منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   [ لحظة ترمّد ] (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=21462)

سعد الصبحي 12-15-2009 09:06 PM

[ لحظة ترمّد ]
 
يجرف المطر بقايا الليل
يتشبّث الليل بي
كآخر قشّة من الأمل البعيــد
في الليل يصحو الحب شيْخاً
يحصد خيْباته من جبيني
وانا النحيلُ كسعفةٍ تعبثُ بها الريح
و تصلّي !
أنا أكثر تعباً من الطرقات
خطوتي تيتّمت في الغياب
ساقي تنكرُ الغدَ
حافي الحُلمِ
بالي القدم ِ
مرفقي لا ينثني كما كان قبلك
اصابعي تلعن كفّي وتبدأ في التلاشي
حنجرتي ناي مكلومٌ برحيلك
وجهي يقلّب ملامحه
أمسي يبعثر وجهي
ليعلن سطوة الفطرةِ والطينِ والجدارِ المتشققِ والسقفِ المائلِ والقرى والظلِ والوصايا و الجدائلِ والرسائلِ والمطرِ والزوايا المنفرجةِ والكهفِ و أهله وكلابهم والطرق الترابية ونظرات السائقينَ والسحاب الأسود والسهول الغبية والقِبلة التائهة والقُبلة المرميّة والرصيف والرفاقِ والسجائر و الأزقة والأحياء الشعبية والجياع والنوافذ المُشرعة و السجنِ والليالي المنتشيةِ و الفراشِ المهتريء والمسافة والدفء واليد والجسد و الطفولة والكهولة واللّعب والعُلب الفارغة و عيْنيــك والريح والحريّة والبحر و الموّال والبؤس والقارب المثقوب والحُلم المُتغابي والملح والأمل والدّم الأول و الرماد وصدري والشّعب والعشب والحليب و الصباحِ والمصروف الناقصِ والفقر والقفر من الارض والنخيل والبئر الثكلى والوحدة والدمع والعدم والغناء وروحي و الظلم و القبليّة والقبيلة والانتحار والانتصار والقبر والموت و الموتى والولادة بعد الموت والموت قبل الولادة والصّرخة والظهيرة و الفجر وكفّيْك والطُمأنينة وأمّــيْنا والآميـــــــن والدعوة والسجدة والخشوع والطّيبة وليْليْنا !


على الحنين المصلوب بين أضلعي
وصدرك !

بثينة محمد 12-16-2009 12:59 AM

رائع يا سعد .. تمتلك كما من الصور لم أرها كثيرا عند كاتب من قبل ..


مميز دائما :)

عون القحطاني 12-16-2009 05:30 AM

سعد الصبحي

لحظة ترمد
كانت في اعيننا لحظة اشتعال
استطعت بقبسة حرف ان تضيء كل هذه المسافات والازمنة

[ أنا أكثر تعباً من الطرقات ]
السفر مع هذه الكلمات قمة المتعة والدهشة

دمت بخير

وئيد محمّد 12-17-2009 02:16 PM



اييييه ياصديقي هكذا تندفع الغصات لانستطيع ايقافها بفاصلة مستيقظة أو نقطة خادرة .. هكذا نبدأ بالتعديد والسرد إلى أن تصعد شهقة ما ..فنتوقف لأننا فقط نريد أن نحقن رئاتنا بنفس يبقينا على قيد الغصّة
ياصديقي أنت تركض في الحزن وأنا خلفك أجمع ظلّي بيدي و أقطّع ملامحي لأجلك .. حتى لايضيع طريقك في العودة .

عائشه المعمري 12-17-2009 02:31 PM

يحدث أن يكتبنا نصك
كما نحن ..



مدهش وأكثر يا سعد

مروان السباعي 12-18-2009 04:48 AM

لحظة ترمد ...
تخلق أشياء تشبهك أيها لنورس الجميل ...
ولحظة ترمد ترسم في الأفق حلما ... يبحث عن وطن ...

صلوات المطر عليك ....

عبدالرحيم فرغلي 12-19-2009 11:00 AM

هنيئا لنا بك يا سعد .. جميل وأكثر هذا النص .

كان المقطع الأول منه أروع ما يكون من حيث تصوير النفس في حالة الفقد والضياع .. وإكساب الأشياء من حولك حالة النفس .. كنت فعلا مبدعا فيها .
وجاء المقطع الثاني والذي بدأت فيه بقولك ( ليعلن سطوة الفطرة ...... ) فكانت صورا متراكمة وكل منها ينفع أن ينفرد بمقطع .. فضاعت بهجتها بقوة تكثيفها وتواجدها معا ..

هو رأي من يتعكز على اعوجاج حروفه .. فالمعذرة أيها الصديق

تحية لإشراقة نفسك في هذا النص

وَرْد عسيري 12-19-2009 09:19 PM

لا تُجمع التفاصيل الكثِيرة في لحظةٍ واحدة إلا لتُمكثَ فِي قُلوبِنا بذاتِ الأثر الذي خلفّته في أنفس أصحابها، و أنت يا سعد
صَرفت كُل هذا لنا لِتُعلمنا أن هُناك زمنٌ عميقٌ يكُون فِيه الحنِين أحوجُ للصُراخِ بكل صغِيرةٍ حفظتها الصُدور ، تُعلمنا
أنك قادرٌ جداً على إسماعنا صوتاً مكبُوت يكثُر فقط إذا تكاثّر الإحساس بها كما كان في هذه الكتابة .


أعرفُ أن الشُكر يُجمع لكنه لا يبقَ ، كُل ما أُريد قوله يا سعد
أن لك حِسٌ كتابي يثبُت فِينا ولا يزول .


-


الساعة الآن 04:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.