منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الشعر الفصيح (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   مـُلتـَبـَسٌ بـِجـِنـِّي (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=42376)

م.رضوان السباعي 08-08-2020 08:56 PM

مـُلتـَبـَسٌ بـِجـِنـِّي
 


أَمـُلـْتـَبَـسٌ بـِشِـعْرِكَ أَمْ لِجـِنـِّيْ ؟
تـَمَلـَّكـَهُ الجـُنـُونُ على الـتـَّجـَنـِّيْ

فَقُلتُ لهُمْ بناتُ الشِّعـْر ِسَعْيـَاً
بـِما اسـْتُحْضـِرْنَ بِيْ إلَّا أَتـَنـِّيْ

عـَذَارَىْ رُبَّ أُمٍّ لمْ تـَلـِدْنـِي ْ
وَحـُرِّمـَتِ المـَراضـِعُ إِذْ كـَفـَنـِّيْ

خصـِيـْبُ الكَأْسِ حـِرْزٌ ثَمَّ رَوحٌ
وَنـَشـْوَتــُهُ لهُ سـَبْقـَىْ كَبـِنِِّّ

فلا عِطْرِي القصائدُ مُنذُ زَمَّتْ
قَميصِي مِنهُ إلا شَبَّـهَـنِّي

ولا الأبصارُ-ما ارتدَّتْ إليها-
علىْ ظمأَيْنِ مِنْ حَمَأِي تَخـُنـِّيْ

فأَوْدَقَتِ الوُجـُوهُ كَشوقِ إبنٍ
لِضَمِّ أبيهِ في شوقِ المُحِنِّ

حَجيجُ ظِـلالِها من كلِّ فـَجٍّ
يقولُ لها لِميقاتٍ أَفـِنِّيْ

لِرَدْح ٍلَمْ يـَكُنْ للذنـْبِ ذِئـْب ٌ
وعن بُشرى السماءِ ولَمْ أَكُنِّـي

علىْ ظمـَأِ القصـِيـْدَةِ بِتُّ دُونِيْ
ومن ظَمَأٍ -عَلىْ ظَمـَأِي-ْسَقَنــِّيْ

بمَا ألْقـَتْ تـَهـَلــَّلَ مـِنْ غَيابـــَ
تــِهِ وَجــْهٌ كـَبـَدْرٍ مـُسـْتـَكـِنِّ

ودونَ الماءِ بي استبشرنَ وِردَاً
لِمَا أدلَى السـِّقا فـَتَعَطـَّشَنـِّي

بـِذاتِ الْجـُبِّ منـِّيْ جئـْتُ وَمـْضـَاً
تَفَتــَّقَ فِيْ الوَرِيــْدِ بمَا غَشَنــِّيْ

فلاقَىْ الخَصــْبُ إخْوَتــَهُ لِدَلــْوٍ
بهـَا تُسقَى طقُوسُ الشــِّعْرِ مـِنــِّيْ

وَمـِنْ يَدِهِ الفــُؤَادَُ بِمَا تــَنــَادَىْ
بِأَيــْدٍ لَا مــِسَاسَ تَأَبــَطــَنــِّيْ

فمَا كــَذَبَ الفــُؤَادُ لمـَا رَآهُ
بمَا أغْشاهُ مـَمسـُوسٌ بـِأَنــِّيْ

لوَ اْنِّيْ -قَالَ-مَا أُوْتــِيــْتُ رُشـْـدَاً
بمـَا بَصُرَتْ يَدَاكَ لَشَيــَّبــَنـــِّيْ

فقَالَ بها عصَاكَ اْضــْرِبْ فــَلَمــَّا
سَنــَا انــْبَجَسَتْ عُيُونٌ حوَّطَنِّيْ

أَرَنِّي البابَ فَاندَلَقــَتْ يمِيــْنــِي
كمِشكَـاةٍ لهــَا وَجــْهٌ كَظــَنـــِّيْ

فَتُبصِرُنا الطرِيقُ وَهــُنَّ حــَوْلــِيْ
وَلَا سَهَتِ العُيــُونُ الْ ضَوَّعـَنــِّيْ

كأَنــَّا أنــْدُرُوْمــِيــْدَا أَنُحْصــَىْ؟
لهَذِيْ الأَرْضِ إِنْ جئنَا كــَمــَنِّ

لهــُنَّ وَلَيــْسَ يــَذْوِيْ فيْ زِحــَامٍ
قَنـَادِيْلٌ يــَجــُدْنَ بِمَا تــُمــَنــِّي

