منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (http://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (http://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   حاضرةٌ في تفاصيل الغياب (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36948)

محمد بن هاشم 07-07-2016 12:35 PM

حاضرةٌ في تفاصيل الغياب
 
ثمّةَ حضور يدمرُ مدينة الغياب
ويدكُ اسوار قلعة اللحظة


لكِ أٌقول
موجودةٌ أنتِ
في ثنايا الهواء , في كُل قطرةِ ماء , في رغيفِ الخباز
في اِبتسامةِ أمي , في سبحة جدتي في شقاوةِ الاطفال
في أزقةِ خيال , في قواميسِ عقلي
في كمنجة ِقلبي و في اللحان اللسان
/
مكثفةٌ
في شريانِ قلمي ، في رحيقِ محبرتي ، في ذريةِ فكري
و على مسرح الورقة
في كافيين قهوتي , في نيكوتين سجارتي
وعلى صفحاتِ الكتاب
في أزرارِ قميصي , أرقامِ جوالي , رائحةِ عطري
أقدامِ ساعتي , و على زجاجِ النظارة .
/
وحاضرةٌ ...
في خواءِ ثرثرتي , في وقارِ صمتي , وفي هالةِ اتزارني
في تمائمِ حظي , في نذيرِ شؤمي وفي طلاسمِ نبوءاتي
في أمطارِ شقائي , في قحطِ فرحي , في انصهاري و اكتمالي
/
و كثيرةٌ جداً
في عينِ واقعي , في معاركِ منامي , و في احلامِ اليقظة
في نشوةِ انتصاري , في انهزامي و فراري و في راية استسلامي
في طفرةِ يأسي , في جيناتِ أملي و في أجنة بكائي
في همجيةِ شكي , في اِختلال يقيني و في خلوتي وازدحامي


/
و فائضةٌ ..
في ديمومةِ ابتهالي , في كينونةِ انتظاري
في كنهِ اوجاعي , في كهنِ قلقي , وفي كهنوتيةِ ظنوني
في أعاصيرِ حزني , في وخزاتِ جوعي , في تخمةِ شبعي
وفي نسيانية نسياني .
/
لا شريكَ لكِ

في بلاهةِ ضعفي , في بلادة ِخوفي , في شجاعةِ صبري

في حماقةِ سكوتي , في ذكاءِ غبائي , و في خبالِ غيابي .

/
ظاهرةٌ أنتِ
عن يميني و يساري , في مطارةِ ذكرياتي , في استباقِ خطواتي
في أجنحةِ عُلُويّ , في سقوطي وانكساري و في فراغي و امتلائي


في سوادِ حياتي , في بياضِ موتي , في نُواحِ فقدي
في تشييعي واندثاري , وفي مأتمِ عزائي .
/
ها أنتِ تختالين غروراً
بين فكي الغين على شرطةِ الياء تتسلقين برشاقة جذع الالف
وتغتطسين في مسبحِ الباء
أي جبروتٍ هذا ؟!!
تباً لكِ من عظيمة تعفرُ أنفَ الغيابِ في ترابِ وجودها


/
خبرٌ عاجل
الأن وقدْ عَلمَ الغيابُ أنَّ في الاقدامِ موتةً وفي الاحجامِ موتات
وما بينهما حتميةُ خلودِ العذابِ أَعْلن بخنوعٍ تامٍ الانقيادِ لدكتاتورية الحضور

/
ختام
حنانيكَ يا الله
لا إله إلا أنت رحماكَ أني كنتُ من العاشقين


سيرين 07-07-2016 04:37 PM

مخضبة الحنايا بهم
فكان إزدحامهم بنا نقوش تستعمرنا متى غابوا اشتعلت حنيناً
فما ابهاه حرف نسج من الترف زهواً برحيق الورد
لابداع قلم يفرض ذاته فوق رُبى الجمال بما يعكس الضياء
سلمت يمناك شاعرنا المبدع " محمد بن هاشم "
امتنان يتلوك باقات الود


\..:35:

نوف سعود 07-07-2016 11:28 PM

،
مِن ثاء البداية وحتى نون النهاية تتسارع النظرات إندهاشًا بحرفك!



شكرًا جدًا القدير: محمد،
تقديري.

بلقيس الرشيدي 07-07-2016 11:31 PM

فِي ضَعفِي وإنهزامِي وقِلَّة حِيلتِي هُم هَكَذَا يَنزعُون منَّا كُل شَيء !
تَبعثرنا بَينَ السطُور, تكتُبنا بدقَّة عجِيبة يَامُحمَّد ولُغة الحُب كَانت الوَطن والمَنفى . حَماك الله

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

نورة القحطاني 07-07-2016 11:44 PM

موجعة تفاصيل الغياب بهم /فيهم !
نتشبث بظلالهم المغادرة على قارعة روح أنهكها النحيب

الكاتب محمد بن هاشم
حرف آسر يأخذنا إلى حيث تريد
نفع الله بك وجعلك مباركا أينما كنت

نادرة عبدالحي 07-11-2016 11:16 PM

مكتنز هذا الحضور بكافة تفاصيله يتنفس في جميع الجهات
أرى بنفسي جميع تفاصيل الغياب وأكثر نبضه أوردته وما فعلَ في من وقع في محيطه .
صاحب الإلهام والغياب لا ينسى شئ أدق التفاصيل تتمدد أمامهُ وهذا ما حصل هنا .
..
..
..

حاضرةٌ في تفاصيل الغياب
ثمّةَ حضور يدمرُ مدينة الغياب
ويدكُ اسوار قلعة اللحظة
الشاعر محمد بن هاشم بناء الجسور صناعة تفي بالغرض
بالربط بين الحضور والغياب ........دمت بخير

عائشة العريمي 07-12-2016 12:12 PM

جميل جدا ابدعت اخي

تركي المعيني 07-12-2016 01:32 PM

؛


يا لأصابع الغياب كم هي أنيقة حينما تعزف بك على وترٍ شجي !

،

بوحك فاخر ، وعزفك باهر ، وصوتك رخيم

شكرًا لك هذا البذخ من الجمال :)


الساعة الآن 05:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.