منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد المقال (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   #InsideOut (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36206)

عائِشة محمد 12-26-2015 03:25 AM

InsideOut
 



#InsideOut


عادة لا أتحدث عن الأفلام التي أشاهدها، رغم أن منها ما يترك في نفسي أثراً عميقاً نفيساً. أستعيده في وقت احتياجي إليه في أزمة ما؛ أفلام كتلك التي تتعلم منها لمشابهتها موقفاً كنت فيه و أثرتك بغنى. أو تلك التي تعلمك درساً قبل أن تقع في حفرة تكاد لا تراها و أنت مهرولٌ في طريقك المؤدي لهدفك. و غيرها التي تكون نفيسة، لا أتردد بمشاهدتها مجدداً، مرة أخرى.
لكن، اليوم، قبل قليل؛ أوه، يكاد التعبير يخونني. شاهدتُ فيلماً، ماذا عسايْ أقول عنه؟

أتؤمنون بالتزامن؟ الفجاءَة؟ ماذا بالتحديد؟ المشاعر؟ التزامن في المشاعر؟ الفجاءَة فيها؟ أتؤمن بذلك؟ الفجاءة؟ صحيح الفجاءة في المشاعر؟ أليس هذا جنوناً؟ قليلاً؟ حسناً. ماذا عن التبعية؟ لا أقصد العبودية، بل التبعية؟ التسلسل؟ التوالي؟ أوه! كل كلمة تساء فهمها في مقصدي. حسناً. هذا كله ليس صحيحاً. لأحاول توضيح الأمر لك مجدداً.

لنبدأ من جديد. حسناً، أنت الآن تشعر بالحزن. ألا تريد الحزن؟ لا بأس، اشعر بما تريد. لديك هذه المشاعر وحسب، ماذا تريد؟ الحزن، الابتهاج، الاشمئزاز، الخوف و أخيراً الغضب. اختر منها ما شئت. اذن أنت الآن تشعر ما اخترت منها. اتفقنا؟ على رسلك، أنا أوضح لك كما أدليتُ مسبقاً، أوضح لك الأمر مجدداً.

ماذا اخترت الآن؟ لا يهم، المهم كونك اخترت شعوراً من هذه المشاعر الخمسة لتشعر به الآن، في هذه اللحظة. أو لنفترض أنك بدأت مسبقاً تشعر به بالفعل. حسناً، بعد ذلك، ما التالي؟ أعني ماذا سيأتي بعدها من تلك الخمس مشاعر؟ ماذا؟ أوه صحيح، أنا قلت سأوضح لك، لكن باعتقادي، عليك أنت بحسب شخصيتك أن تعلم ما سيتلو شعورك الذي اخترته كنتيجة له لا تتالي عبودي بعده! أليس كذلك؟ لأخبرك ببساطة، إليك "أنا" مثلاً، حين أشعر بالحزن نتيجة أمرٍ ما قد حدث، بطبيعة شخصيتي يتلوه شعور البهجة في معظم الأوقات و أحياناً الخوف. دعنا من الخوف الآن و لنركز على البهجة التي تتلو شعور الحزن ذاك. كون أن الحزن يمنحني شعوراً بإفراغ طاقته السلبية عن كياني، تتلوه البهجة في معظم الأوقات كما ذكرت لتمنحني اندفاعاً لما أريد. مهلاً لحظة! حين أقول "طاقته السلبية" أنا لا أذم الحزن! هو هكذا. كيانه كذلك. و هذا ليس ذماً. آمم، كيف أوصل لك الفكرة التي أعنيها؟! استمع، لدي قريبة، ما ان يصيبها ذلك الأمر الذي يشعرني أنا بالحزن –الذي كنت أتحدث عنه قبل قليل- لأفرغ عن نفسي الطاقة السلبية التي يتكون منها، فقريبتي تلك بعكسي تشعر بالاشمئزاز بدلاً عن ذلك، و لا أفهم أسبابها أو ان صح التعبير، كيفية تناغم مشاعرها لتكون نفسيتها مستقرة و في ارتياح تام. هذا ما أعني، فالأمر برمته يعتمد عليك الآن، بحسب الشعور الذي اخترته، و بطبيعة شخصيتك، ما الذي يتلوه كنتيجة له لا تبعية عبودية بعده؟ لا تعلم؟ يا إلهي! حقاً لا تعلم؟! عليك أن تعلم! هذا أنت! هذا شخصك! شخصيتك! اعرف نفسك!