ْيَذُدْنَ الَّلَيلَ مُذْ أَشـْرَقــْنَ حــَوْلــِي
وَلَا يُغْفــِيْ بهــِنَّ الضَّوْءُ عَنــِّـيْ

مـَهــَيْْبٌ يَشـْحــَذُ الآفاقَ نــُوْرٌ
بـَشـَاشـَتـُهُ كَوجـْهِ المـُطـْمـَئـِنِّ

وبـَينَ يَديَّ يـَسـْعَى وَعنْ يمينـِيْ
تَسِيرُ بنا الدُرُوْب ُعَلى التَأَنــِّي

فلا الأَسْفـَارُ فِينا قدْ أطالتْ
ولا الأَنفاسُ عنها قدْ جَفـَنِّي

مَكَانٌ قدْ تَنَفــَّسَ فِيهِ صــُبــْحٌ
وَما الإِصْبــَاحُ إِلَّا بعْضُ مِنـــِّيْ

وَلا بالبَابِ جــُنــْدٌ ذَاكَ إِلـَّا
مـَهَابَتــُهُ الَّتِيْ فيهـَا فـَتــَنــِّيْ

لهُ عَينــَانِ شـَاخِصـَتـَانِ لَمــَّا
أزغْن َبضوْئِهــِنَّ ُوَآنــَسـَنــِّيْ

إِذَا بالضَّوْءِ جــَذْوَتـــُهُ كــَيَانِي
بمَنْ حوْليْ بِرَهْبَتــِهِ أْنْتـَضـَنـِّيْ

كَأَنيْ-مـُوْرِقٌ -وَهـَجٌ تــَلَظــَّىْ
وَأَرْخىْ هَالَةً لا تَنــْأَىْ عَنــِّيْ

فَتحتُ البابَ مُذْ مُدَّتْ يـَمـِيـْنـِيْ
كأَنِّيْ مِنهُ بِي ْنَفَسٌ سَكَنــِّيْ

بِحوزَتِهــَا-دَخلتُ وَمَعْيَ رُشـْدِي-ْ
يدَيــْهِ وَمِنْهما ما أَغْفــَلَنــِّيْ

مكَانٌ تــَشــْرُدُ الأَنْفــَاسُ عـَنـْهُ
تُضـَيِّعُهــَا الدُرُوبُ عَلَىْ التَّعَـنــِّيْ

لهُ صــَرْحٌ تــَبــَرَّجَ ثــَمَّ سَقــْفٌ
مــِنَ البَلــُّورِ أَعمــِدَةٌ بــِفــَنِّ

لِفاتـِنةٍ فَمَا لَلوَصــْفِ منـْهـَا
أَيـُغـْنيْ؟عـَنْ مفَاتِنهـَا لوَ اْنــِّي

وقلتُ لها فلا تـُخـْفـِيْ بُزوغاً
بِأعيـُنِنَا كشمسٍ ما تُـكِنـِّي

كغانِيـَةٍ أَجَاءَتْ لا ثِيـابٌ
بـِفِتْنَتِهـَا تَشِيْ كيْ تَمـْتَحِنِّيْ

بِمـَد ِّالْعـَيْنِ فِتْنَتــُهُ قــَصــِيٌّ
وَلا يُجْدِيْ -لِهيْبـَتِها- الْتغَنــِّيْ

لَهَا جـَسـَدٌ تـَبهرج حَيـْثُ دَارَتْ
فَتُسقاها العـُيونُ بمـَا يـُعـِنـِّي

وَيـُذْكـِيـْهِ الســَّنـَا زُمَراً كَحَجٍّ
بِذَاكَ العَرْشِ مِنْ شَيـْخ مُكــِن ِّ

فَتِيٌّ ما تَوَكَّا على عَصاةٍ
سِنيناًً -عُمْرُهُ -مِثلَ المُســِنِّ

مَقاليدُ الخلودِ لها فُعولُنْ
تؤمُّ العُمْرَ كالشِّعْرَى لَدُنِّي

يجَيشُ بهِ الْبَهاءُ كأنَّ شمساً
تقولُ لهُ وَسَمْتِكَ لو تَصُنِّي

بـَصــُرْتُ بــِهِ لِهَامتــِه زِحامٌ
مَهِيبٌ في السَّمَاءِ بِصُغْرِ سـِنـِّيْ

لِآتِيْ مِنـْهُ جِهبـِيـْذَا منَ الشـِّعرِ
جئـْتـُهُ عَنْ أَبٍ لا بِالتـَّبَـنــِّي

