عم نبحث !
دائما ما نشتكي ونتذمر بأن حياتنا مليئة بالمتاعب واننا تعساء ! بيد أن حياتنا ربما تشكل سعادة مطلقة لبعض الفئات من الناس كذلك ان نظرنا لغيرنا نقول ما هذه السعادة التي نحن فيها ! يا ترى عمَّ نبحث ! رحلتنا معاكسة هي اليوم …. رحلة البحث عن الكمال أصفها كالدوران في حلقة مفقودة .. كالسعي خلف السراب … من مسافاتٍ طويلةٍ يبدو مذاقه شهيا ً نحاول جاهدين التقاطه بكلتا يدينا ، لكننا وحينما تقترب منه أكثر فأكثر تخنفنا خيبة الأمل باكتشافنا بأننا أضعنا وقتنا باللهث خلف سراب … مجرد سراب ترى لـِمَ لم تعد الزوجة تملؤ قلب وعقل زوجها ولـِمَ لم يعد الزوج هو ذاته فارس الأحلام الذي كان يراودها في أحلام اليقظة هل اكتشفت بأن الفرس الذي كان يمتطيه لم يكن أبيضا ً ! لـِمَ خيبات الأمل تلازم خطواتنا …. لـِمَ مازنا نبحث عن المحال ! جميعنا لدينا تلك العيوب التي قد نخفيها عن عيون الآخرين أو أن ندعي بأننا على أفضل حال من باب ( أنا لا أكذب لكني أتجمل ) ، تلك مسميات نحن من اخترعها ! {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان } لو حاولنا مثلا ً ان نقوم بعملية تصحيح لتلك العيوب ونعترف بها سوف يجعلنا ذاك في مصاف الذين لم يعودوا يملأون العقل والقلب بسبب عيوبهم التي تلاحقهم أينما ذهبوا !. وأن ننشغل بأنفسنا وتجميل مكامن أخلاقنا بدلا من الهرب منها عبر ملاحقة عيوب الآخرين والبحث عن البديل مشكلتنا أننا ننظر دائما إلى الجزء الفارغ من الكأس ، متناسين أو متغافلين عن محاسن ٍ قد طمسنا عيوننا عن رؤيتها ربما رحلة البحث عن السعادة هي التي تقودنا للبحث عن الكمال فكلاهما متصل ببعض فحينما يشعر الزوج بنقص ٍ ما يلازم زوجته يشعره ذلك بالتعاسة التي تقوده للهرب خارج تلك القوقعة والمضي قدماً للبحث عن ضالته عن امرأةٍ كاملةٍ تعوضه ذاك النقص ، غير مدرك بأن تلك الأخرى ينقصها شيء ما قد يكون متوفر عند غيرها … وهكذا هل الحل هو الرضا / القناعة ! بالرغم من أن كلمة القناعة تؤرق البعض ، ويهاجمها البعض الآخر ، وهل مفهوم القناعة تعيد التوازن لحياتنا والتغاضي عن أمور تعكر صفو رحلتنا نحو السعادة هل المتعلمين والمثقفين هم أكثر الأشخاص بحثا ً عن الكمال ! وهل ذالك يزيدهم سعادة ً أم بؤسا ً ؟! أرى أن زيادة المعرفة عند البعض هي التي تجعله ربما يبحث عن الكمال فلو كان يعيش على هامش الحياة يأكل ويشرب وينام ونظره لا يتعدى خطواته هل وقتها سيكون في كدرٍ وضيق ، وأن ثمة شيء ما ينقصه! إذن ما الحل هل يبقى على الهامش كي لا يقض مضجعه شيء ! نقارن ذلك حياة آباءنا وأجدادنا حينما كانوا يعيشون حياة بدائية بسيطة غير معقدة كتلك التي نعاصرها اليوم حياتهم كانت تتخللها مشكلات بسيطة وحلولها يسيرة نظرة الرجل لزوجته آنذاك نظرة رضا وقناعة تامة وخضوع الزوجة لزوجها آنذاك كان خضوعا ً تاما ً أيضا ً أما الآن في عصر العولمة والإنقتاح الذي لابد أنه قد أثر سلبا ً بشكل من الأشكال على تلك العلاقة الطاهرة بين الزوجين التي حباها الله برباط ٍ وثيق ورفعها لتكون من أطهر العلاقات التي عرفها الجنس البشري على وجه التاريخ ، فلم تعد القناعة تجمل صفات الزوجين ، بل أصبح البحث عن عيوب الآخر هو الشغل الشاغل في خضم رؤية الزوج لملكات الجمال اللاتي تفوقن على زوجته جمالا ودلالا وغنجا ، واحتكاكه مع الجنس اللطيف سواءً بالعمل أو الشارع أو مراكز التسوق .. الخ ، وتعاملهن اللطيف وتحليهن بصفات أو علم أو مكانة مرموقة قد لا تتحلى بها الزوجة والعكس تماما ً- متغاضين طبعا ً عامل الجمال لدى الرجل- ، هنا المعضلة ، وهنا تبدأ أكبر مشكلة وهي رحلة البحث عن النقص لكن