منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   العالم الآخر (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=11684)

حسين الراوي 06-20-2008 09:08 AM

العالم الآخر
 
.
.


استوصوا بالقراءة حُباً وقُرباً وحضناً، إنها عالم آخر غير عالمنا هذا الذي نسكنه. لقد اعطتني القراءة ما لا أُعطيه لنفسي، لما أحست بصدقي معها أصبحت لي المفتاح الذي يفتح لي أبواباً إلى المعرفة، والقلوب، والأزهار، والمطر، والعصافير، والفراشات، والتوت، والكرز.
في إحدى اللقاءات التلفزيونية سأل أحد المذيعين الكاتب الكوبي غابريال غارسيا ماركيز، ماذا تعني لك القراءة؟ فأطرق ماركيز برأسه نحو الأسفل، وبعد لحظات رفع رأسه ورجع بظهره إلى الخلف ووضع يده على ذقنه وأخذ ينظر إلى الأعلى، ثم عاود النظر والتحديق مرة أخرى في المذيع وابتسم، ثم قال: «أعطني سؤالاً آخر لو سمحت!». ويقول باولو كويلو البرازيلي صاحب «الخيميائي»، و«محارب النور»، و«قررت أن تموت»، و«11 دقيقة»: «ان القراءة هي الحياة الحقيقة التي نعيشها». ويقول الروائي العالمي الفرنسي فيغتور هوغو صاحب «البؤساء»، و«عمال البحر»: «لا أعرف كيف يعيش أولئك الذين لا يقرأون!». ويقول الكاتب التركي الرائع والمضحك المبكي الساخر عزيز نيسين: «عشت بالقراءة والكتابة». ويقول الكاتب السياسي الساخر محمد الماغوط: «القراءة هي مؤنستي بعد سنية». وسنية هي زوجته التي ماتت وتركته بعدها للوحدة والعزلة. ويقول الكاتب المصري مصطفى أمين: «القراءة كانت سلوتي في الحرية والمعتقل». والكاتب خالد المعالي في عام 1983 أسس «دار الجمل» بآلة طباعة واحدة فقط، بعد طلبه اللجوء السياسي في المهجر الأوروبي، وهذا كله بسبب حبه للقراءة وإيمانه بدور الكتاب وأهميته. وذكر أن محدث بلاد الشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني كان يقضي معظم وقته في المكتبة الظاهرية بدمشق، وكان يأكل ويشرب وينام بها! وكان العمال يغلقون عليه باب المكتبة ويذهبون إلى حال سبيلهم حتى يلتقوا به في اليوم الآخر! هذا كله حُباً في القراءة والعلم. وذكر أنه في يوم من الأيام اجتمع أمين مكتبة الظاهرية بكل من عمال المكتبة، فلما جلس أخذ يحدق بهم واحداً تلو الآخر، وسألهم: أين ذلك الموظف الذي لم أره قط إلا وهو ممسك بكتاب ويقرأ؟ ويقصد بذلك الشيخ الألباني، فقالوا له: عفواً حضرة الأمين، إن ذلك الرجل ليس موظفا في المكتبة، إنه من أصدقاء المكتبة! والأديب الجاحظ جاء في سبب وفاته أنه كانت لديه مكتبة فيها الكثير من الكتب التي أدمنها، وفي يوم من الأيام وعندما كان في مكتبته أراد أن يتناول أحد الكُتب التي في الأرفف العلوية، فما كان من رفوف الكتب إلا أن سقطت عليه ومات تحتها! وذكر أن أبو البركات، جد شيخ الإسلام ابن تيمية، كان مولعاً بالقراءة والعلم، حتى أنه كان يستأجر له من يقرأ الكُتب عندما يدخل الحمام لقضاء الحاجة أو الاستحمام! وذكر كذلك أن العالم الجليل ابن القيم كان طوال حياته يهتم بشراء الكُتب وقراءتها بنهم كبير، وبعد أن توفاه الله أخذ أولاده، وأولاد أولاده يبيعون من هذه الكُتب ويقتاتون بثمنها ويعتاشون! وذكر أن الإمام عبد الله بن المبارك كان قليلاً ما يجلس مع الناس للحديث، فلما سألوه عن سبب ذلك... قال أنا أجلس مع أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام في خلوتي. فلما سألوه كيف يكون هذا وأنت في عصر وهم كانوا في عصر؟ قال أجدهم وأجد أخبارهم في الكُتب، أجلس معكم ماذا أفعل؟ أنتم تغتابون الناس. وذكر أن زوجة الإمام الزهري كانت تقف أمامه وهو منهمك في القراءة وتقول: والله إن هذه الكُتب أشد عليّ من ثلاث ضرائر! وذكر عن القاضي الجرجاني أنه طلب من الوالي عزله من القضاء ليتفرغ لقراءة الكُتب التي ابتعد عنها بسبب توليه القضاء! وبعد أن تم عزله لزم البيت وكتب على بابه:
«أنستُ بوحدتي ولزمتُ بيتي
فدام لي الأُنس ونما السُرورُ
وأدبني الزمانُ فلا أُبالي
هُجِرتُ فلا أُزارُ ولا أزورُ
ولست بسائلٍ مادمت حياً
أسار الجيشُ أم ركب الأميرُ».
أحبابي... القوة كلها في القراءة والمعرفة والعِلم، والضعف كله في الجهل وضياع العمر فيما لا ينفع.