وَتحْـشـُدُ صَدْرَهُ مـِنْهُ الأيادِيْ
مَفاعيلُنْ قُرِعـْنَ وَفـِيـْهِ كـُنـِّيْ

لِطَلْسمـِهِ مَفَاعـِيْلـُنْ شـِدَادٌ
ولا تَنْفـَكُّ أَوْ يُجـْدِيْ التمـَنـِّيْ

تـَمَلكـْتُ القَصيـْدَةَ عَن زِمَامٍ
وَلا هِيَ مُنْذُ طاعت تَصْبو عَنـِّي

كأَنـِّيْ مـُنـْذُ أَنْ أُوتـِيـْتُ بَابَاً
قَبضـْتُ الشـِّعـْرَ عَن أَثـَرٍ كَأَنـِّي

م.رضوان السباعي
8 أغسطس 2020



رشا عرابي 08-08-2020 09:22 PM

رضوان الشّعر والقصيد
رضوان الحرف حين يُدوزِنُ المعنى على رتمِ الدّهشة


مطرٌ وغدقٌ ورُواء~

قايـد الحربي 08-08-2020 09:59 PM

:
:

مُلتبس بالشعر أنت يارضوان ،
فلا شفاك الله !
؛
قافية النص : أغنية بحد ذاتها ..
ياؤها لا تعود عليك بل على الشعر .
؛
جميلّ في كل حضور
وتورق بك الأماكن ، فشكراً لك لأنك
تمنحنا الربيع .

م.رضوان السباعي 08-08-2020 10:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي (المشاركة 1174479)
رضوان الشّعر والقصيد
رضوان الحرف حين يُدوزِنُ المعنى على رتمِ الدّهشة


مطرٌ وغدقٌ ورُواء~

رشا عرابي
التبست القصيدة بك فكان حضورك كمن مسها بالبهاء والجمال

حمدالله على سلامتك والعود أحمد
دمت مورقة

م.رضوان السباعي 08-08-2020 10:20 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي (المشاركة 1174480)
:
:

مُلتبس بالشعر أنت يارضوان ،
فلا شفاك الله !
؛
قافية النص : أغنية بحد ذاتها ..
ياؤها لا تعود عليك بل على الشعر .
؛
جميلّ في كل حضور
وتورق بك الأماكن ، فشكراً لك لأنك
تمنحنا الربيع .

قايد الحربي
ههههههه
رضي الله عنك حتى تتلبسك القصيدة فتتأبطها سكرا
تنفست القصيدة هذا الهطول العطر وتبسمت حتى بانت نواجذها وأنا كذلك

ومتى هطلت أغدقت بكرمك الجزيل ونبلك الجم
دمت سخي الظلال يا صديقي

حمد الدوسري 08-08-2020 11:00 PM

بكفَّهِ ساحرُ البيانِ إذا
أدارَهُ في صحيفةٍ سَحَرا
يَنطِقُ في عُجمةٍ بلفظتهِ
نُصَمُّ عنها وتُسْمِع البَصَرا
نوادرٌ يقرعُ القلوبَ بها
إنْ تَسْتبِنْها وجدْتَها صُورَا

تعويذة رضوانية رصينة فاخرة جميلة تستحق هذه
الطويلة الشقراء عفوا الزرقاء 🙂
كل الفخر ياصديقي الجميل

م.رضوان السباعي 08-08-2020 11:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد الدوسري (المشاركة 1174484)
بكفَّهِ ساحرُ البيانِ إذا
أدارَهُ في صحيفةٍ سَحَرا
يَنطِقُ في عُجمةٍ بلفظتهِ
نُصَمُّ عنها وتُسْمِع البَصَرا
نوادرٌ يقرعُ القلوبَ بها
إنْ تَسْتبِنْها وجدْتَها صُورَا

تعويذة رضوانية رصينة فاخرة جميلة تستحق هذه
الطويلة الشقراء عفوا الزرقاء 🙂
كل الفخر ياصديقي الجميل

حمد الدوسري
جاشت قريحتك
فأيقنت ان القصيدة تلبست بك فأصابتك بالمس
شكرا لما اندلق هنا من أثر السحر

باذخ حضورك أيها الصديق العزيز
دمت وامضا

سيرين 08-09-2020 10:48 AM

وكأن الشعر بممسوسه يتأنق ويكتمل نصابه
شكرا لحرف عشقت الذائقة رحابته وامتد الضوء لشطره
كعادتك مبدع الى مالا نهاية شاعرنا الالق م.رضوان السباعي
جل آيات الود والامتنان

\..:34:


الساعة الآن 11:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.