منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد العام (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=9)
-   -   أخاف الصورة (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=20094)

حسين الراوي 09-20-2009 01:22 AM

أخاف الصورة
 

آسف لتقديم هذا الحزن في فجر هذا العيد ...




http://www.gulfup.com/gfiles/12533964611.jpg


كنت أُحب الصوّر الفوتوغرافية بشكل كبير ، في البداية اعتدت أشعر أن للصورة حديث مؤنس تختزنه بين أضلاعها الأربعة ، لذا حرصت كثيراً فيما مضى أن أحصل وأحتفظ بصوّر أحبابي من الأقارب والأصدقاء والمعارف .عندما أشتاق لأحدهم في بُعده وغيابه وسفره ، اتجه لذلك الألبوم الذي لسنوات طويلة كنت أغرس فيه صوّر أحبابي ، كما يغرس البستاني الورود في أحواضها ، لأعيش مع من اشتقت له منهم ، بضحكته ومشاعره وجمال روحه التي اختزنتها تلك الصورة له في تلك اللحظات ، أنظر للصورة فأجد أني أرجع تدريجياً بروحي وذاكرتي للحظة تلك الالتقاطة الفوتوغرافية ، فأتدثر بحنين يستجلب من عيناي دموعها بهدوء ووجد عظيم يجتاح أضلاعي .


كلما رجعت لذلك الألبوم ، أجد أني فقدت كثيراً من تلك الوجوه التي غرستها فيه ، بسبب يد الموت ، أو بسبب حُكم الغياب البعيد ، أو بسبب قسوة ظروف الحياة ومصالح التي تفرضها علينا ، فأرى قلبي يضيق ذرعاً بحنين تلك الذكريات وتجتاحني غصة مُتعبة يضيق حلقي بوجعها .


أُمسك صورة .. فأُدقق فيها طويلاً ، ثم أسرح بذكرياتها ، فأقول : رحمك الله يا أخي رحمة واسعة ، كل شيء يخصك قد أنساه ، إلا ضحكتك التي أين ما اتجهت بوجهي وجدتها في مدى ناظري ، ترفرف فوقي كما يرفرف الحمام فوق الذي أدمنه ، ثم أُقبله بين عينيه ، وأتنهد بتنهيدة حدتها تجرح صدري ، ولا أدري هل كانت مجرّد تنهيدة أم أنها كانت قطعة زجاجة دامية زفرتها من بين أضلعي .

ثم أمسك صورة أُخرى .. فأعيد نفس شريط التعب معها ، فأرفع يدي نحو مدامعي أمسحهما وأقول : رحمكِ الله يا عمتي ، رحمكِ الله كم غمرتيني بالحُب والعطف والإحسان الذي لم يكن له حد ، رحمكِ الله عدد ما فرشتي سجادتك نحو القبلة ، وعدد ما رفعتي كفيكِ وطرفيكِ نحو السماء بعينين خاشعتين دامعتين ، وعدد ما كنتِ تسبحين الله وتكبرينه وتستغفرينه وتمجدينه ، وعدد ما كنتِ تسدلين لي من نصائح طيبة كنتِ تُحثيني فيها على الفرض والسنة ومكارم الأخلاق .

وأُخرج صورة ثالثة ، فسرعان ما أجدني أخشع لها ، فأضعها على صدري ، فتزيد خفقات قلبي ثم يُغمض لحظته على مدى ملبد بسُحب الألم ، وأقول : ونعم الصديق كنت يا عبدالله ، والله إني لم أُصادق أحداً بمثل طيبتك وحلاوة روحك ، رغم انك رحلة منذ سنوات ، اللهم أغفر لصاحبي عبد الله العوضي .
وأمسك بصورة رابعة ، فأرفعها نحو عيناي ، ثم أغمضهما على طيف زميلي فلاح ، فتمر عليّ بسرعة شديدة مشاهد كثيرة كانت بيني وبينه ، وأجد أن الدمع بحذر تسلل من تحت رموش عيناي إلى الخارج ، رغم أني كنت أُطبق رمشي بشدة على بعضه ، فأقول : رحمك الله يا فلاح ، رحمك الله كم عانيت من ذلك المرض الشديد ، واسأل الله أن يكون قد طهرك به في الدنيا قبل أن ترحل منها .
وما بين وجه قد مات ووجه رحل ووجه اختفى بلا وداع ، أمسك بصورة خامسة وسادسة وسابعة وووو .. فأجد أن الصوّر لم تذخر لي بين أضلاعها الأربعة أي شيء مؤنس ، بل وجعاً مُتعباً يقفز إلى داخلي كلما اقتربت من ذلك الألبوم .



أحبابي القراء ،

أُكررها : آسف . لكن ما يؤنسني أني أحبكم كثيراً ومنكم من يحبني كثيراً ،
لم أنوى أن أنشر هذه السطور في الشهر الكريم المنصرم .
بعد سنوات متعددة مع القلم والورقة والسطور وجدت وأيقنت أن أصدق وأنبل سطورنا
هي تلك التي نحاول أن نخفيها عن عيون الآخرين .