ألا يعني ذلك أن كل المشاعر... مهلاً لحظة! كل المشاعر؟ ماذا يعني ذلك؟ لدينا خمس مشاعر وحسب. حسناً، حسناً.
هذه الخمس، نعم المشاعر الخمس مشاعر "الابتهاج، الحزن، الاشمئزاز، الخوف و الغضب" ما هي إلا جزء من كومة من المشاعر التي بعضها لا نقتدر على وصفها بكلمة، كومة من المشاعر التي تعترينا في حياتنا هذه. و ما هذه الخمسُ مشاعر إلا لتوضيح الحالة، الكيفية! فكيف لنا نحن أن تتعاقب مشاعرنا، احداها نتيجة لآخر، و هذه مسببة لغيرها، و تلك جزء من احداها التي كانت لم تتشكل إلا لأن الأخرى كانت تالية لها. كيف لمشاعرنا أن تتعاقب على هذا النحو! هي كذلك! تتعاقب، تتتالا، تتشكل و لا تتسلسل، بل تتشعب! هي كذلك بطبيعة حالها. الغريب أن تتوقف! مصيبة أن يتوقف تتابعها و تعاقبها و تشكلها! مصيبة أن تتوقف! فإن أنت ذا تشعر بذات الشيء في وقت طويل، مديد، هذه مصيبة! راجع نفسك! تدارك نفسك!

"Inside out" حتماً سيختصر عليك في حل عقدة الأمر. الحقيقة، الأمر ليس معقداً، غير أن هذا الفيلم، حتماً سيكون عوناً لك. شاهد هذا الفيلم، و أخبرني بما تشعر به الآن؟







رشاد العسال 12-26-2015 06:28 AM

رائعة أنت يا عائشة

ييدو لي أنك تودين الحديث عن التخاطر ( Telepathy )

طاب يومك،
وود لا يبور.

سيرين 12-26-2015 07:24 PM

InsideOut قصة رائعه لها عمق نفسي واجتماعي
وخيال انفرد في الحبكة الدرامية والمعالجة ليخرج لنا هذا العمل الفني العظيم
من جمع خمسة مشاعر والصراع والتاثير فيما بينهم واثرة علي بطلة الفيلم
كاتبتنا المبدعة والمميزة الطرح " عائشة محمد "
اسلوبك غير تقليدي .. يبهرني وحقا دوما انتظر ما يعتليه اسمك
كل الود والتقدير






\..:icon20:

بلقيس الرشيدي 12-26-2015 07:42 PM

رُغمًا عنَّا وخارِج حدُود إدرَاكنا ستَتوالى وتتتابَع رُبَّما إلى حيثُ نُريد أو لانُريد !
شَوقتيني لِلفِيلم ياعائِشَة . حرفُكِ يَترُكُ بِي مسَاحةٌ بيضَاء أُحبها كثِيرًا . فشكرًا لروحك .

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

عائِشة محمد 12-28-2015 08:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشاد العسال (المشاركة 926480)
رائعة أنت يا عائشة

ييدو لي أنك تودين الحديث عن التخاطر ( telepathy )

طاب يومك،
وود لا يبور.

لا علاقة للتخاطر بالأمر. المشاعر هي كذلك، تأتي و تتوالى و بعضنا يعجز قليلاً في مسايرتها و السير معها فيعلق هنالك بضعف.
أسعدني حضورك هنا :34:

عائِشة محمد 12-30-2015 03:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين (المشاركة 926515)
insideout قصة رائعه لها عمق نفسي واجتماعي
وخيال انفرد في الحبكة الدرامية والمعالجة ليخرج لنا هذا العمل الفني العظيم
من جمع خمسة مشاعر والصراع والتاثير فيما بينهم واثرة علي بطلة الفيلم
كاتبتنا المبدعة والمميزة الطرح " عائشة محمد "
اسلوبك غير تقليدي .. يبهرني وحقا دوما انتظر ما يعتليه اسمك
كل الود والتقدير






\..:icon20:


ممتعة و حكيمة هذه القصة، و كيف مزجت بين المشاعر حيث لا يستقيم أحداً دون الآخر.
يسعدني حضوركِ سيرين و اطرائك الجميل هذا. :34:

سَارة القحطاني 12-30-2015 05:40 PM

يا لجوعي لقراءتك يا صديقتي ..
يا لجوعي للغرق في متاهات التساؤلات التي تنضج بين كفيك ..

أنتِ ولا أحد غيرك يمنح ضياعي قيمة ومعنى ..
أنتِ من يمنح كل المشاهد , واللقطات قيمة حقيقية !


كل الحب والود لـ قلبكِ يا بهية :34:

عائِشة محمد 01-01-2016 01:53 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بَلْقِيسْ الْرَشِيدِي (المشاركة 926520)
رُغمًا عنَّا وخارِج حدُود إدرَاكنا ستَتوالى وتتتابَع رُبَّما إلى حيثُ نُريد أو لانُريد !
شَوقتيني لِلفِيلم ياعائِشَة . حرفُكِ يَترُكُ بِي مسَاحةٌ بيضَاء أُحبها كثِيرًا . فشكرًا لروحك .

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif


شاهديه، و لن تندمي.
يسعدني ذلك الشعور الذي أمنحه لك حين تقرئين. شكراً لحضورك و لطفك. :34:


الساعة الآن 12:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.