أعـزل إلا منها .. و كل الأسلحة أفسدها دهره ... قبل أن تمس بيمينها آخر الخطى نحوه ... ألقت السلام بنظرة تحتري الجبين .. لا ملامح تتجلّى ... و الغموض يلفّهما .. إلا من وقع النبض .. و توتّر حبات السبحة الحمراء .. و تساقط الأوراق بلا كلمات توّقفت ... بمحاذاة المتاح .. و الكون كله بعد ذلك .. لم يعد مباحاً .. ما زال على استرخائه ... متوثباً للرشفة الأخيرة .. حيث إن الفنجان دارت به زوابع ارتباك ... و كل ما تبقى هو رشفتان ... و حديث لن يبدأ .. لا طاولة في الجوار ... لا شيء حولها إلا الهدوء .. و أرض لا حدود لها ... لا تشبه الصحراء ولا غابة سوداء ... حتى البحر .. كان بعيداً جداً بقدر جزر ينتظر مدّ اللقاء .. عليها أن تبقِي الفنجان محمولاً بين يديها ... حتى يكمل ارتشاف الأمسيات القادمة ... و عليه أن يسحب من يدها .. الخيبة الثقيلة .. قد لاحظ عرج قلبها ... و استقامة خطواتها .. استوت جالسة على الليل الذي يملك مفاتيحه و قالت : مُرني ! قال : أنا مدخّن شرِه ... و هذا الفنجان كثير الارتباك !! أجابته : تكلّم ... لتهدأ الزوابع ! تسلل ضوء الفجر ... من قعر الفنجان تجلّى الشمس و القمر في آن ... فاختلط بياضه بسوادها .. تمتمت : آخر سيجارة !! أشعل أخرى .. كتبت بعد أعوام : بين شفتيه لم تكن مجرد سيجارة .. كانت حكاية أعظم و أطول .. كان الدخان بعض أسرارها .. و أسراري ! همسة برجاء ( أن تبقى حيث وضعتها ) |
السيجارة ماقبل الأخيرة والفنجان حياة والمساء،،،، ساء وتلت على فنجانها كلمات مبهمة ،،، هدأ،،، هدأت لقاء ،،، بعيداً عن اللقاء من جبينها الأحمر لأصابعه ،،،، الخضراء همس ودوده ،،،، وتتصافح رائحة الفنجان مع عبق السيجارة يلتفان حول بعضهما هنا فقط وقف التاريخ والشمس ،،، وتعرقلت الساعة هنا اللحظة ؛ ضوء خافت تجبرنا ان نتجرأ ونقرأ لها حتى نقرؤها ملتوية تجيد لعبة التمويه الحقيقة ان النص ،،، يحمل لغة فارهة وحروف من دم ،،، استمري نحن بانتظارك |
من قال ان ذوبان الشموع بدعة
او ان فنجانك بين شفاهي ليست بورود ولا اوسمة !! في حضرة الاعزل اساطير من نور غازل الشمس بغروب لم تعهده الارض رااااائعة وجدا مبدعتنا \ ضوء مودتي والياسمين \..:34: |
ما تزال الصور الفنية تقطف الثمار الناضجة من فكري ووجودها في النص إنما يدل على براعة كاتب النص
ويُقاس نجاح الصورة الفنية في مدى قدرتها على تأدية مهامتها , ومدى نجاحها في التأثير على فكر القارئ ومدى إعجابه بهذا الأسلوب الفني , وفي هذا النص اخترتٌ صورتين فنيتين بينت لي ان العلاقة بين الإنسان وكل شئ من حوله هي علاقة مُتجددة , ومن ناحية أخرى تجعلنا الكاتبة ضؤ خافت نرى الأمور من زوايا مُختلفة . إنّ قوة الصورة التي إستعملتها تكمن في إيحائها، وفي مقدرتها على التعبير عن المعنى الواحد بأكثر من أسلوب اقتباس:
اقتباس:
|
الورد ضؤ
زرتُك هنا مرات ومرات لاحرمنا بوحك المُتألق شكرا لك |
اقتباس:
و العمر يجري ... الإقلاع عن إدمان الدخان و رائحة اللهفة ... ضرب من الجحود و إن تبتّل الليل .. و ( هو ) عن ملاقاتي .. لن أطفئ قنديل رغبتي ... و سأضرم به كل ورق تحمله عواصف السكوت العابرة من خلالي ... التلاوة .. قد صببتها في أذني الأعزل ... فاسترسلت قريحة أصابعه ثم كتب بمداد قلبه سؤالاً مبهما فسره العام الثامن .. و ما أجبته .. زايد الشليمي ... قد أفرغتَ على السطور من عميق فكرك .. و لمثل هذا الحضور .. أقف تقديراً و امتناناً |
استوت جالسة على الليل الذي يملك مفاتيحه و قالت : مُرني !
قال : أنا مدخّن شرِه ... و هذا الفنجان كثير الارتباك !! أجابته : تكلّم ... لتهدأ الزوابع ! تسلل ضوء الفجر ... من قعر الفنجان تجلّى الشمس و القمر في آن ... فاختلط بياضه بسوادها .. تمتمت : آخر سيجارة !! أشعل أخرى .. كتبت بعد أعوام : بين شفتيه لم تكن مجرد سيجارة .. كانت حكاية أعظم و أطول .. كان الدخان بعض أسرارها .. و أسراري ! ياااالروعة الصور والخيااااال هنا ... اتعبت البيان يا"ضوء خافت" نتوه ونتوه مع حرفك بجمااااال وانتشااااء راااائع. كل الورود لجمالك..🌹 |
اقتباس:
تصوغين من الكلمات عقداً بأعمق المعاني ... الشكر لا يفي حق روعتكِ يا سيرين ... |
الساعة الآن 02:21 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.