نشر اليوم. جريدة الراي الكويتية:
http://www.alraimedia.com/Templates/...px?npaId=52507

سعـد الوهابي 06-20-2008 06:21 PM

.
.
.
القراءة . . علم ، معرفة ، تجارب ، ثقافة ، تنمية مواهب ، وتنوير أبصار

القراءة . . عالم فكري يستحق جل وقتنا . .

في القراءة . . مالانجده في غيرها من وسائل الاتصال الكثيرة . .

القراءة وإن خبا ضوئها في عصرنا هذا

إلا أنها لازالت تحتفظ بـ رونقها وبهائها وهبيتها . .

القراءة توسع معرفي وثقافي كبير . .

ولا عجب إن أصبحت العقول في عصرنا لاتنظر أبعد من أرنبة أنف صاحبها بعد أن هجرت

القراءة واستعاضت عنها بأشياء أقل مايقال عنها مضيعة للوقت والجهد . .

في الكتاب . . تجد مالا تجده في ألف ألف قناة فضائية . .

الكتاب جليسٌ صالح . . إن لم يزدك خيراً لم ينقصك منه أبداً . .

.
.
.
سيدي القدير . .

" حسين الراوي "

مقال يستحق القراءة مراراً لأنه واقعي جداً ومصيب حد الإيمان . .

ولا عجب أن يكون هذا فكر كاتب المقال مادام يحترم القراءة ويقدرها حق قدرها . .

لله درك وسلم فكرك

ودام تواصلك


(احترامات . . مبجلة )

سعـد

أسمى 06-21-2008 03:36 AM


بعد قراءتي لـ خمس أو ستة اسطر من موضوعك..ألتفت إليها
مجموعة كُتب قريبة مني._مؤخرا لم استوصي بها خيراً_.


:
أشعلت فيّ الحماس يا اخي.
الكتب صديقة حنونة جداً..
تدفن وجهك فيها في كثير لحظات ،سعيدة أو حزينة.
كُل من ذكرت أُحب فيهم هذه الصفة .
حبنا للناس لأسباب،تختلف من شخص لآخر..هؤلاء أنا أحب فيهم
حبهم للقراءة، واسعافنا بما يستحق أن يُقرأ.


"
سلم الفكر والقلم/أخي.

عبد الله العُتَيِّق 06-21-2008 05:17 AM

كلام رائقٌ كشَهْدِ نحلٍ من زهرِ بُستانٍ فكرِ عقلٍ حصيفٍ مُنيفٍ شريفٍ ..
إيْهاً أيها الكاتب ، لقد أحسَنتَ سَحرَ العقولِ بحرفك ..
لا أجد ما أقوله عن القراءةِ ..
سوى أننا نتمنى أن نكون ممن يقرأ ما وراءَ المقروءِ ..
و أبعادَ المعاني المكتوبةِ كثيرةٌ ، كشقُها بالقراءةِ ..
و خيرُ القراءةِ ما كانَ شاملاً لا قاصراً ، و عيناً لا حَشْواً ، و شريفاً لا وضيعاً ..
فما يُقرأُ بالوجه يُقرأُ منه ..

ذكرتني قصة الجاحظ بموقفٍ مررتُ به ، تماماً ، إلا أنني بقيتُ :)

كل الشكرُ لك بأوراقِ شجرِ فردوس جنة المودة ..
عبد الله

أصيله المعمري 06-21-2008 06:39 AM

بالفعل هنا عالم آخر
فـ القراءه : مرحلة يحفظها العقل .. ويذكر لحظاتها كثيراً
هي معرفة وعالم آخر
تُطلعك َ على تجارب وشخصيات وأفكار
إن لم تنفعك
لن تضرك
.
.
.

حسين الراوي
رواي يجعلك تقتنع أنه يملك خيوط فكر تستطيع أن توصلك للـ عالم الآخر


شكراً كـ أنت

عَائِشَة 06-21-2008 06:53 AM

حسين الراوي

حرف أصبحت حريصة على متابعته



زادك الله من فضله

م.عبدالله الملحم 06-21-2008 10:29 AM



:
:



القراءة : رحمة
القراءة : سعادة
ـــــــــــــــ هي الحياة
و بدونها : أنت معرض
لــــ أن تكون : مُفرغ


شُكرا حسين .. تقديري


:
:

حسين الراوي 06-23-2008 09:21 PM

سعد
أذكر اني كثير رددت: " أعطتني القراءة الذي لم أُعطيه لنفسي " .

سعد
كل ما أعطيت القراءة حُب
كل ما أعطتك القراءة أُفق .


......................

.....................


الساعة الآن 06:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.