يا أمّي ..
رمَية البوميرانج * هيَ حياتي ,
ثقيلة من يدِي , وترتدّ لِصدري
ومع هذا , ما فتئتُ أخرّفُ ميثولوجيا بدويّة :
(قد حدثَ في سالفِ البرّ والغُدران ,
أنّ إلهة الماء الغاضبة بِالعادة ,
مسختِ الابنة الشقيّة التي أهدرت ماءها فوق القبيلة ,
مسختها إلى ندمٍ شهريٍّ لا ينقطع ,
ثم صُيّر حبيبُها الضالّ خمراً .. تعصرهُ !
فتخدر .. )


~
كلّ المنتحرين ندامى ..
ندمٌ يشبهُ عين الإعصار , هائلٌ جداً وساكن ..
وهذي رسالة الانتحارِ الأخيرة , الواحِدة والتي فاتها دائماً أن تُكتب :
( في ما قبل غرغرة الروح بثانية .. أعترف ,
أيقظني وعيٌ حادّ , طوّحَ بِي وَ تمنّيتُ لو لم أفعل .)
وعيٌ كشفراتِ الأمشاط الصغيرة , كثييف , مرتّب
و عنيييد , لم تقدر " فرجينيا وولف " * على الفكاكِ منهُ أبداً ,
مع أنّ أساها كان الغالِب , إلّا أنّ هذهِ الأجنحة الحادّة
تندّس في جيوبها ثمّ تننتَشلُها دون الغرقِ بمرّتين, وتطير !
بِالمحاولِة الثالثة نجحَتْ , خدّرتهُ بالحصوَاتِِ التي أثقلتها ..
وكرّرت قولهم من بطنِ المااء :
(في ما قبل غرغرة الروح بوهلة , أعترف أصابني ذاك
الوعي الحادّ , أيقظني وَ وددتُ لو لم أفعل .)

~
نادمة , وأفصّلُ موديلاتٍ لِأنايَ ** ثمّ أضعها على رسائلٍ
سأتركها ورائي , بالرسالة الأولى كتبت :
(مع كلّ هذا الندم الهاائل والثابتُ فيّا, ما يسعني إلّا الإنتهاء ..
أن يخفتَ هذا الوخز الحادّ بِ الأذى , وامتداده .)
ثمّ تأسّفتُ كثيراً عن الفوائت ِ التي لن تحدث .
عن دمعِ عيني يفيض , ولن يُمسح
عن حضنٍ طوى الحُبَّ في جبّهِ ونااام ..
عن أغانٍ كثيرة لن تجرّحها بحّتي ,
و لن أُبدّلَ وجهَ كلماتها ..
عن ذنبِ المسافَه , سيُقترف !
وعن وجهي حين يتهدّل , لن يراهُ أحد .
عن جداولِ الضحك بِي ,
كيف أنّها الغضّة ومع هذا تجّف .

~
تخيّرتُ للرسالة الثانية شفَقَ الحنّاء ,
رغبتُ بعدما انتفختُ بالأسفِ أن أحتفلَ بحياتي ,
وبالكلماتِ التامّات , تحدّثتُ على الأشياء البسيطة والحُلوة ..
على جدّتي تفتّت لي قطع الخبز الكبيرة فوق سُفرتنا المزركشة ..
وعلى الوسائد الصِغار لن تتعاركَ مِن بعدي ..
عن غرفتي : الجنّة بخاماتٍ فاسدة ..
وأنّي من عينكِ الآمنة أمّي , شربت و ارتويت .

~
لن يحدث شيء يا أمّي ,
سأكون هادئة جداً على ملاءتي الكريميّة .
سأخلعُ "بكلة" شعري , ثمّ أُضيعها كالعادة ..
وسأغضب , لن تعجبني قلّة حيلتي وهذي الحياة ..
سألتقطُها فوتوغرافياً مِن مكاني .. لِتشاهديها ,
سأٌجمّدُ هذهِ الارتجاليّة الفائضة في الأداء , والجهل
ثمّ العرض مباشِر و الحِسبة دقيقة جداً
أُنظري ..
( زخمُ أكياسٍ طائرة , فوقَ أكشاكٍ للهوّاة ..
ملاعب سيرك بحيواناتٍ غير مُدرّبة ..
ويتدلّى بِظلّ الصورة ,
لُعبةُ حبلٍ نحييف ثمّ على طرفيهِ هاويتان !
لن أعبر يا أمّي , وأنتِ , أنتِ وحدكِ
تعرفين أنّي بعدُ ما صرتُ عاقلة ,
ولن أكبر يوماً .
لذا أطفأتُ ذاك الوعي الحادّ بجيوبي ..
وقطّعتُ حبالَ الأرجحة .. بِنصف قفزة) ***