أبناؤنا نأخذهم الى أين؟
 

نظرت إليه وهو يحدثني عن ابنه الذي سيلتحق بالصف الأول الابتدائي’ "نظرة لا تخلو من الشفقة!!!". كان يعبر عن مدى الجهد الذي بذله في العثور على مدرسة حكومية ذات كفاءة عالية . سأل وتقصى كثيرا, نصحه أحد أقاربه بإلحاق ابنه بمدرسة ابتدائية تبعد كثيرا عن منزله ,وافق بعد أن علم بان المدرسة يقوم عليها معلمون أكفاء وذات سمعة جيدة . ليست مشكلته في اختيار المدرسة بل جهله بكيفية تجهيز ابنه للدراسة . حتما سيلازمه في الأسبوع الأول كظله حتى " يتبرمج" الابن على الأجواء التربوية ويجلس الى جوار زملائه في الصف دون بكاء ونحيب.
صاحبنا " كان الله في عونه" جهز نفسه ليكون هادئا عندما يرافق ابنه في أيامه الاولى للمدرسة , قال لي بإنه سيحاول التخلي عن عصبيته وهما في طريقهما الى المدرسة حتى لا يغضب ابنه ويكون لصراخه وعويله اثر في " تعكير" مزاجه فهو الضيف الجديد على التعليم و" بلاوي المدارس"., بل طلب أذنا رسميا بالتأخير عن عمله حتى يتفرغ تماما " لفلذة كبده" . شخصيا اشك في ان عصبيته ستبتعد عنه فأنا اعرفه يبدو " عابس الوجه" في ساعات صباحه الأولى ويسير في طريقه متجها الى عمله وهو لا يطيق من حوله وبمجرد أن يصدر تصرف مقبول أو غير مقبول من سائق يجاوره ينهال عليه بلسانه " العذب " قذفا وذما و" نحيبا" ,صاحبنا لا يهدأ إلا بعد تناول وجبة إفطاره التي لا تخلو في المعتاد من " البيض المسلوق" , تخيلت نفسي عندما أقوم بنفس تجربته حيث أرافق ابني لأسلمه لمدرسة تأخذه لحما وتعيده عظما .
وأنا استمع لصاحبي دارت في ذهني علامات استفهام حول تثقيف الأبوين فيما يخص تجهيز أبنائهم للدراسة في عامهم الأول ومدى غياب وسائل الإعلام وتحديدا "الإعلام التربوي" عن القيام بمهمة التثقيف ,هذا إن كان هناك دور للإعلام التربوي في الحركة التعليمية لدينا ,في ظني واعتقادي المتواضع ان تثقيف الأبوين سيسهم في إزالة الرهبة عن الأبناء فالمدرسة لدى الطفل عالم مبهم خاصة إذا كان من النوعية التي لا لم تعتد على مخالطة الآخرين .وكم من الآباء من يفشل في التعامل مع ابنه في الأيام الأولى لدخوله للمدرسة ويقف أما بكاؤه وصراخه وإصراره على إعادته للمنزل عاجزا لا يخلو من الحيرة في أمره .
الطفل بحاجة ماسة إلى تعويده على التحدث مع المحيطين به وضع الأجواء الملائمة لمساعدته على مخالطة نظرائه الأطفال , جميل أن يستطيع الطفل تكوين صداقات قبل بلوغه السن القانونية للالتحاق بالتعليم فهذا يساعده حتما على سرعة التأقلم مع متطلبات التعليم ويجعله يتكيف مع محيطه المدرسي بلا رهبة قد تصل الى حدود " الهبال المفرط" والاعتقاد ان من حوله في المدرسة أشباح ,جميل ان يكون لمعلمي الصفوف الأولية _خاصة الأول الابتدائي_ دورات تأهيلية تساعدهم على فهم نفسيات الطفل قبل البدء بتعزيز مهاراته التعليمية وجميل أن يكون خط التواصل بين المدرسة والمنزل ممتدا ليصل الى وضع آلية للتعامل مع الطفل ونزع خوفه من الدراسة وتحفيزه على الإقبال على اكتساب المعرفة وصنوف المناهج الدراسية بكافة أشكالها.
متعة الحياة أن يستثمر الأبوان في تعليم أبنائهم ليس بالمال فقط بل بالجهد والسهر على مساعدتهم وتزويدهم بمتطلبات تعليمهم فمثل هذا الاستثمار يصب في مصلحة الأبوين قبل الأبناء وكم من اسر تحولت من حال الى حال بعد أن ساهمت في صعود أبنائها الى أعلى المراتب العلمية .إن التعليم لا يكتمل إلا إذا سبقته التربية فهي الأهم .المنهج الدراسي بقدر الحاجة الى توفير المعارف فيه إلا أن ذلك لابد أن يوازيه في ذات الوقت حراك تربوي يسير على منهج واضح ويعمل على تنشئة جيل واعد يعمل لصالح هذه الأرض الطاهرة , كل عام دراسي والجميع بألف خير.. ودمتم .



...............................
نشرت في جريدة اليوم
الجمعة الموافق 10/10/1429

رائع يا عبدالله ماطرحته
فعلا اتفق معك في مايخص ضعف الاعلام التربوي
انا لا اعمم هناك من هو مجتهد ويسعى في هذا الجانب لكن يظل القصور واضحاً ويحتاج لترميم
كبير
ياعزيزي : وزارة التربية مشغولة عن أداراتها
وتحتاج أصلا لتثقيفها على الأقل في فهم دورها
الحقيقي.

ايضا الأسرة له دور يجب تلعبه بأتقان فالتهيئة هي من اهم العوامل التي تساعد الابناء على الاندماج في عالم المدرسة.

تحياتي

أخي عبدالله


المشكلة هي عدم وجود خطة متكاملة


وتدريب المعلمين على التعامل مع الأطفال


وتحببيبهم بالدراسة



وإن كان هناك معلمون قد أقدموا على هذه الخطوة


فهو إجتهاد منه



ما طرحتة اخي يعانية الكثيرين من أولياء الأمور




محبتي لك

اعتز برايك يا ريم
سعدت بمرورك

تعاون!!!!!!!! هم وربي نيام
تحياتي لمرورك يا اخت فاطمة

تحياتي لمرورك

عبدالله



أشتاق فكرك كثيراً


كن بخير ودعنا نقرأك