ذاك الباحث يعود أدراجه خائبا ً لاكتشافه بأن الجمال زائل والدلال مغادر يوما ما والعلم مكتسب نسبي فيه زيادة وفيه نقصان ، أما دوام العشرة وتلك السنين التي ركلها بكلتا قدميه لن يعوضها أي رجوع ، أما تركيب مصل النسيان لن يجدي نفعا ً وقتها حينما فشلوا في فك شيفرة السعادة وجهلهم لأسرارها في الختام أقول: رحلة البحث عن الكمال ، رحلة شاقة عسيرة ، من يسير في دربها غير مدرك بأن نهايته خط لن يستطيع تجاوزه مهما بلغ جهده أو علت هامته متى نصل إلى حالة اكتفاء ورضا بما هو ميسر لنا وما نحن منعمين به ! |
مريم الخالد ــــ * * * نُرحبُ بك في أبعاد ، فأهلاً وَ سهلاً باسِقة . : تقولين - مُطالبةً - : " لو حاولنا مثلا ً ان نقوم بعملية تصحيح لتلك العيوب " .. بينما تقولينَ - مانعةً - : " رحلة البحث عن الكمال أصفها كالدوران في حلقة مفقودة .. كالسعي خلف السراب " أليستْ " مُحاولة تصحيح العيوب " هي " رحلة للبحث عن الكمال " وَ إحدى الخطوات إليه ! : وَ عن سؤالك : " هل المتعلمين والمثقفين هم أكثر الأشخاص بحثا ً عن الكمال ! وهل ذالك يزيدهم سعادة ً أم بؤسا ً ؟! " فقد أجابه المتنبّي بـ : [poem=font="simplified arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] " ذو العقل يشقى في النعيم بعقله = وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم " [/poem] : شكراً لك وَ التراحيب بك . |
,
, أرى نبحَثْ عَن أصلاحنَا في المقَام الأول مَتى ماأصلحنا ذواتنا .. هُنا نصلح من حولنا الأقربونْ .. البحَثْ لايأتي لنا مانُريْد ..إلا بعد أن نبحثَ لأنفسنا نحن بقُلوباً بيضاءْ لذا .. حينما نكون ناقصين لما نبحث عنه ..لن نجدْ مانحنُ باحثيْن عنَه .. أرضاء الذات هو المحفز الأول .. لذا لنبحث عن ذاتنا أول .. أهلاً بك ِ في أبعاد أدبيه عاطِر التحايا :icon20: |
اقتباس:
عزيزي كنت أطالب بتقويم الذات ... العلو بها إلى سماء النقاء ... لم لا نسمو ! ... لكن كي نفعل ذلك يجب أن تتوافر لدينا أدوات وإمكانيات ورغبة ونية ... وقاعدة صلبة نبني عليها بناء التغيير والتطوير ... وأن يصاحب تلك الرحلة ثقة بالنفس وقناعة ورضا .... لأننا بغير ذلك لن نصل ... سنكمل تلك الرحلة بسخط وهذا ما أسميه البحث عن الكمال .... عندما يصل الباحث منا إلى درجةٍ ما وهو غير مقتنع بما فعل أو ما يفعل أو ما سيقوم بفعله .......... أرجو أنني قد أوضحت النقطة ..... وألا أكون مازلتُ أفسر الماء بالماء ! شكرا لقطرات الندى التي نثرتها هنا وشكرا للترحيب يا ابن الحربي |
مريم الخالد أهلا بك في أبعاد أدبية أما ما يخص مقالك الجميل فأنا أقول أن المثقفين عموماً وليس المتعلمين هم أكثر الناس تعاسة وأقل فرحاً، لأن سعيهم نحو الكمال ومحاولة القضاء على سلبيات الجهلة إرتفاعاً ونزولاً هي المهمة الأسمى والهدف الأول، ولن ترتقي بدون مثقفيها. ومع نظرتي هذه فأنني لا أميل إلى السوداوية ولا أحب الشخصيات التي توشحت السواد بل أميل إلى المتفائلين الحالمين القائلين: جاي النصر وجاي الحرية (( عذراً من السيدة فيروز )) |
|
عن أحلامنا بين الواقع .. وعن ما أحببنا أن نكون عليه ! وأعدك : لن نصل الى آخر سطر :( طبيعة الإنسان .. ولن تجد لـ فطرته تبديلا ً ... أشكرك كثيرا ً مريم , سعيدة بقدومك . |
اقتباس:
نعم الإصلاح يبدأ من الذات صدقت عزيزي محمد همسة : لك أن تقوم بتنسيق النص بتظليله كاملا ً وليس سطرا بسطر ..... ذلك حتما سيأخذ منك وقتا طويلا ً يا ابن الغشام و شكراً لترحابك http://www.alwatanyh.com/imgcache/11713.png |
الساعة الآن 12:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.