من حـقي أســأل
 

( من حقي أسأل )

لم يشهد التاريخ فضاعة كفضاعة جيلنا الموقر*ولم يشهد سياسة كسياسة القتل التي تحدث الآن ، لا أعلم هل هي ضريبة الرخاء العالمي بالسابق وقام بجنيها الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة أم هي امتحان رباني ؟ في كل شبر من الأرض تسيل الدماء وفي كل جزء تسقط الدمعات حرقة على عزيز لديها ، الله عز وجل خلق العباد لعبادته وليس لتنكيل على أنفسهم ، أو القتل والهتك وسلب الحقوق ، عالم الحيوان أفضل من العالم الإنساني بكثير ، متي كان القتل دافع للسلطة ، متي كان قتل الأمهات أمام أطفالهن جسر عبور إلى العرش اللعين ! متي كان نحر الأطفال مفتاح للقصر الألماسي ! طعنة عالمية تسدد بصدور الشعوب بأيدٍ اعتادت على وضع بصمتها بالدماء البريئة ، الصراع واختلاف الساسة في العالم لا يكون ضحيته إلاّ الأبرياء الذين كان همهم اسعاد أطفالهم والبحث عن الرزق لهم ، شعب يباد عن بكرة أبيه لأجل شخص واحد !! هل يعقل هذا أيّها الضمير العالمي ؟! هل هذه الديموقراطية المنشودة ؟
أم هي سبيل لعقد صفقاتكم الخبيثة لبيع الأسلحة وارضاء أنفسكم ، تحدثون الفتنة بين العالم لكي تسير المصالح حسب توجهاتكم اللعينة ، هل الحرية هي قصف الأبرياء وإلتزام الصمت من الآخرين !! أيّ عالم هذا ؟
لم أكن أعلم بأن القلوب شرسة لهذ الحد ، وأنها مزجت بالبارود ولا أعلم بأن الأنوف ادمنت على ريح الرصاص، لم أكن أعلم بأن الانظار تتشوق لرؤية الدماء ، والآذان تطرب بصرخة الأمهات ونحيبهن ، والابتسامة لا تظهر إلاّ برؤية الدموع تسقط من اؤلئك الضعفاء !! فعلاً أي عالم هذا الذي نراه ؟؟
( من حقي أسأل لأن لي رب يحميني)

**

لا نقول إلاَّ ما قاله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30].

أن الملائكة قالت ذلك بعد إعلام الله تعالى لهم بطبيعة ذرية آدم عليه السلام، وأنهم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء، وما نقله القرطبي رحمه الله وغيره أن الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجن وسفكهم الدماء، وذلك لأن الأرض كان فيها الجن قبل خلق آدم فأفسدوا وسفكوا الدماء.
فبعث الله إليهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال، ثم خلق الله آدم فأسكنه إياها. وهذا مروي عن ابن عباس وأبي العالية.
قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال: ( قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30]. أي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم، فإني سأجعل فيهم الأنبياء وأرسل فيهم الرسل، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء العاملون والخاشعون له والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم. انتهى كلام ابن كثير.

تحياتي وودي يا نهار الجهني

لا أضيف على ما أضافه الأستاذ عبد الإله فلقد أفاد بأفضل افادة مستوحاه من هدي قرآني فيه من الحكمة والبيان ما فيه ليضع لنا قواعد هذه الحياة مفسرًا إياها وافيًا لمبتغانا .

وحيّاكم الله في أبعاد / نهار الجهني
ودمت بكل خير

أخي نهار الجهني
لازلنا في نفس الدوامة ولكن بشكل أكبر وسؤلك الذي تقول لك الحق فيه أتمنى إن الزمن لا يكون قد أنساك إياه وعجت بك الحياة إلى غير هداه واما عن الإجابة التي تنتظرها ك بلسم وضماد لجرحك فلازلنا نعاني مرارة سؤالك ولم نشفى منه كي نستطيع الإجابة ! على هذا النفس الثائر وكأنني أقراك اليوم أمامي وليس لدينا مابسعفنا من كلام او فعل .
لك وافر التحية إيها الجميل أينما كنت .