تقبل الله مِنا ومنكم
وأعاد الله عليكم رمضان وأنتم بحياة سعيدة .

عبدالله العويمر 09-20-2009 01:30 AM

شَفاف ياحسين

كُنْت أتساءل قبل قليل وأنا أهم بدخول أبعاد في نفسي واقول: ماذا سيكون حَال مَن فقد ابنا ً أو ابنه أو أخا ً أو أختا ً أو والدا أو والدة ًً أو صديقا أو صديقة ً في هذا العيد

تَمُر بي الذّاكِرَة فأتَذكّر أُنَاساً تَواسيني دَمْعتي بِهم كُلّما تذكرتهم!

لازلت أذكر ابتساماتهم
ولعل "بجاد ناشي العتيبي " رحمه الله آخِر مَن فقدتهم في شهر 3 ، وإني والله لأشعر بِحُرْقَة ٍ وأنا أتخيّل حال زوجته وهي ترا طفليها (ولدا ً وبنت) وهي تراهم وتشعر أن أباهم يناديها ويدخل عليها ويقبّل الصغيرين،، يَـــاه

ماأقسى الحال والله

أي عيد ٍ هذا ؟
رحمك الله ياصديقي

فضائِلْ 09-20-2009 02:13 AM


{

رُغم مُرور 8 سَنوات على رَحيله
أَلا أَنْ الأَدمُع لَم تُفارِقُنا
ما أَن نَرى صُورتِه , خَطه , إسمه حتى تَتساقط الأَدمع دُون تَوقف ..!
:
أَخشى جِداً أَن أَعيش هذه الُلحظة مرة أُخرى
أَخافها جِداً جِداً
:
:
حسين الراوي
أَعدت عَلينا الأَدمع مِنْ جَديد :(


http://7bna.com/up/uploads/c285e90e60.gif

}


عائشه المعمري 09-21-2009 03:46 AM

فعلاً ،
ما ذكرت في السطر الأخير من الفقرة الملونة بـ الأحمر

حسين
الفقد لا يقف بـ باب صورة
ولكن الصورة تفتح ألف باب لـ فقد

/
،
ولكن هناك صور نود لو ان نُمزقها
أليس كذلك ؟!


كل عام وأنت بألف خير

حسين الراوي 09-21-2009 11:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله العويمر (المشاركة 522977)
شَفاف ياحسين

كُنْت أتساءل قبل قليل وأنا أهم بدخول أبعاد في نفسي واقول: ماذا سيكون حَال مَن فقد ابنا ً أو ابنه أو أخا ً أو أختا ً أو والدا أو والدة ًً أو صديقا أو صديقة ً في هذا العيد

تَمُر بي الذّاكِرَة فأتَذكّر أُنَاساً تَواسيني دَمْعتي بِهم كُلّما تذكرتهم!

لازلت أذكر ابتساماتهم
ولعل "بجاد ناشي العتيبي " رحمه الله آخِر مَن فقدتهم في شهر 3 ، وإني والله لأشعر بِحُرْقَة ٍ وأنا أتخيّل حال زوجته وهي ترا طفليها (ولدا ً وبنت) وهي تراهم وتشعر أن أباهم يناديها ويدخل عليها ويقبّل الصغيرين،، يَـــاه

ماأقسى الحال والله

أي عيد ٍ هذا ؟
رحمك الله ياصديقي

العويمر
كل عيد وأنت أسعد شخص في الكرة الأرضية . . ياااارب .

آسف لقلبك الكبير .

ميسون الرملاوي 09-22-2009 01:37 AM

يوم السبت القادم

ستكون الذكرى الثانية لوفاة والدتي الحبيبة

حيث توفيت غاليتي في اليوم السابع من شوال

وكانت قبل وفاتها حريصة على أن نرتدي جميعنا الجديد

رغم شدة مرضها في الآونة الأخيرة

واليوم

في هذا العام

والذي قبله

لا جديد

ولا عيد

أبكيتني حسين !!!

حسين الراوي 09-22-2009 11:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فضائِلْ (المشاركة 522993)

{

حسين الراوي
أَعدت عَلينا الأَدمع مِنْ جَديد :(


http://7bna.com/up/uploads/c285e90e60.gif

}


آآآآسف
ما كان قصدي :(

حسين الراوي 09-25-2009 01:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشه المعمري (المشاركة 523219)
فعلاً ،
ما ذكرت في السطر الأخير من الفقرة الملونة بـ الأحمر

حسين
الفقد لا يقف بـ باب صورة
ولكن الصورة تفتح ألف باب لـ فقد

/
،
ولكن هناك صور نود لو ان نُمزقها
أليس كذلك ؟!


كل عام وأنت بألف خير

نعم عائشة
الصورة في أحيان
تكون معبر نحو مُدن الأحزان .
وبكل أمانه
أنا اعدمت الالبوم نهائياً
ابي ارتاح
ليمتى وانا اخمّر فيه الحزن واعتقه !
يكفي هم
يكفي يا عايشة .


الساعة الآن 12:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.