منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد القصة والرواية (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=33)
-   -   جرس الدرس الاول (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37277)

فاضل العباس 10-04-2016 12:32 PM

جرس الدرس الاول
 
جرس الدرس الاول
فاضل العباس

دق الجرس في المدرسة المركزية للمدينة في ساحة المدرسة تزاحمت الاجساد الغضة وهي تركض في اتجاهاتٍ مختلفة.
اشار احدهم الى الصف الاول لانه لايعرف موقعه.
كان في الخامسةِ من عمرهِ كزهرة برتقال تفتحت تواً مع احلامه الصغيرة الطائره في فضائاتٍ مختلفة بلا اجنحة محلقا في فضاءه الخاص.
فالمدرسة تعني له العاب وكتب ودفاتر ملونة مزخرفة بحكايات جدته في ليالي الشتاء،كانت الحقيبة المدرسية ثقيلة على جسده امالته الى الامام.
غلف كتب القراءة والرياضيات مثلما طلب المعلم.
الحياة عنده الدائره الصغيرة التي هو مركزها، ولكنه اراد ان يقلد الكبار رافضا ان يصطحبه ابيه او امه في الايام التالية.
جلس على معقده في الصف متخيلا انه سفينته وهو السندباد يطوف مدن العالم. سيحدث زملاءه عن عربة الايس كريم .
ولعبة (الختيله) وعمه العسكري الذي يخشاه الناس لانه يمثل الحكومه وكثيرا ما يهدد الصغار به عند اي مشاجره او خلاف.
مع كل ذلك كان الصغار يسرقون اقلامه او قطع الحلوى التي يجلبها من البيت.
صباح ذلك اليوم قاده حظه العاثر الى زميل جلبه والده العسكري الى المدرسه واوصاه به خيرا ، بطفولةٍ تعهد بحمايته وهو من الداخل مهزوم ومرعوب من كل عسكري.
وما هي الا دقائق وشرع زميله بالبكاء والصراخ طالبا العودة لدارهم، امسكه باصابعه الناعمة بقوه وحاول اقناعه بالبقاء في المدرسة واللعب مع الاصدقاء دون جدوى.
افلت زميله يده من قبضته وهرب من المدرسة صارخا ولحق به في بكاء وصراخ مثله
عاد الى بيتِهم مذعورا من هروب بن العسكري خائفا من العقاب من قبل الحكومة.
لم تفلح كلمات الام وعمه العسكري بتهدئته
في اليوم التالي اصطحبته الام الى مدرسته ليقابل زميله بن العسكري
ضحكت الام وطمنته قائلة ان لاشئ يقلق ياولدي
دق الجرس وخرجت الام وتماسك الزميلان بالايادي باتجاه الصف وتبدد الخوف في قلبه .

رشا عرابي 10-04-2016 06:07 PM

ياااا لله
تلك المخاوف بذرَة هم لها سُقاة
ووزرُ الهواجس ليس إلّا على كاهل المجريات يقع ....

المُغايرة عجيبة بين المفردة المسؤولة عن بعض الأمان
وبين ما نمى في قلوب أبناءنا بأثرٍ رجعيّ من الحادثات

أيها الفاضل
لا زلت تغمس يراعك في الجرح وتكتب

لله درّك !

سيرين 10-04-2016 08:27 PM

ليت كل مخاوفنا من نوعية مخاوف الأطفال
فهي سريعاََ ما تثار وسريعاََ ما تتبدد
سرد قصصي حيك بعفوية الضياء وكان الإمتثال لتفاصيله
التي تعتد برزخ آخر للجمال فريضة ترمق جزالة البوح
سلمت يمناك كاتبنا المبدع
مودتي والياسمين

\..:34:

نادرة عبدالحي 10-04-2016 10:23 PM

الكاتب فاضل العباس تسلط الأضواء على قضية الدخول الأول للأطفال لعالم العلم
وإنفصالهم عن البيت وحضن الأم ....والمخاوف التي تعتريهم والصعوبات التي يواجهونها
لم تتجاهل الأم مخاوف ولدها الصغير إصطحبته لتُخفف من صعوبة الموقف الذي يواجهها الصغير .
وهنا يُبرز كاتبنا على أهمية عدم تجاهل الصعوبات التي يواجهها الأطفال ومُتابعة الصراع الداخلي ليتخطوا الحواجز .
اقتباس:

في اليوم التالي اصطحبته الام الى مدرسته ليقابل زميله بن العسكري
ضحكت الام وطمنته قائلة ان لاشئ يقلق ياولدي
دق الجرس وخرجت الام وتماسك الزميلان بالايادي باتجاه الصف وتبدد الخوف في قلبه .



فاضل العباس 10-05-2016 05:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي (المشاركة 971638)
الكاتب فاضل العباس تسلط الأضواء على قضية الدخول الأول للأطفال لعالم العلم
وإنفصالهم عن البيت وحضن الأم ....والمخاوف التي تعتريهم والصعوبات التي يواجهونها
لم تتجاهل الأم مخاوف ولدها الصغير إصطحبته لتُخفف من صعوبة الموقف الذي يواجهها الصغير .
وهنا يُبرز كاتبنا على أهمية عدم تجاهل الصعوبات التي يواجهها الأطفال ومُتابعة الصراع الداخلي ليتخطوا الحواجز .


شكرا للاستاذه القديره نادره عبد الحي على هذا التقديم الرائع والنقد البناء ومنكم نستفيد


الساعة الآن 03:23 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.